الشرق الأوسط

ترامب: يجب على إسرائيل توجيه ضربة قوية للمنشآت النووية الإيرانية!

يقف الشرق الأوسط على حافة اندلاع حرب‍ إقليمية قد يشعلها فتيل القتال بين إسرائيل وإيران، وسط مخاوف من انجرار‌ دول أخرى في⁤ المنطقة إلى دوامة التصعيد. ومع ذلك، فإن الموقف الذي أعلنته⁤ دول⁢ خليجية شكل محورًا مهمًا وسط التطورات المتلاحقة.

قبل أيام، أطلقت ⁢إيران نحو 200 صاروخ على ‍إسرائيل “ردًا” على ‌مقتل الأمين ⁢العام لحزب الله، حسن ‍نصر⁤ الله، في غارة إسرائيلية على⁣ الضاحية الجنوبية⁢ لبيروت الأسبوع الماضي، ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل‌ هنية، في ‌طهران ⁣أواخر⁤ يوليو الماضي بضربة ⁢نسبت إلى إسرائيل.

ما⁣ كان لافتًا من المواقف الدولية المتوالية بعد تهديد إسرائيل ​بالرد على الهجوم الإيراني‌ الأخير هو ‌موقف دول الخليج العربية ⁣المجاورة لإيران التي شددت على “حيادها” ⁣في الصراع بين العدوين اللدودين.

قالت ثلاثة مصادر لوكالة رويترز يوم‍ الخميس إن وزراء من دول الخليج وإيران يشاركون في اجتماع للدول الآسيوية تستضيفه قطر ⁢لمناقشة خفض التصعيد في الصراع ​بين⁢ إسرائيل ​وإيران.

وأضاف‍ مصدران لوكالة رويترز أن⁢ دول الخليج “سعت إلى طمأنة طهران بشأن حيادها” خلال اجتماعات هذا الأسبوع في العاصمة القطرية الدوحة وسط مخاوف من أن تصعيدًا أوسع نطاقًا للعنف قد يهدد منشآت النفط. ​وأوضح المصدران أن ​وزراء من دول⁣ الخليج وإيران ⁢شاركوا‌ أيضًا في ‍اجتماع للدول الآسيوية بقطر حيث ركزوا مباحثاتهم على خفض التصعيد.

وفي⁤ سياق الرسالة التي⁢ بعثتها الدول الخليجية⁤ لإيران​ حول الحياد، يرى الخبير العسكري إسماعيل أبو أيوب أنها تمثل “رسالة لإيران” بأن ⁢دول الخليج⁤ “لن تنخرط بأي شكل من الأشكال في هذا‌ الصراع إذا حدث”. وأشار أيضًا إلى أن “أجواء بعض الدول الخليجية ستكون ممراً إجبارياً للطائرات والصواريخ بين طرفي الصراع”.

وعند سؤاله عن إمكانية إغلاق ⁢المجال⁤ الجوي أمام الطائرات ومنع عبور الصواريخ قال: “سيُغلق ربما بالنسبة للطيران المدني؛ أما بالنسبة للطائرات ​الحربية والصواريخ سواءً كانت⁢ قادمة من إيران أو إسرائيل فستعتبر أهدافاً معادية”.تحدث الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الخميس، عن “نقاشات” جارية بشأن ضربات إسرائيلية محتملة ضد منشآت نفطية إيرانية،⁤ وذلك بعد الهجوم الصاروخي الذي⁣ شنته ⁤طهران ⁣على إسرائيل.

وعند سؤاله “هل توافق⁣ على توجيه إسرائيل‌ ضربات على منشآت نفطية إيرانية؟”، أجاب بايدن: “نجري ​نقاشات ​بهذا الشأن. أعتقد أنه سيكون…” دون أن يكمل جملته، وذلك خلال‌ تصريحات مقتضبة أدلى بها للصحفيين ​في البيت الأبيض.

وكان بايدن قد عبّر يوم الأربعاء عن معارضته لشن ضربات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، قائلاً رداً على سؤال⁤ حول دعمه المحتمل لمثل هذا التحرك من جانب ‍إسرائيل: “الجواب هو لا”. وأضاف: “نحن السبعة متفقون على ‍أن للإسرائيليين الحق في الرد، لكن يجب أن يردوا ‌بشكل متناسب”، في إشارة إلى قادة مجموعة ‌السبع.

خطوة تكتيكية

من جانبه، يرى الخبير العسكري اللواء السيد الجابري⁤ أن ‌الموقف ⁤الخليجي بالحياد هو “خطوة تكتيكية وليست استراتيجية”. وقال في حديثه لموقع “الحرة”: إن هذه الخطوة هي محاولة لإقناع جميع الأطراف​ بأن دول الخليج تقف ​على الحياد أملاً في وجود حلول سلمية وعدم تطور ⁤المعركة إلى حرب إقليمية‍ شاملة.

وأضاف الجابري أن أكثر الدول التي يمكن أن ​تتضرر من​ الحرب الإقليمية الشاملة هي دول ‌المنطقة وخاصة دول الخليج. ويمكن لإسرائيل استهداف قطاع النفط الإيراني مما يلحق الضرر باقتصادها، ومن الممكن​ أيضاً​ أن يدفع مثل هذا‍ الهجوم إيران ⁤إلى​ استهداف منشآت إنتاج النفط في السعودية وغيرها من دول الخليج.

وأشار الجابري إلى أن هذه الخطوة⁣ بالحياد قد يكون الهدف منها‌ حماية دول الخليج من التورط ‍في أي موقف عسكري ليس له داعٍ. واستطرد قائلاً: “في رأيي الشخصي، العلاقة الأميركية الإيرانية الإسرائيلية هي ​علاقة استراتيجية.””تفاهمات بينهم، وأكثر من يصاب بالضرر من ذلك هي دول الخليج”، مشيرًا ⁢إلى وجود⁤ “نوع⁣ من العداء ​بين الإمارات ​وإيران (خاصة بشأن الجزر الثلاث)، وإلى مسعى صيني⁤ لتحسين العلاقات⁤ بين طهران والرياض بعد​ توترها خلال السنوات ‌الماضية على خلفية أحداث عديدة مثل حرب اليمن”.

لكن الجابري اعتبر أن “الصراع الآن بين إيران⁢ وإسرائيل هو صراع شكلي وليس ‍حقيقي، رغم‍ كل ما نسمعه من عبارات ‍مطاطة ⁤بشأن الرد وعدم الرد”.

وفي رأي مطابق لأبو أيوب، قال⁢ الجابري: “لن يستطيع‌ أحد منع الصواريخ” من العبور في المجال الجوي، أما بالنسبة للطائرات “فطالما أعلنت دول الخليج الحياد، فمن حقها أن تمنع طائرات الدول⁣ المتحاربة من التحليق في المجال الجوي ⁤التابع لها”.

مشاركة أميركا

وعن إمكانية مشاركة‌ قوات أميركية في أي ضربات على إيران⁤ عبر استخدام القواعد المنتشرة في المنطقة، يقول أبو أيوب: “في حال مشاركة أميركا في الهجوم المتوقع على إيران، لن تكون دول⁤ الخليج ‌بمنأى عن الصراع، لأن ‍كل دول الخليج فيها قواعد عسكرية أميركية، وربما تكون هذه القواعد أهدافا لضربات عكسية من إيران. ⁢وفي ‍هذه الحالة إن وقعت فستنخرط دول الخليج⁣ في الصراع مرغمة​ عنها”.

واعتبر أنه إذا انخرطت أميركا بالرد على إيران فإنه ⁢سيكون ⁤الفتيل الذي يشعل حربًا بين ضفتي ​الخليج.

بدوره يؤكد الجابري أن “الدول المضيفة لا ⁤تتدخل في الشؤون الداخلية للقواعد طبقًا ⁣لشروط ⁢التعاقد ولا تستطيع فعل شيء⁢ إلا في حالة اعتداء على دول صديقة يوجد معها معاهدات دفاع مشترك”.‍

وأوضح: “لا توجد اتفاقيات ‌دفاع مشترك ​ما بين دول‍ الخليج‍ وإيران أو بينها وبين ⁢إسرائيل”، ‌وبالتالي لا يمكن لهذه الدول​ منع أو وقف هجمات ⁤من القواعد على إيران و”لن يستطيع أحد التحكم في مسار ‌العمليات العسكرية من ‌هذه القواعد”.

اجتماع ‍عاجل لدول الخليج وسط‌ ترقب لرد إسرائيل على إيران

قالت قناة ⁣الحدث ‌السعودية المملوكة للدولة يوم الأربعاء إن اجتماعًا وزاريًا ⁢طارئًا لدول ‍الخليج بدأ لبحث التطورات​ في⁢ المنطقة.

وشنت إيران أكبر هجوم لها على الإطلاق ضد إسرائيل يوم الثلاثاء فيما قالت إنه ردّ…إسرائيل تستهدف كبار​ قادة ⁤حركة حماس وحزب الله، بالإضافة إلى العمليات في غزة ولبنان.

وقالت طهران إن هجومها قد انتهى، ما لم تحدث استفزازات أخرى، لكن إسرائيل توعدت‌ بالرد بقوة.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين‌ يوم الأربعاء أن إسرائيل “قد ‌تستهدف‌ منشآت لإنتاج النفط داخل إيران” رداً على ذلك.

وقال ⁤مصدر لوكالة رويترز إن “التهدئة العاجلة” كانت محور المناقشات التي جرت بين إيران ودول خليجية ‍في قطر.

ولم ترد وزارات الخارجية في قطر وإيران والإمارات ⁣والكويت بعد على طلبات التعليق‍ من رويترز،⁣ وكذلك⁢ مكتب الاتصالات الحكومي ⁢السعودي.

ورغم أن إيران لم تهدد بمهاجمة⁣ منشآت نفط خليجية،‌ إلا أنها ⁣حذرت من أن أي تدخل مباشر من قبل “داعمي إسرائيل” ضد طهران⁢ قد يدفع‌ إيران ‍إلى شن “هجوم قوي” على ⁢”قواعدهم ومصالحهم” في المنطقة.

وقال علي ⁤الشهابي،​ المحلل السياسي السعودي المقرب⁣ من الديوان الملكي لرويترز: “تعتقد دول الخليج أنه من غير‍ المرجح أن تضرب إيران منشآتها النفطية، لكن​ الجانب الإيراني يلمح إلى أنه قد ⁣يفعل ذلك عبر⁤ مصادر غير رسمية.⁣ إنها أداة يمتلكها ⁢الإيرانيون ضد الولايات المتحدة والاقتصاد‌ العالمي”.

وشهدت السنوات القليلة الماضية تقارباً‌ سياسياً بين الرياض وطهران مما ساعد ‍في تخفيف التوتر في المنطقة،​ ولكن العلاقات لا تزال معقدة بينهما.

وتتوخى السعودية الحذر من ضربة ⁢إيرانية لمنشآتها النفطية منذ الهجوم الذي وقع عام 2019 على‌ مصفاتها الرئيسية في بقيق والذي أدى إلى توقف أكثر من 5 بالمئة من ⁢إمدادات النفط العالمية ‌لفترة وجيزة.​ ونفت إيران ضلوعها ​في ذلك الهجوم⁣ وفقاً لوكالة رويترز.

وأشار الشهابي⁢ إلى مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الإمارات والبحرين ⁢والسعودية وسلطنة عمان​ وقطر والكويت قائلاً: “رسالة مجلس التعاون الخليجي للإيرانيين هي ‘الرجاء خفض التصعيد'”.

وحذر الرئيس ⁣الإيراني مسعود بزشكيان من مغبة “الصمت” تجاه “الحروب التي تشعلها” إسرائيل. ‌

وقال خلال قمة حوار ‍التعاون الآسيوي في الدوحة يوم الخميس إن “أي نوع ‌من الهجوم العسكري أو العمل الإرهابي ⁢أو تجاوز لخطوطنا الحمراء سيقابل برد ​حاسم من قواتنا المسلحة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى