تعزيز التعاون بين إيران والسعودية: رؤية جديدة من صاحب السمو ورئيس إيران
أكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أن مباحثات سموه مساء أمس مع فخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة تناولت مجالات التعاون، مشيراً إلى أنه والرئيس الإيراني أكدا على أهمية استكشاف فرص التعاون المحتملة بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية.
وأوضح سموه أن المباحثات تنعقد في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، والمتمثلة في العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية والمسجد الأقصى ولبنان. وأشار إلى أن استشهاد آلاف القتلى والجرحى جراء العدوان يضع المنطقة برمتها على حافة الهاوية ويؤدي إلى توسعة دائرة العنف فيها.
وأكد سمو الأمير المفدى دعم دولة قطر لأية جهود إقليمية أو دولية تهدف إلى خفض التصعيد والحفاظ على استقرار وأمن المنطقة، موضحاً أن قطر تدعو المجتمع الدولي للتحرك العاجل لإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانها الغاشم على قطاع غزة ولبنان.
كما أوضح سموه أن دولة قطر حذرت من التصعيد الأخير في لبنان منذ بداية العدوان الإسرائيلي المتزايد، مبيناً أنها عملت بشكل مكثف للوصول إلى وقف لإطلاق النار واحتواء الصراع. وأكد أن خفض التصعيد في ظل هذه التطورات المتسارعة يتطلب توقف جيش الاحتلال عن حربه الظالمة ضد الأشقاء في غزة والضفة الغربية وعدوانه على لبنان.
وفيما يتعلق بالوساطة لوقف إطلاق النار، أكد سمو الأمير مواصلة مساعي دولة قطر وجهودها لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، موضحاً أن الوساطة خيار إستراتيجي لقطر.
كما جدد سموه التأكيد بأن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو مفتاح الحل لسلام دائم ومستدام في المنطقة. مشيراً إلى أن أي مقترحات أو حلول أخرى للالتفاف على ذلك مصيرها الفشل الحتمي.
من جانبه أعرب فخامة الرئيس الإيراني عن شكره لسمو الأمير المفدى على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً أن بلاده تتطلع إلى تعزيز علاقاتها مع قطر من خلال المباحثات التي تشمل مجالات عديدة. مؤملاً أن يوظف البلدان إمكانياتهما لتعزيز التعاون بينهما. كما أكد فخامته أهمية تعدد الآليات لتحقيق هذا الهدف.لتعزيز العلاقات بين قطر وإيران، أشار إلى أن قطر تعمل على ذلك، مؤكدًا على أهمية تعزيز التعاون والتآخي بين الدول الإسلامية بشكل عام. وأضاف أن التعاون بين قطر وإيران يسهم في استقرار المنطقة وأمنها.
وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في المنطقة، أوضح فخامة الرئيس أن إيران حريصة على السلام وتدعو إلى التهدئة، مبينًا أن الحروب لا تخدم مصالح الدول في المنطقة.
جلسة مباحثات
وقد عقد حضرة صاحب السمو جلسة مباحثات رسمية مع فخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان، وذلك بقصر لوسيل مساء أمس.
في بداية الجلسة، رحب سمو الأمير بفخامة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، متمنيًا لهم طيب الإقامة وللعلاقات بين البلدين المزيد من التطور والنماء في مختلف المجالات بما يحقق مصالح الشعبين. كما نوه سموه بمستوى التعاون القطري الإيراني القائم على المصالح المشتركة وحسن الجوار.
ومن جانبه، أعرب فخامة الرئيس الإيراني عن شكره لسمو الأمير على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنيًا أن تسهم زيارته الرسمية الأولى لقطر في دفع التعاون إلى آفاق أرحب في مختلف مجالات التعاون.
جرى خلال الجلسة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها في مختلف مجالات التعاون لا سيما الاقتصاد والطاقة والثقافة. بالإضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وخاصة تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان.
حضر الجلسة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس الديوان الأميري وسعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات وسعادة السيد سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة وسعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة وسعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني وزير الرياضة والشباب وعدد من أصحاب السعادة كبار المسؤولين.
كما حضرها من الجانب الإيراني سعادة السيد عباس عراقجي وزير الخارجية وسعادة الدكتور محسن حاجي ميرزائي رئيس مكتب فخامة الرئيس الإيراني وسعادة السيد عباس علي آبادي وزير الطاقة وسعادة السيد أحمد دنيا مالي وزير الرياضة والشباب وعدد من أعضاء الوفد الرسمي المرافق لفخامته.
كما عقد سمو الأمير المفدى وفخامة الرئيس الإيراني لقاءً ثنائيًا ناقشا خلاله أبرز المستجدات في المنطقة.أقام سمو الأمير المفدى مأدبة عشاء تكريماً لفخامة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها فخامته إلى الدوحة. وقد وصل فخامة الرئيس الإيراني إلى قصر لوسيل حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية له.
وصل فخامته إلى مطار حمد الدولي أمس، وكان في استقباله والوفد المرافق له سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة السيد سعد عبدالله سعد آل محمود الشريف سفير دولة قطر لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسعادة السيد علي صالح آبادي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الدولة.
تأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.