مركز ليلي للتكنولوجيا الحيوية في سان دييغو، كاليفورنيا، في 1 مارس 2023.
مايك بليك | رويترز
تراجعت أسهم شركات الأدوية يوم الأربعاء بعد أن أكد الرئيس دونالد ترامب خطط فرض رسوم جمركية على الأدوية المستوردة إلى الولايات المتحدة.
انخفضت أسهم الشركات الأمريكية مثل إيلي ليلي، وأبفي، وبريستول مايرز سكويب، وريجينيرون بنحو 4% أو أكثر يوم الأربعاء. كما تراجعت شركات أدوية أمريكية أخرى مثل ميرك وفايزر وجونسون آند جونسون وأمجين بنسبة لا تقل عن 2%. وفي الوقت نفسه، انخفضت الشركات الأجنبية بما في ذلك أسترازينيكا وGSK بأكثر من 4%.
قال ترامب يوم الثلاثاء إن إدارته ستعلن عن “رسوم جمركية كبيرة” على الأدوية ”قريبًا جدًا”، على الرغم من تداعيات السوق الناتجة عن الرسوم العالمية التي فرضها. وقد استثنى الأدوية من الرسوم الجمركية الشاملة التي تم الكشف عنها الأسبوع الماضي كإغاثة مؤقتة لشركات الأدوية.
وقد صرح الرئيس بأن الرسوم ستشجع شركات الأدوية على نقل عمليات التصنيع إلى الولايات المتحدة - وهي جهود تسعى إليها بالفعل إيلي ليلي وجونسون آند جونسون وآخرين. يأتي ذلك في وقت شهد فيه تصنيع صناعة الأدوية المحلية انخفاضًا كبيرًا خلال العقود الأخيرة، حيث انتقلت أجزاء رئيسية من عملية الإنتاج إلى الصين والهند ودول أخرى حيث تكون تكاليف العمالة وغيرها أقل.
وصلت واردات الولايات المتحدة من الأدوية إلى ما يقرب من 213 مليار دولار في عام 2024، وهو أكثر من ضعف ونصف المجموع قبل عقد مضى وفقًا لقاعدة بيانات التجارة الدولية التابعة للأمم المتحدة COMTRADE.
لكن محللين وشركات وول ستريت أعربوا عن قلقهم بشأن صعوبة إعادة إنتاج التصنيع داخل البلاد، مما سيكون مكلفًا وقد يستغرق عدة سنوات وقد يعطل سلسلة إمدادات الأدوية ويزيد تكاليف الدواء للمرضى. تعتمد شركات تصنيع الأدوية على شبكة معقدة من مواقع الإنتاج ، أحياناً في دول مختلفة لمراحل مختلفة من عملية الإنتاج.
قال المحلل لدى BMO Capital Markets إيفان سيجرمان: “سلاسل الإمداد العالمية معقدة للغاية ، وصناعة الأدوات الطبية واحدة منها - ليس الأمر بسيطاً كما هو الحال عند نقل مكان تركيب البراغي الصغيرة لصنع هاتف آيفون”.
وأضاف أن الرسوم الجمركية “من المحتمل أن تفعل القليل لإعادة التصنيع” إلى الولايات المتحدة لأن الشركات لديها بالفعل عمليات قوية داخل البلاد.
وتوقع سيجرمان أن معظم الشركات الكبيرة للصناعات الدوائية قد تحدد هدف الانتظار حتى نهاية ولاية ترامب للنظر في قرارات تصنيع أكثر ديمومة.
كما أفادت تقارير بأن مجموعة من الديمقراطيين بمجلس النواب تطالب الإدارة بحماية سلاسل الإمداد الطبية مما وصفوه بـ”العواقب المدمرة” التي قد تفرضها الحرب التجارية على المرضى الأمريكيين.
كتب المشرعون في رسالة: “إن اضطرابات الإمدادات للمنتجات الطبية الحيوية ستؤذي بلا شك المرضى الأمريكيين وتضطر مقدمي الخدمات لاتخاذ قرارات تقنين مستحيلة ، وقد تؤدي حتى إلى الوفاة بسبب تأخير العلاجات أو استبدال أدوية ومنتجات أكثر فعالية بأخرى أقل فعالية”.
بعض الشركات التي استثمرت مليارات الدولارات لتعزيز التصنيع المحلي وبناء علاقات جيدة مع ترامب قد اعترضت أيضًا على الرسوم الجمركية محذرةً بشأن تأثيراتها المحتملة على البحث والتطوير والصناعة والمرضى.
قال ديف ريكز الرئيس التنفيذي لشركة إيلي ليلي لـ BBC خلال مقابلة بعد شهر واحد فقط من إعلان الشركة عن استثمار بقيمة 27 مليار دولار لتعزيز التصنيع المحلي: “لا يمكننا خرق تلك الاتفاقيات ، لذا علينا تحمل تكلفة الرسوم الجمركية وإجراء مقايضات داخل شركاتنا”.
وأضاف: “عادةً ما يكون ذلك بتقليل عدد الموظفين أو البحث والتطوير ، وأعتقد أن البحث والتطوير سيكون أول شيء يتأثر بذلك”.
كما أعلنت شركة جونسون آند جونسون في مارس عن استثمار جديد بقيمة 55 مليار دولار في مجال التصنيع والبحث والتطوير والتكنولوجيا خلال السنوات الأربع المقبلة ولم تعلق الشركة بعد حول موضوع الرسوم الجمركية.
