الأمم المتحدة تحذر: الأوضاع في غزة تتدهور وضرورة الحل السياسي لإنهاء المعاناة!

جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن، صباح اليوم الاثنين، خصصها لبحث الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية. واستمع المجلس إلى إحاطتين من كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيخريد كاخ، والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع خورخي موريرا دا سيلفا.
وقدمت كاخ تقييماً للوضع في غزة وصفته بأنه “كئيب ومحزن”، مؤكدة على ”المسؤولية العميقة” التي يتحملها المجتمع الدولي في معالجة مأساة هذه الحرب. وسلطت الضوء على الوضع الإنساني المزري في غزة، والذي تفاقم بسبب ما يقرب من عام من الصراع عقب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ودعت المنسقة الأممية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن 101 رهينة لا يزالون محتجزين لدى حماس وشددت على الحاجة إلى معاملتهم بصورة إنسانية وفقاً للقانون الدولي.
في غزة، أشارت المسؤولية الأممية إلى مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وإصابة 93 ألفاً بجراح، ويعاني أكثر من 22 ألف شخص من إصابات غيرت حياتهم. وقالت إن الإصابات الخطيرة في الأطراف والتي تتراوح بين 13 و17 ألف إصابة غالباً ما تؤدي إلى البتر تعد “انعكاساً محزناً” للمأساة الناجمة عن هذه الحرب.
وقد أدت الأزمة الإنسانية إلى انهيار الخدمات الأساسية بما فيها الرعاية الصحية والتعليم، مع خروج 625 ألف طفل من المدرسة.
اكتمال الجولة الأولى لحملة التطعيم في غزة
السيدة سيخريد كاخ، كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، تقوم بإعطاء جرعة من لقاح شلل الأطفال لأحد أطفال غزة.
وقالت المنسقة الأممية إن حملة التطعيم التي تشمل جولتين نفذتها منظمة الصحة العالمية ووكالة الأونر.اكتملت بنجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي نظمتها الأونروا واليونيسيف. ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من الحملة في غضون أربعة أسابيع تقريبًا.
وأشارت السيدة كاخ إلى زيارتها الأخيرة إلى غزة، حيث أكدت أن الهدن الأخيرة قد مكنت أولياء الأمور والأطفال من زيارة المراكز الصحية والعيادات بأمان. وقالت إن “حملة التطعيم ضد شلل الأطفال أثبتت أن العمل الإنساني ممكن حتى في أصعب الظروف، مع الإرادة السياسية الكافية والالتزام السياسي”.
كما أكدت السيدة كاخ على الدور الحيوي للأونروا، ليس فقط وفقًا لولايتها، ولكن أيضًا كشريك حاسم وموثوق به في النسيج الاجتماعي في غزة وكعمود فقري للعمليات الإنسانية.
طرق إمداد إضافية
وأضافت سيخريد كاخ أنه عندما تم اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2720 في ديسمبر من العام الماضي، لم يكن متوقعًا أن تستمر الحرب لفترة طويلة دون وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق، وعلى الرغم من تعقيد الوضع، قالت سيخريد كاخ إن “الأمم المتحدة تفاوضت على أنظمة الإمداد وطرق إضافية وعززتها” بهدف تيسير وتسريع تدفق الإمدادات إلى غزة بشكل مستدام وشفاف.
وتغطي هذه الطرق الإمدادات القادمة من أو عبر مصر والأردن وقبرص والضفة الغربية وإسرائيل. وقد تطلب ذلك تبسيط العمليات اللوجستية المعقدة واللوائح ذات الصلة.
ومع ذلك، تقول المسؤولة الأممية إن استمرار الأعمال العدائية وانعدام القانون والتحديات اللوجستية تعيق العمليات الإنسانية الفعالة. وتُبذل الجهود لتأمين المزيد من السلع المتنوعة بما فيها الوقود ومستلزمات النظافة، ولكن نطاق المساعدات الحالي غير كافٍ.
وفيما يتعلق بالتنسيق وآليات الإخطار الإنساني، أشارت سيخريد كاخ إلى إنشاء مجلس تنسيق مشترك جديد لكنها قالت إن حوادث مثل إطلاق النار على القوافل الإنسانية تسلط الضوء على الحاجة إلى تحسين تنفيذ البروتوكولات.
بالإضافة إلى ذلك، بينما تم إجلاء 251 مريضًا لتلقي الرعاية الطبية، لا يزال أكثر من 14 ألف مريض بحاجة إلى العلاج. ومع اقتراب فصل الشتاء أصبحت معالجة هذه الاحتياجات الإنسانية أكثر أهمية.
ضرورة إعادة إعمار غزة
قالت سيخريد كاخ إن المساعدات الإنسانية لا تقدم سوى إغاثة مؤقتة مؤكدة أنه لا ينبغي تأخير عملية تعافي غزة وإعادة إعمارها مشيرةً إلى أن الخدمات الأساسية تحتاج بشكل عاجل للتطوير والتحسين لضمان حياة أفضل للسكان المتضررين.
تعتبر القضايا الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان ضرورية بشكل عاجل.
وأكدت الحاجة إلى استئناف السلطة الفلسطينية للحكم الكامل في غزة، بدعم من الكيانات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي. وأشارت إلى أن فريقها قد طور خيارات تمويل واقترح حلولاً للتحديات السياسية واللوجستية، بما في ذلك الوصول عبر معبر رفح. وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن التقدم الحقيقي يعتمد على تحسين الوضع على الأرض، وفقًا للمسؤولة الأممية.
وأوضحت أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية الدعوة إلى السلام الدائم ودعم إعادة بناء غزة، وهو ما يتضمن إشراك المجتمع المدني الفلسطيني وتعزيز التنمية الاقتصادية. ونبهت إلى أن أهوال العام الماضي تؤكد أن الحل السياسي وحده قادر على كسر حلقة المعاناة.
المزيد عن جلسة مجلس الأمن لاحقًا….