الشرق الأوسط

بايدن يتحدث مع نظيره الصيني عن خطر نشر قوات كورية شمالية في أوكرانيا: ماذا يعني ذلك للعالم؟

يقترب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، من تسلم ⁣سلطاته في البيت الأبيض، في ظل تحديات دولية معقدة، أبرزها هجمات⁢ الحوثيين على الملاحة البحرية في البحر الأحمر. فما هي خيارات⁣ الإدارة الأميركية الجديدة لصد هذا الخطر؟

يرى ⁢المحلل السياسي والعسكري الأميركي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، أنه لا يمكن النظر إلى السياسة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس المنتخب ترامب تجاه الحوثيين بمعزل⁤ عن إيران.

يوضح وايتز ​في حديث ‌لموقع “الحرة” أن سياسة واشنطن تجاه الحوثيين “ستكون بالضرورة حازمة، ولكنها ستكون⁣ متدرجة باتخاذ عقوبات أقصى عليهم والحد من مواردهم المالية، ناهيك عن التوقعات بإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية”.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد التزمت بحماية ‌حركة الملاحة في البحر الأحمر ضد الهجمات من الجماعة التي تتلقى الدعم من ‌إيران.

وأضاف وايتز أن واشنطن ستفرض الكثير من ⁣”العقوبات الشديدة على ⁣إيران ووكلائها في ‌المنطقة ومن بينهم الحوثيون”، وهذا سيكون باتجاهين.

بدأ الحوثيون منذ نوفمبر⁣ 2023 شن ‌هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة في البحر الأحمر وبحر العرب مستهدفين سفنًا تجارية​ يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل.ملف إيران.. ترامب⁣ قد يطبق سياسة “الضغط الأقصى”

برنامج “عاصمة القرار”‍ الذي⁤ يقدمه ميشال ‌غندور، يناقش ملف سياسة الضغط الأقصى من واشنطن تجاه⁤ إيران، وما⁣ إذا كانت إدارة الرئيس المنتخب ⁢ستعود⁣ إلى هذه السياسة.

استهداف الموارد المالية

“السلام من خلال القوة”، هكذا يتوقع المحلل⁣ الأمني⁤ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في ⁣واشنطن، محمد الباشا، سياسة ترامب الخارجية في الشرق الأوسط وتجاه الحوثيين خلال ولايته الثانية. ويرجح الباشا وهو مؤسس مجموعة “الباشا ريبورت” الاستشارية ومقرها واشنطن أن إدارة ترامب ⁢ستعمل على “عزل الحوثيين دبلوماسيا وسياسيا وماليا، من خلال فرض عقوبات تستهدف تجفيف مواردهم المالية بدلا من التصعيد العسكري”.

الخارجية الأميركية أكدت أن هجمات الحوثيين “لا تفعل شيئا لمساعدة الفلسطينيين”.

وتابع الباشا أن واشنطن قد تجري “إعادة تقييم شاملة للمساعدات الأميركية لليمن، لا سيما في المناطق الخاضعة⁢ لسيطرة الحوثيين، مما قد يؤدي‌ إلى تخفيضات كبيرة في ⁣التمويل، إذ أن الولايات المتحدة هي الممول الأول لخطة الاستجابة الإنسانية الأممية لليمن”.

وأضاف ⁣أن​ مواقف كبار الذين اختارهم ترامب ⁣بمن ‍فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن ‍القومي مارك والتز، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إليز ستيفانيك تشير إلى أنه “يجب إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية خلال أول 100 يوم من ولايته”.

وحذر تقرير أعده خبراء في الأمم المتحدة ونشر مطلع ‌نوفمبر من ⁣أن الحوثيين في اليمن يتحولون إلى “منظمة عسكرية قوية”، توسع قدراتها التشغيلية بفضل دعم عسكري “غير مسبوق”، خصوصاً ⁣من جانب إيران وحزب الله.

وأشار التقرير إلى “تحول الحوثيين ​من جماعة مسلحة محلية محدودة‍ القدرات إلى منظمة عسكرية قوية، حيث توسع نطاق قدراتهم التشغيلية متجاوزاً بكثير حدود ⁤الأراضي الخاضعة⁣ لسيطرتهم”.

“أحجية أمام ترامب”

< div >

< a href= ' https://media.voltron.alhurra.com / Drupal /01live –106/styles/sourced/s3 /2024 –11 /2024 –09 –21T123719Z_1756873188_RC2V4AA326ZR_RTRMADP_3_YEMEN–SECURITY–ANNIVERSARY.JPG?itok=bY4iUuUX ' data-size= '1920x1080'>

< div >
< picture >
< source media= '(min-width:2000px)' type= 'image/jpeg' width= ‘3968’ height= ‘2400’ >
< source media= '(min-width:1280px)' type= ‘image/jpeg’ width= ‘3968’ height= ’2400’ >
< source media=(min-width:1024px) type=image/jpeg width=”3968” height=”2400” >
< source media=(min-width:992px) type=image/jpeg width=”892” height=”501” >
< source media=(min-width:769px) type=image/jpeg width=”720” height=”405” >

سياسة ترامب تجاه الحوثيين قد “يحددها الحوثيون ‍أنفسهم، إذ أن أفعالهم​ هي التي ستحدد الطريقة التي ستذهب بها الإدارة المقبلة للتعامل معهم”، كما ⁤يؤكد أستاذ العلوم السياسية⁢ في جامعة جورج واشنطن، ريتشارد تشازدي، في تصريحات لموقع‍ “الحرة”.

وتابع ⁢أن هذه السياسة ستحددها أيضا تصرفات ​إيران؛ فإذا نشطت طهران وكلائها، فإن ذلك سيجعل واشنطن ⁣تتجاوب بطريقة حازمة معهم ⁤جميعا.

وقال إن ترامب عليه أن يتعامل مع واقع مختلف في الشرق الأوسط عما كانت ‍عليه⁤ الأمور ‍في إدارته الأولى، إذ أن ⁢السعودية التي كانت ⁢تقود ‌تحالفا ضد الحوثيين أصبحت الآن في تقارب أكبر مع ⁣إيران بوساطة صينية، ناهيك عن رغبتها في الانسحاب بأي شكل من الحرب في اليمن.

وحشدت السعودية عام 2015 تحالفا دوليا لدعم الحكومة المعترف بها دوليا بعد استيلاء الحوثيين المدعومين من إيران على⁣ العاصمة صنعاء العام السابق.

وأسفرت الحرب في اليمن عن مقتل مئات الآلاف ⁣وفق الأمم المتحدة، إما بسبب​ القتال أو لأسباب غير مباشرة مثل نقص الغذاء.

وتراجعت الأعمال ⁣العدائية ​بشكل كبير⁣ في اليمن منذ أبريل 2022 مع دخول هدنة‌ لمدة ستة أشهر توسطت فيها الأمم المتحدة حيز التنفيذ، وبقيت عند مستوى منخفض‌ منذ ذلك الحين.

وقال⁤ الأكاديمي تشازدي إن التغييرات الجيوسياسية ستكون أشبه بـ “أحجية” أمام ‍ترامب​ خاصةً فيما يتعلق بما يحدث في ‍لبنان وغزة والبحر الأحمر. وقد تتطلب الأحداث منه “تسريع وتيرة ‍الهجمات المباشرة ضد ⁣الحوثيين”، مما قد⁤ يستدعي تعزيز ​القوات العسكرية الأميركية‌ الموجودة بالفعل في البحر ​الأحمر وهو ما يتعارض مع سياسة ترامب‍ الانعزالية بسحب القوات الأميركية من العديد من ⁤المناطق حول​ العالم.

من ⁣الدفاع إلى الهجوم

يستبعد وايتز أن تتجه واشنطن لشن حرب على الحوثيين أو إيران، مشيرًا إلى أن حتى⁢ الأشخاص⁢ الذين اختارهم ترامب لإدارة ملف السياسة الخارجية في إدارته ليسوا متحمسين للحروب. بدلاً من ⁣ذلك، سيتم استخدام سياسة الضغط الأقصى من خلال العقوبات لدفع إيران لتغيير ⁤سياساتها في ⁢المنطقة، مما يعني تغيير سياسات الحوثيين أيضًا.

كما أشار إلى⁤ أن هذا لا يعني أن واشنطن لن ترد على أي هجمات من إيران ووكلائها التي تستهدف أمن البحر الأحمر أو إسرائيل أو حلفاء الولايات المتحدة في​ المنطقة. ⁤

ولمحاولة ردعهم، تشن القوات الأميركية والبريطانية بشكل مشترك أو الجيش الأميركي وحده ضربات‌ على ⁤مواقع تابعة لهم في اليمن منذ 12 يناير. ومع ذلك، استمرت ​هجمات الحوثيين على ‌السفن التجارية رغم تلك الغارات. واعتبروا بعد بدء هذه⁢ الضربات الغربية⁢ أن السفن الأميركية والبريطانية أصبحت أهدافًا مشروعة لهم.

التصعيد ضد الحوثيين في حالة واحدة

(صورة توضيحية)

القوات الأميركية تستهدف مواقع الحوثيين لحماية ممرات الملاحة

لا يعتقد الأكاديمي تشازدي أن إدارة ترامب ستتردد في استخدام القوة ضد⁣ الحوثيين وإيران، مشيرًا إلى أن حديث ترامب ​عن “أنه لن⁣ تكون هناك حرب خلال عهده” ما ​هو “إلا للاستهلاك المحلي وشعار لجذب الناخبين الأميركيين”.

وقال إن ⁣”ترامب في النهاية‍ تحكمه ​حسابات العلاقات والمصالح، سواء على الصعيد ​الشخصي أو الرسمي”، مؤكدًا أنه “من ⁢غير المنطقي الإدلاء بتصريحات​ تفيد بأن الولايات المتحدة⁢ لن تخوض حربًا خلال السنوات الأربع المقبلة”.

ومنذ بدء⁤ هجمات ⁢الحوثيين على‍ السفن، أسفرت أكثر⁢ من‍ مئة ⁤هجوم عن مقتل أربعة بحارة ⁣وإغراق سفينتين، بينما لا يزال‌ الحوثيون يحتجزون إحدى السفن مع أفراد طاقمها.

ولا يتوقع ‌المحلل الباشا أن تتحول سياسة واشنطن في البحر الأحمر “من الدفاع إلى الهجوم”، إلا إذا ‍استمر الحوثيون في استهداف ‍السفن البحرية أو الأفراد العسكريين الأميركيين أو المصالح الأميركية. وذلك ‌تماشيًا مع نهج ترامب الحازم في السياسة الخارجية واستعداده للرد بشكل حاسم على التهديدات.

ويعتقد أنه إذا استمر الحوثيون في⁢ شن ⁣الهجمات، قد توجه⁣ واشنطن ضربات مباشرة أو بعيدة⁣ المدى ضد قيادات الحوثيين كوسيلة للردع. ورغم تأكيد ترامب تجنب شن الحروب واسعة النطاق، إلا أن سجله خلال إدارته الأولى تضمن تصفية قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالعراق، مما قد يعني استعداده لاستخدام القوة لحماية المصالح⁤ الأميركية دون الانخراط في صراع طويل الأمد.

ويشرح الباشا​ أن الرئيس المنتخب ترامب خلال ولايته الأولى تحالف مع‌ “السعودية ‌والإمارات لزيادة الضغط ⁢على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين، ⁢وهي استراتيجية من⁣ المحتمل‌ أن تستمر”. مشيرًا إلى ⁣أن الرياض وأبوظبي لم تعد لديهما المزيد من العمليات‍ العسكرية ضد الحوثيين مما يعزز أيضًا خفض فرضية التدخل العسكري الأميركي واسع النطاق.

“حارس الازدهار”.. كيف تؤمن الولايات المتحدة البحر الأحمر؟

مع تزايد التهديدات الحوثية في البحر‍ الأحمر، تتحرك السفن الحربية الأميركية لمواجهة الهجمات المتكررة التي أربكت خطوط الشحن البحري الحيوية.

ويشير الخبراء إلى أن الولايات المتحدة قد ‌تشن هجومًا أو تتجه نحو التصعيد في البحر الأحمر ⁣في حالة واحدة، وهي⁣ “إذا تسببت ⁤هجمات الحوثيين في إلحاق الأذى بالأفراد⁢ الأميركيين أو السفن الحربية”.

وعلى غرار ‍ما يُتوقع أن يحدث في حرب أوكرانيا، حيث سيطالب ترامب حلف الناتو والاتحاد الأوروبي بتولي دور أكبر، فإنه سيطالب أيضًا بدور أكبر منهم في عمليات البحر الأحمر.⁢ خاصة ⁤وأن ممرات الملاحة والتجارة في هذه المنطقة تؤثر‌ على أوروبا والصين أكثر من تأثيرها على الولايات المتحدة. وسيدعو إلى مساهمات دولية أكبر لتأمين هذه الطرق التجارية الحيوية، وفقًا للباشا.

وقد دفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن إلى الالتفاف حول جنوب إفريقيا لتجنب عبور البحر الأحمر، ⁢وهو طريق حيوي ‍يمر عبره 12% من التجارة العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى