في التوازن الدقيق بين التنمية البشرية وحماية العالم الطبيعي الهش، يبدو أن الرمال تميل الكفة لصالح الإنسان.
دعا مجموعة من العلماء الدوليين في مجلة One Earth هذا الأسبوع إلى تحقيق توازن أفضل لتحديد الأضرار الكبيرة التي يسببها استخراج الرمال حول العالم على التنوع البيولوجي البحري. الخطوة الأولى: الاعتراف بأن الرمال والحصى (التي يتم مناقشتها كالرمال في هذه المنشورة) – هي أكثر المواد الصلبة المستخرجة في العالم من حيث الكتلة – تشكل تهديدًا واضحًا للعيان.
قال المؤلف الرئيسي جيانغو ”جاك” ليو، أستاذ كرسي راشيل كارسون للاستدامة بجامعة ولاية ميتشيغان: “الرمال مورد حيوي يشكل العوالم المبنية والطبيعية”. “استخراج الرمال هو تحدٍ عالمي معقد. تعتبر الأساليب النظامية مثل إطار العمل المترابط ضرورية لفك تعقيد هذا الأمر. يمكن أن تساعد في الكشف عن التأثيرات المتسلسلة المخفية ليس فقط على مواقع استخراج الرمال ولكن أيضًا على أماكن أخرى مثل طرق نقل الرمال والمواقع التي تستخدم الرمل للبناء.”
تعتبر الرمال أساس التنمية البشرية عبر العالم، وهي مكون رئيسي للخرسانة والأسفلت والزجاج والإلكترونيات. كما أنها رخيصة نسبيًا وسهلة الاستخراج.
على عكس المعادن الحيوية أو التعدين في أعماق البحار – اللذان جذبا اهتمامًا كبيرًا – لا يزال استخراج الرمل في البيئات البحرية يُغفل إلى حد كبير، رغم أن تجريف الرمل والرسوبيات هو النشاط البشري الثاني الأكثر انتشارًا في المناطق الساحلية بعد الصيد، وغالباً ما يُؤخذ إمداده كأمر مسلم به.
“هذا المورد غالباً ما يُنظر إليه كمادة خام غير نشطة ووفيرة، لكن الحقيقة أنه مورد أساسي يشكل النظم البيئية الساحلية والبحرية ويحمي السواحل ويدعم النظم البيئية وسبل العيش”، قالت المؤلفة الرئيسية أورورا توريس، باحثة بجامعة أليكانتي الإسبانية. “نظرًا لأن استخراج الرمل مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتآكل السواحل والتكيف مع المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، فإن دمجه ضمن السياسات البيئية الأوسع—مثل المناطق المحمية بحرية واستراتيجيات الكربون الأزرق وخطط المرونة المناخية وإدارة الموارد الطبيعية الاستراتيجية—هو أمر بالغ الأهمية لضمان عدم التعامل معه كمشكلة معزولة.”
أبرزت توريس وليو قضايا الرمل لأول مرة عام 2017 في ورقة بحثية بعنوان A looming tragedy of the sand commons. وفي التعليق الذي نشرته مجلة One Earth, دعا الاثنان, وهما أعضاء سابقون وحاليون بمركز تكامل الأنظمة والاستدامة بجامعة ولاية ميتشيغان, إلى رفع مستوى الاهتمام بالرمال لتصل إلى مستويات اهتمام الصيد وتربية الأحياء المائية والسياحة على نطاق الانتباه والعمل العالمي.
“في النهاية, المفتاح للعمل هو جعل استخراج الرمل مرئيًّا — من خلال بيانات أقوى, وتحسين الحوكمة, وروابط مباشرة للمخاوف البيئية والاقتصادية الملحة. كلما أصبحت تأثيراته أكثر وضوحاً وملموسةً, زادت صعوبة تجاهل الحاجة للإدارة المسؤولة,” قالت توريس مضيفةً أن استخراج الرمل بالقرب من السواحل المأهولة الهشة يمكن أن يحفز العمل بينما تزيد التغيرات المناخية التهديدات للحياة البشرية.
“تقليل تأثير تعدين الرمال المتزايد على التنوع البيولوجي البحري” كتب أيضًا بواسطة جان باتيست جوفراي وفيرا فان لانكر وأرنو فاندير فلبين. وقد تم دعم العمل بواسطة المؤسسة الوطنية للعلوم وبحوث الزراعة بولاية ميشيغان والحكومة الإقليمية لفالنسيا ومؤسسة كنوت وآليس فالينبرغ.
إذا وجدت هذه المقالة مفيدة ، يرجى التفكير بدعم عملنا بتبرع صغير لمرة واحدة أو شهرياً . تساهم مساهمتك في استمرار تقديم أخبار علمية وطبية دقيقة ومثيرة للتفكير يمكنك الوثوق بها . يتطلب التقرير المستقل وقتاً وجهداً وموارد ، ودعمك يجعل ذلك ممكنناً لنواصل استكشاف القصص المهمة بالنسبة لك . معاً ، يمكننا ضمان وصول الاكتشافات والتطورات المهمة للأشخاص الذين يحتاجون إليها أكثر .
