العلوم

بكتيريا الفم تكشف عن حالة الصحة النفسية لدى النساء الحوامل!

دراسة ‌جديدة تكشف أن أنواع وكميات البكتيريا في لعاب النساء الحوامل تختلف بشكل كبير بناءً على​ مستويات التوتر وحالة الصحة النفسية، مما ⁣يوفر⁢ رؤى محتملة لمراقبة رفاهية الأمهات‍ خلال فترة​ الحمل.

نشرت في BMJ Mental Health | ⁢الوقت ‍المقدر للقراءة: 6 دقائق

بينما أظهرت الأبحاث⁢ السابقة وجود روابط بين⁢ بكتيريا الأمعاء​ والصحة النفسية لدى ⁢النساء الحوامل، فإن هذه هي الدراسة الأولى التي تفحص كيف يمكن أن تعكس البكتيريا ‌الفموية الرفاه النفسي ‌خلال الحمل.​ قامت دراسة توتر الحمل في ميشيغان بفحص 224 ⁢امرأة حامل في الثلث الثاني من الحمل، حيث تم⁤ تحليل عينات‌ لعابهن وتقييمات صحتهن النفسية.

أظهرت النساء⁣ اللواتي⁢ يعانين من القلق أو الاكتئاب ⁢العالي تنوعًا أكبر ⁣في بكتيريا الفم لديهن، مع وجود ​العديد من الأنواع بأعداد متساوية نسبيًا. بالمقابل، كانت تركيبات البكتيريا لدى أولئك اللاتي يعانين من أعراض اضطراب ما ⁣بعد الصدمة مختلفة بشكل ملحوظ مقارنة⁤ بالنساء اللواتي لا يعانين منه، مما ⁤يشير إلى بصمات ميكروبية مميزة لحالات الصحة النفسية المختلفة.

حددت‍ الدراسة مجموعات ⁣بكتيرية معينة مرتبطة بحالات⁣ نفسية مختلفة. أظهرت النساء اللاتي تعرضن‍ لضغوط حياتية حديثة مستويات مرتفعة من ​Proteobacteria، ⁣بينما كانت كميات​ Spirochaetes أعلى‍ لدى النساء المصابات بالاكتئاب. كما وجد الباحثون⁣ زيادة في مستويات⁣ بكتيريا Firmicutes وأنواع‍ Dialister لدى النساء اللواتي تظهر ⁣عليهن أعراض القلق⁢ والاكتئاب. ومن الجدير​ بالذكر أن هذه الأنماط ⁢تختلف عما وجدته ⁢الدراسات السابقة في⁣ ميكروبيوم الأمعاء.

تأثرت هذه الأنماط البكتيرية بعدة عوامل تتعلق بنمط الحياة ⁤والصحة. “كشف هذا التحليل أن⁣ تدخين السجائر قد يفسر ⁣7.2% من التباين الذي لوحظ في الميكروبات الفموية، ومشاكل الأسنان ​قد⁣ تفسر 3.1%، والعنف المنزلي قد يفسر 4.1%​ والحمل غير المخطط له قد يفسر 2%” كما أشار الباحثون.

تشير النتائج ⁢إلى أن بكتيريا الفم يمكن أن تعمل كمؤشرات بيولوجية للصحة النفسية خلال فترة الحمل، ‍مما​ يوفر وسيلة جديدة ⁣لمراقبة رفاه ​الأم. وقد يكون هذا ذا قيمة خاصة لأن العديد ‌من ⁤النساء يواجهن تحديات جديدة أو متزايدة تتعلق بالصحة النفسية أثناء الحمل، وهي ‍فترة قد لا تكون فيها بعض العلاجات التقليدية مناسبة.

“تظهر دراستنا أن العديد من جوانب الميكروبيوم الفموي⁢ أثناء الحمل مرتبطة ⁢بضغوط الحياة وصحة المرأة العقلية”، يستنتج المؤلفون. “من المهم أن هذه الروابط‍ تختلف عن دراسات‍ ميكروبيوم​ الأمعاء ودراسات الأشخاص غير الحوامل.”

يمكن ​أن تؤدي هذه الأبحاث إلى طرق جديدة لدعم الصحة العقلية​ للأمهات عبر العناية بالفم. يقترح الفريق استكشاف “التغييرات الغذائية وتقديم توصيات لتحسين صحة الفم والعلاجات البروبيوتيكية التي ‌قد تفيد الأمهات اللائي يعانين ⁤من ضغوط حياتيه عالية وصحة نفسية ضعيفة.”

ومع ذلك ، ⁤اعترف‌ الباحثون بعدة قيود على دراستهم؛ ​حيث ⁣جاءت البيانات من نقطة واحدة فقط خلال فترة الحمل واستندت إلى مقاييس الصحة النفسية الذاتيه والتي يمكن أن ‍تؤثر‍ على الدقة . كما​ أنهم افتقروا إلى معلومات كافية حول النظام الغذائي ووزن الجسم ، ⁤والتي قد تؤثر على بكتيريا الفم . بالإضافة لذلك ، لم يبحثوا عن مصادر محتملة للميكروبات مثل الجزء⁣ السفلي للأمعاء ‍أو حالات‍ صحة‍ الأسنان طويلة المدى .

على الرغم من هذه القيود ، تفتح‌ الدراسة آفاقًا جديدة ⁢لفهم العلاقة بين صحة الفم والرفاه النفسي أثناء ⁤فترة الحمل . يمكن للأبحاث ‍المستقبلية استكشاف ما إذا كانت التغيرات في بکتریا الفم تسبق أعراض⁤ الصحة العقلیة‍ ، مما يسمح بالتدخل والدعم المبكر للنساء ⁣الحوامل .

المصطلحات

  • الميكروبيوم: مجتمع ‍الكائنات الدقيقة التي⁣ تعيش في بيئة معينة مثل فم الإنسان أو أمعائه.
  • البروبيوتيك: كائنات دقيقة ⁣مفيدة⁤ يمكن إدخالها ‍للجسم‌ لتعزيز ⁤الصحة.
  • اضطراب ما بعد الصدمة ⁣(PTSD): حالة‍ صحِّيَّة نفسيَّة تُ triggered ​بسبب تجربة‍ أحداث ​صادمة ​أو مشاهدتها.

اختبر معرفتك

  • ما هو الشيء المميز بشأن الأنماط البکتیریه لدى النساء المصابات بالقلق⁣ أو الاكتاب؟

⁢ – الإجابة: أظهروا تنوعًا ‌عاليًا ⁣مع ‍وجود العديد من الأنواع بمستويات​ متساوية نسبيًا.

  • أي مجموعة بکتیریه كانت أكثر وفرة لدى النسوة​ اللائي يتعرضن لضغوط حياتيه حديثه؟

– الإجابة: Proteobacteria

  • كم نسبة تباين الميكروبات ‌الفموية​ التي تم تفسيرها بواسطة مشاكل الأسنان؟

⁢ – ⁤الإجابة: 3.1%

  • كم عدد النسوة المشاركات في دراسة توتر حمل ميشيغان؟

‌ – الإجابة: 224 امرأة حامل في الثلث الثاني

هل أعجبك​ هذا المقال؟ اشترك ⁣للحصول على نشرتنا الإخبارية عبر ​ scienceblog.substack.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى