انطلاق مؤتمر ‘تكاتف’ الأول لذوي الإعاقة: فرصة جديدة لدعم التعليم في المدارس ورياض الأطفال الخاصة!
بدأت اليوم فعاليات النسخة الأولى من مؤتمر “تكاتف” لذوي الإعاقة في المدارس ورياض الأطفال الخاصة، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على مدى يومين، بمشاركة مجموعة من المسؤولين والخبراء والمختصين من قطر وخارجها.
حضر افتتاح المؤتمر سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومديرو ومديرات المدارس ورياض الأطفال الخاصة وأولياء الأمور.
تم خلال اليوم الأول للمؤتمر إطلاق إطار ذوي الإعاقة للمدارس ورياض الأطفال الخاصة، والذي يرتكز على معايير وآليات لمتابعة جودة البرامج والخدمات المقدمة لذوي الإعاقة. ويستند هذا الإطار إلى أفضل الممارسات الدولية مع التركيز على ضمان الوصول المتكافئ للتعليم ودمج الطلبة ذوي الإعاقة بشكل كامل في النظام التعليمي.
وأكد السيد عمر عبدالعزيز النعمة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أهمية المؤتمر الذي يعكس التزام الوزارة بتقديم الدعم والرعاية للطلاب ذوي الإعاقة. كما يشكل منصة هامة لتعزيز الحوار حول قضايا التعليم لذوي الإعاقة وتسليط الضوء على الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها هؤلاء الطلبة.
وأشار النعمة في كلمته الافتتاحية إلى أن التعليم حق أساسي للجميع دون استثناء. وهذا ما يدفع وزارة التربية والتعليم والعمل على إزالة كافة العقبات التي قد تحول دون تمكين الطلبة ذوي الإعاقة من الوصول إلى أقصى إمكانياتهم. وأوضح أن المدارس ورياض الأطفال الخاصة تلعب دورًا محوريًا في تحقيق هذا الهدف لأنها تتمتع بالمرونة اللازمة لتقديم برامج تعليمية متكاملة تراعي الفروق الفردية بين الطلبة، مما يساهم في تمكينهم من الحصول على تعليم يناسب احتياجاتهم الخاصة ويساعدهم في تحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي.
كما أوضح أن الدمج الشامل لذوي الإعاقة في العملية التعليمية يعزز ثقتهم بأنفسهم ويدعمهم لبناء مستقبل مشرق بثقة وفخر. وشدد على الحاجة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي حول أهمية الاهتمام بذوي الإعاقة ليس فقط عبر تقديم الخدمات التعليمية بل أيضًا بتمكينهم ليصبحوا فاعلين ومؤثرين في المجتمع.
وأكد النعمة أن الإعاقة ليست نهاية الطريق بل بداية رحلة جديدة مليئة بالتحدي والإصرار.تجسيدًا حقيقيًا لقوة الإرادة، يتوجب على الجميع، سواء كانوا أولياء أمور أو معلمين أو صناع قرار، أن يكونوا الداعمين الأساسيين لهؤلاء الطلبة في مسيرتهم نحو النجاح.
وثمن وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في كلمته جهود دولة قطر ودورها في تقديم الدعم اللازم لهذه الفئة الطلابية، من خلال إنشاء مدارس متخصصة لذوي الإعاقة وتخصيص قسائم تعليمية لهم وفقًا لاحتياجاتهم. وتنقسم هذه القسائم إلى ثلاثة مستويات: حيث تبلغ القيمة الكلية للقسيمة على مستوى الدعم الأول 43 ألف ريال قطري، ولمستوى الدعم الثاني 53 ألف ريال قطري، و78 ألف ريال قطري لمستوى الدعم الثالث. كما تطرق في سياق ذي صلة إلى التجارب العالمية التي تثبت أن الطلبة من ذوي الإعاقة قادرون على تحقيق الإبداع والابتكار في مختلف المجالات عند توفر الدعم المناسب.
من جانبها، أكدت الدكتورة رانية محمد، مدير إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن دولة قطر تولي اهتمامًا بالغًا بذوي الإعاقة وتعمل على تعزيز حقوقهم ودمجهم في المجتمع.
وقالت في هذا السياق إن هذا الالتزام يأتي انطلاقًا من المبادئ الإنسانية والقيم التي تضع الإنسان وكرامته في مقدمة الأولويات. فضلاً عن حرص قطر على توفير بيئة شاملة وداعمة تمكن ذوي الإعاقة من المشاركة الفاعلة في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية.
وأضافت: “تكاتفنا اليوم يعكس التزامنا الجماعي بتوفير بيئة تعليمية متميزة وشاملة حيث يمكن لكل طفل أن ينمو ويتعلم ويزدهر رغم التحديات التي قد يواجهها. إننا نؤمن بأن التعليم حق للجميع وعليكم العمل معاً لضمان حصول كل طفل على الفرصة التي يستحقها”.
وأعلنت عن إطلاق إطار ذوي الإعاقة للمدارس ورياض الأطفال الخاصة والذي يرتكز على معايير وآليات لمتابعة جودة البرامج والخدمات المقدمة لذوي الإعاقة ويستند إلى أفضل الممارسات الدولية مع التركيز على ضمان الوصول المتكافئ للتعليم ودمج الطلبة ذوي الإعاقة بشكل كامل ضمن النظام التعليمي.
كما سلطت الضوء على العناصر الرئيسية للإطار مثل التعرف والتدخل المبكر وسياسات وإجراءات التعليم الشامل وتقديم الدعم المناسب والرقابة والتقييم والتدريب والتثقيف مؤكدةً أن المؤتمر يمثل منصة هامة لتبادل الخبرات وزيادة الوعي بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.عقد مؤتمر “تكاتف” لذوي الإعاقة، حيث دعا الجميع إلى مواصلة التكاتف من أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
وأكد سعادة السيد نيراف باتل، سفير المملكة المتحدة لدى دولة قطر، على أهمية هذا المؤتمر وعملية الدمج في التعليم. كما أشار إلى الرؤية المتعلقة بتمكين المعلمين وما يرتبط بذلك ضمن رؤية قطر الوطنية 2030.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أوضح سعادته أن أهمية الحدث تكمن في تناوله لإيجابيات التحول في التعليم، والذي يمكن أن يتحقق من خلال الطلبة وأولياء الأمور وأصحاب المصلحة. وقد أثنى على جهود تنظيم المؤتمر وأهدافه وإيجابياته لفئة ذوي الإعاقة.
من جانبه، أعرب سعادة السيد صلاح الدين زكي خالد، ممثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” لدى دول الخليج العربية واليمن ومدير مكتب “اليونسكو” بالدوحة، عن تقديره لجهود دولة قطر ممثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لعقد هذا المؤتمر. وأكد دعم المنظمة له باعتباره فرصة لإشراك جميع الأطراف المعنية من طلاب وأولياء أمور وخبراء.
ودعا سعادته المشاركين إلى التعلم والاستفادة من دروس ومخرجات المؤتمر وتطبيقها لتجاوز الصعوبات ذات الصلة. كما أكد على أهمية تبادل الخبرات بين المشاركين وتعزيز الروابط بين المدرسة والمنزل.
وتحدث ممثل “اليونسكو” عن أهداف المؤتمر مشيراً إلى قمة التعليم التي عُقدت عام 2022 في نيويورك والتي أكدت أكثر من 141 دولة مشاركة على أهمية الدمج في التعليم. وهذا يعكس الالتزام العالمي الكبير تجاه حقوق الملايين من هذه الفئة المجتمعية. ودعا إلى مزيد من العمل لصالحهم وإعادة التفكير في صياغة السياسات ذات الصلة مثل بناء المدارس والأنظمة التعليمية والمناهج لضمان تعليم جيد ومنصف للجميع بغض النظر عن الإعاقة أو الجنس؛ حيث إن عملية الدمج بالمدارس هي أمر طبيعي وليس استثناءً.
كما استعرض العديد من السياسات الجديدة المرتبطة بعملية الدمج في التعليم ضمن خطط التنمية المستدامة وتحسين جودة التعليم. وتناول جهود “اليونسكو” بهذا الخصوص بما يشمل تهيئة المدارس ودور الحضانة ورياض الأطفال والجامعات لتكون أماكن ملائمة لذوي الإعاقة.
ودعا أيضاً إلى التعامل مع جميع الأطفال بطريقة تعزز الشمولية والمساواة بينهم.لائم مهاراتهم الشخصية، والانتقال من المساواة إلى الإنصاف، مع تلبية احتياجات جميع الطلاب دون تمييز، وذلك في بيئة تتكيف مع كافة هذه المتطلبات، مما يترك أثرًا إيجابيًا على تعليمهم وحياتهم.
تحدث عدد من الخبراء المعنيين بالتعليم الدامج عن أهميته البالغة وأثره الفارق في حياة الطلاب ذوي الإعاقة. وأكدوا على ضرورة الاستماع لهذه الفئة الطلابية والتركيز على احتياجاتها على المستويين المحلي والعالمي، وعدم خذلانهم باعتبارهم مجموعة مهمشة.
وأشادوا بما تضمنه إطار ذوي الإعاقة في قطر الذي تم الإعلان عنه في المؤتمر، وما يحتوي عليه من خطط وأهداف واستراتيجيات ومحاور مختلفة مهمة. كما أكدوا أهمية تشخيص احتياجات ذوي الإعاقة بشكل دقيق ومنذ وقت مبكر، مما يسمح بوضع خطط فعالة لتلبية تلك الاحتياجات. وقالوا إن قطر تعد من الدول السباقة في مثل هذه المجالات التنموية والتعليمية وأنها قد استخدمت التكنولوجيا لخدمة التعليم.
كما استعرض بعض المشاركين نماذج وأمثلة ناجحة من 135 دولة و10 آلاف مدرسة تتعلق بالتعليم الدامج. وشددوا على ضرورة توفير البيئة المناسبة للدمج وفق طبيعة أي بلد وأنظمته المحلية بطريقة يشعر فيها الطالب باحترامه وأهميته بعيدًا عن سياسات العزل والإقصاء.
وفي فعاليات اليوم الأول للمؤتمر، تم عقد حلقة نقاشية حول كيفية تعزيز التعاون بين التعليم والصحة مستقبلًا في مثل هذه المجالات. وتحدث فيها عدد من المختصين من جهات مختلفة.
وفي هذا السياق، أكدت السيدة فاطمة الساعدي، مدير إدارة التربية الخاصة والتعليم الدامج بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أهمية التعاون المستمر بين قطاعي التعليم والصحة وباقي القطاعات المعنية في الدولة لتعزيز الخدمات المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة. وبينت أن تحقيق التكامل بين القطاعين يعد أساسيًا لتوفير بيئة تعليمية وصحية شاملة تتيح لهؤلاء الطلبة إمكانية الوصول إلى جميع الموارد التي يحتاجونها لتحقيق النجاح والاستقلالية في مختلف المجالات.
ونوهت إلى أنه من خلال هذا التعاون يمكن للجميع تقديم خدمات تشخيصية مبكرة وتوفير برامج تدخل علاجية وتربوية متكاملة كل حسب اختصاصه؛ مما يضمن استمرارية تقديم الدعم للطلبة ذوي الإعاقة في جميع مراحل التعليم المختلفة. بينما يسهم التنسيق بين فرق التربية الخاصة متعددة التخصصات المكونة من معلمين ومقدمي الخدمات المساندة بدوره في تطوير العملية التعليمية بشكل شامل وفعال.خطط تعليمية فردية لتلبية احتياجات كل طالب على حدة
وأضافت أن الوزارة تسعى إلى تعزيز هذا التعاون من خلال تنفيذ برامج تدريبية مشتركة للعاملين في القطاعين، وإنشاء فرق متخصصة لتقديم الدعم المستمر للطلبة وأسرهم. وأكدت قائلة: “نؤمن بأن التعليم والصحة يشكلان حجر الزاوية لتحقيق التنمية المستدامة بالشراكة مع جميع القطاعات الأخرى، وعلينا تعزيز شراكاتنا لضمان مستقبل أفضل لجميع أبنائنا”.