الاقتصاد

توقعات التجارة العالمية لعام 2025: تحذير من تدهور حاد وفقًا لمنظمة التجارة العالمية!

تحذير من ⁤منظمة التجارة العالمية: تدهور حاد في التجارة ⁢العالمية

في ⁤4 ديسمبر ‍2024، تم تصوير سفن الشحن ⁣والحاويات في ميناء كينغداو بمقاطعة ⁢شاندونغ شرق‌ الصين.

حذرت ⁣منظمة التجارة العالمية يوم الأربعاء من أن آفاق التجارة ‌العالمية قد ⁢”تدهورت بشكل حاد” بعد نظام التعريفات⁢ الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت المنظمة في تقريرها⁣ الأخير بعنوان “آفاق وإحصائيات التجارة العالمية”: “لقد تدهورت آفاق التجارة ⁣العالمية بشكل حاد بسبب الزيادة الكبيرة في ⁣التعريفات وعدم اليقين بشأن السياسات التجارية”.

استنادًا إلى التعريفات ⁤الحالية، بما في ذلك تعليق لمدة 90 يومًا على “التعريفات ‌المتبادلة”،​ من المتوقع ⁢الآن أن ينخفض حجم تجارة السلع عالمياً بنسبة 0.2% في عام 2025، قبل أن يسجل انتعاشاً “متواضعاً” بنسبة⁤ 2.5% في عام 2026.

من المتوقع أن يكون الانخفاض شديدًا بشكل خاص في أمريكا الشمالية، حيث يُتوقع انخفاض الصادرات بنسبة 12.6% هذا⁣ العام.

كما ‍حذرت منظمة التجارة العالمية من وجود “مخاطر سلبية شديدة”، بما في ذلك تطبيق “التعريفات المتبادلة” وانتشار عدم اليقين السياسي الأوسع، ⁤مما قد يؤدي إلى انخفاض أكثر حدة بنسبة 1.5% في تجارة ‌السلع عالمياً، مما يؤثر بشكل خاص على الدول الأقل نمواً التي تعتمد على التصدير.

تأتي الاضطرابات الأخيرة المتعلقة بالتعريفات بعد عام قوي للتجارة العالمية خلال عام 2024، حيث نمت تجارة السلع بنسبة 2.9% وتوسعت تجارة الخدمات التجارية بنسبة‍ 6.8%.

أضافت ​المنظمة ⁣أن ⁣التقدير الجديد بانخفاض قدره 0.2% لتجارة العالم لعام 2025 هو أقل ⁣بنحو ثلاث نقاط مئوية ⁤مما كان سيكون عليه ⁢تحت‍ سيناريو تعريفات⁣ منخفضة، ويشكل تحولاً كبيرًا عن بداية⁣ العام عندما توقع ⁤اقتصاديون المنظمة استمرار توسع ​التجارة بدعم من تحسين الظروف الاقتصادية الكلية.

وقالت المنظمة: “تشمل المخاطر‍ المتعلقة بالتوقع تنفيذ التعريفات ‌المتبادلة المعلقة⁢ حالياً من قبل الولايات المتحدة⁢ بالإضافة إلى انتشار⁤ عدم اليقين بشأن السياسات التجارية ​خارج العلاقات التجارية المرتبطة بالولايات المتحدة”.

وأضافت: “إذا ‍تم تنفيذها، ⁣ستقلل التعريفات المتبادلة نمو تجارة السلع عالمياً ⁣بمقدار ⁢إضافي يبلغ حوالي نقطة مئوية واحدة ونصف النقطة المئوية (1%) ، مما يشكل مخاطر خاصة للدول الأقل نمواً⁤ (LDCs)، بينما‌ سيؤدي انتشار عدم اليقين بشأن السياسات التجارية (TPU) إلى تقليص آخر قدره حوالي نقطة مئوية واحدة ونصف النقطة المئوية (0.8%). وبالمجمل ستؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى انخفاض قدره نسبة تصل إلى ​-1.5 %في حجم تجارة السلع عالميًا بحلول عام 2025.”

في الثاني من أبريل 2025 ، ألقى​ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات حول التعريفات أمام⁣ الصحافة‍ داخل الحديقة الوردية بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة.

فاجأ ترامب شركاء التداول والأسواق المالية العالمية أوائل ​أبريل عندما أعلن عن مجموعة كبيرة من ما يسمى بالتعاريف‍ المتبادلة على ​الواردات القادمة من أكثر من 180 ​دولة . وكانت ⁢بكين⁤ هي الأكثر تأثراً بهذا القرار حيث⁢ بلغت الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على الواردات الصينية الآن نحو 145%. وردّت الصين بدورها بتطبيق تعريفاتها الانتقامية ‍التي تصل حتى 125 %على الواردات الأمريكية .

من المحتمل أن ⁤تؤدي هذه الرسوم بين ​الصين والولايات المتحدة​ إلى “انكماش جذري” للتجارة بين البلدين كما صرح رالف أوسا ، كبير الاقتصاديين بمنظمة التجارة الدولية لشبكة CNBC يوم الأربعاء .

أدى الاضطراب الكبير ‌الذي حدث ⁢بعد إعلان الرسوم الجمركية الى تراجع مؤقت لترامب ، حيث أعلن الأسبوع الماضي أنه‌ سيتم تخفيض الرسوم الجديدة المفروضة⁣ على وارداته مع‍ معظم‍ الشركاء التجاريين الى نسبة 10 %لمدة تسعين ‌يوماً للسماح بإجراء ⁣مفاوضاتهم ⁣مع نظرائهم بواشنطن .

قالت⁤ منظمة التجارة الدولية إن تأثير تغييرات السياسة التجارية الأخيرة سيختلف بشدة حسب المنطقة .

وفي التوقع المعدل ، ‌أصبحت أمريكا الشمالية الآن تسحب نحو⁤ -1,7 نقطة مئوية عن نمو تجارة السلع العالمي بحلول عام 2025 ، مما يجعل الرقم الإجمالي ⁣سلبيا .

بينما تستمر آسيا وأوروبا بالمساهمة إيجابيا ولكن بأقل مما كان متوقعا وفق السيناريو الأساسي ، إذ انخفض مساهمة آسيا للنصف⁢ لتصل الى -0,6 نقطة مئوية .

ومن المتوقع أيضا ان ⁤يؤدي اضطراب العلاقات⁤ التجارية بين الولايات المتحدة والصين “إلى تحويل‍ كبير​ للتجارة” كما أضافت منظمة WTO مشيرةً لوجود قلق لدى ‌الأسواق الثالثة حول ⁢زيادة المنافسة القادمة من الصين .

“من المتوقع ارتفاع صادرات البضائع الصينية بنحو -4%-9 % عبر⁢ جميع المناطق خارج أمريكا الشمالية نتيجة إعادة توجيه حركة تجارتهم . وفي الوقت نفسه يتوقع هبوط كبير لوارداتهم الأمريكية القادمة منهم⁤ خاصةً فيما يتعلق بالنسيج ‌والملابس والمعدات الكهربائية الأمر​ الذي يخلق فرص تصديرية جديدة لموردين آخرون قادرون على ملء الفجوة ”‌ كما ذكرت‍ الهيئة المعنية بالتجارة مشيرةً بأن هذا قد يفتح المجال لبعض⁢ الدول الأقل نموا لزيادة⁣ صادراتها للسوق الأمريكي .

وقد⁤ أثار العديد ⁢أعضاء ⁢WTO قضية تحويل الحركة التجارية⁢ بحسب ⁢ما‍ ذكر أوسا .

“لكن الشيء المهم حقاً ‌الذي ⁤يجب⁣ أخذه بعينه هو أنه ‍يوجد جانب مزدوج لهذه القضية إذا فكرت مثلاً ‌بالشركات⁢ الأوروبية التي تحاول تصدير السيارات للولايات المتحدة فهي⁣ أيضاً تواجه تعريفة تبلغ نسبتها ​-25%-الآن⁤ وستحتاج أيضاً لإيجاد أسواق جديدة لهذه المنتجات لذا⁣ ليس الأمر مقتصراً​ فقط ​على البضائع الصينية التي تدخل أوروبا بل ‌هناك أيضًا بضائع ⁣أوروبية تحتاج عملاء جدد ”‌ كما قال.

وأضاف أوسا أنه يجب إدارة هذه الآثار بطريقة تعاونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى