تحذير خطير: الحوثيون يحيلون موظفي المنظمات الإنسانية إلى النيابة الجزائية!

أعربت وكالات أممية ومنظمات غير حكومية، يوم السبت، عن “قلق بالغ” إزاء إحالة الحوثيين عددًا كبيرًا من موظفيها المحتجزين لديهم “تعسفًا على النيابة الجزائية”، مجددة الدعوة للإفراج عنهم فورًا.
ويعتقل الحوثيون عشرات الموظفين في الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى، معظمهم منذ يونيو الماضي، قائلين إنهم أعضاء في “شبكة تجسس أميركية إسرائيلية”، وهي تهمة تنفيها الأمم المتحدة.
وجاء في بيان صادر عن رؤساء الكيانات المتأثرة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية: “يساورنا قلق بالغ إزاء ما ورد بشأن إحالة سلطات الأمر الواقع الحوثية لعدد كبير من الزملاء المحتجزين تعسفًا على +النيابة الجزائية+”.
ولم يصدر عن سلطات الحوثيين المدعومين من إيران أي إعلان في هذا الصدد.
ومن بين موقعي البيان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أودري أزولاي ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك والمدير التنفيذي لمنظمة “أوكسفام” الدولية أميتاب بيهار.
وفي يونيو الماضي، اعتقل الحوثيون 13 موظفًا في الأمم المتحدة، بينهم ستة يعملون في مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في العاصمة اليمنية صنعاء، إضافة إلى أكثر من 50 موظفًا في منظمات غير حكومية وآخر في سفارة، بحسب الأمم المتحدة.
ويقول الحوثيون إنهم اعتقلوا أعضاءً في “شبكة تجسس أميركية إسرائيلية” يعملون تحت ستار منظمات إنسانية، وهي تهمة نفتها الأمم المتحدة بشكل قاطع.
وهناك موظفان في مكتب المفوضية محتجزان في مكان مجهول؛ أحدهما منذ نوفمبر 2021 والآخر منذ أغسطس 2023.
ومطلع أغسطس، اقتحم الحوثيون مكتب المفوضية وصادروا مفاتيحه واستولوا على وثائق وممتلكات قبل أن يسلموه لاحقاً خلال الشهر نفسه.
وجدد موقعو البيان نداءهم “العاجل للإفراج الفوري وغير المشروط” عن جميع الموظفين المحتجزين.
ويعتبر عمل الوكالات الإنسانية أساسيًّا في أفقر دول شبه الجزيرة العربية؛ إذ يعول أكثر من نصف اليمنيين البالغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة على المساعدات.
واندلع النزاع في اليمن عام 2014 مع سيطرة الحوثيين على مناطق شاسعة شمال البلاد بما فيها العاصمة صنعاء. وفي العام التالي تدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعمًا للحكومة اليمنية التي اتخذت من عدن (جنوب) مقرّاً مؤقتاً لها مما فاقم النزاع الذي أسفر عن مئات الآلاف من القتلى وتسبب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميّاً.
وتراجعت حدة القتال بشكل ملحوظ منذ إعلان هدنة أبريل 2022 رغم انتهاء مفاعيلها بعد ستة أشهر.