هذه بعض من أكثر الأرقام تطرفًا في شهر مليء بالتغيرات للبلد الواقع في نصف الكرة الجنوبي، الذي يعاني من موجة حر شتوية طويلة تهدد بتحطيم الرقم القياسي لدرجات الحرارة الشتوية المتوسطة – وهو رقم تم تسجيله العام الماضي فقط. في عام 2023، كانت درجة الحرارة المتوسطة في أستراليا خلال فصل الشتاء أعلى بمقدار 1.53 درجة مئوية عن المتوسط طويل الأجل البالغ 14.96° مئوية من 1961 إلى 1990، وهي الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1910.
عالميًا، ترتفع درجات الحرارة الليلية بمعدل أسرع حتى من درجات الحرارة النهارية، وهو ظاهرة يسميها العلماء “الاحترار غير المتماثل”. هذا الاحترار الليلي هو عامل كبير يدفع متوسط درجة حرارة الكوكب للأعلى، مما يساهم في سلسلة قياسية من درجات الحرارة المرتفعة التي استمرت لمدة 14 شهرًا (SN: 19/8/24).
أستراليا ليست المنطقة الوحيدة في نصف الكرة الجنوبي التي تعاني من الحر الشديد. الأراضي الرطبة الواسعة “بانتانال” في البرازيل، التي تحدها بوليفيا وباراغواي، مشتعلة – حرفيًا – بفضل ضربة مزدوجة من الجفاف الشديد ودرجات الحرارة الدافئة غير الموسمية. لقد دمرت حرائق ضخمة أكثر من 700,000 هكتار من بانتانال هذا العام.
في الماضي كان فصل الشتاء يجلب طقسًا جافًا ومعتدلًا إلى بانتانال. لكن ذلك بدأ يتغير بالفعل؛ وقد أفاد الباحثون بأن نصف الكرة الجنوبي أصبح أكثر جفافاً على مدى العقدين الماضيين. يعد الظاهرة المناخية الطبيعية “إل نينو”، أحد العوامل الرئيسية؛ كما أن تغير المناخ قد يزيد أيضًا الأمطار والجفاف المرتبط بإل نينو بشكل خاص في نصف الكرة الجنوبي ((SN: 19/7/23))
يمكن أن تؤدي هذه الشتاءات الأكثر دفئاً إلى تأثيرات سلبية على الأمن الغذائي وإمدادات المياه وتعداد الحشرات. سأل القارئ جودي دوبليس عن تأثير الحر على القدرة على زراعة الطعام؛ يمكن أن تؤدي شتاءات أكثر دفئاً إلى تغيير توقيت إنبات النباتات ومتى تثمر تلك النباتات؛ فعلى سبيل المثال ، حيث ترتفع متوسطات درجات حرارة الشتاء أيضًا ، دفع هذا التحول وزارة الزراعة الأمريكية عام 2023 لإصدار إرسال أسئلتكم حول سجلات المناخ القاسي للأرض . شكراً لكم!
