البيئة

الناشط الإنساني يدعو إلى العمل الجماعي لمواجهة أزمة المناخ – حالة كوكب الأرض

غلاف الكتاب مع دراجات وقوارب وسكك حديدية وعشب ونص مرئي

مع استمرار التغيرات المناخية الجذرية في إحداث الفوضى ‌حول العالم، يبقى السؤال:​ من لديه الأدوات لوقف تغير المناخ؟ في كتابها، “الإنسانوي​ الناشط: الشكل والطريقة في أزمة المناخ”، تجادل كارولين ليفين، أستاذة العلوم الإنسانية في جامعة‌ كورنيل، بضرورة مسؤولية ​الإنسانويين في مكافحة أزمة المناخ.

توافق سارة كول، أستاذة الأدب الإنجليزي والأدب المقارن ومنتسبة إلى مدرسة ‍المناخ بجامعة كولومبيا، على أن “أزمة المناخ ستتطلب إعادة التفكير في المجتمعات من جوانب​ عديدة، [وأن] وجهة نظر وخبرة الإنسانويين ستكون موردًا حاسمًا”، لكنها​ ترى خلافًا لما تقوله ليفين بأن ‌هناك تمييزًا بين النشاط ودور الجامعة في تعليم الطلاب حول القضايا الاجتماعية.

توضح كول: “عندما كنت عميدة للعلوم الإنسانية، شعرت أن أحد أهم الأشياء التي يمكنني القيام بها هو تسهيل برنامج واسع⁣ النطاق وغني ومتعدد التخصصات للدورات ‍الدراسية في إنسانيات المناخ. أعتقد أننا ⁣لدينا مسؤولية لتقديم تدريب لطلابنا، بما ‍في ذلك الطلاب الجامعيين، ⁢حول العلاقة بين المناخ والمجتمع/الثقافة يتجاوز (لكن يمكن ويجب أن يشمل) علوم المناخ.” وتضيف: “لقد لعبت الجامعات غالبًا دوراً في تعزيز قضايا مثل العدالة الاجتماعية والعرقية، وأزمة⁢ المناخ بالتأكيد واحدة من هذه ‌القضايا… لكن يمكن تمييزها عن النشاط.”

تعكس كول وليفين نقاشاً طويلاً الأمد داخل هذا المجال: ما مدى أهمية تفكير وعمل العلماء الإنسانيين بشكل سياسي؟

للتعمق‌ أكثر في القضية، ‍أجرت GlacierHub مقابلة مع ليفين حول أفكارها بشأن العلوم الإنسانية والنشاط وما‌ تعتقد أنه الإجراءات اللازمة لمكافحة أزمة المناخ. تم تحرير المقابلة أدناه لتكون أكثر⁣ وضوحاً واختصاراً.

ما هو موضوع “الإنسانوي الناشط”، وما كان هدفك من كتابته؟

كتبت كتابًا عن ⁤كيفية ممارسة الدراسات الأدبية بطريقة جديدة وفيه قلت إنني أعتقد أن [الدراسات الأدبية] يمكن أن تساعدنا على خلق عالم أكثر عدلاً. بعد الانتهاء منه تساءلت عما ‌قد يتطلبه ذلك؟ عندما​ نفكر بالشكل والدراسات الأدبية نفكر بالحبكة والسرد أو هيكل ‍القصيدة. حجتي هي أنه يمكنك​ استخدام نفس الطرق لفهم الأشكال والهياكل للتفكير بالعدالة الاجتماعية مثل كيفية إعادة تنظيم وإعادة توزيع الثروة والموارد. ثم​ أدركت أن‍ الكثير من الناس الذين يعملون بالدراسات الأدبية وعبر العلوم الإنسانية لم يعتقدوا أنها جزء من عملنا استخدام معرفتنا لتغيير العالم؛ هناك مقاومة ‌لذلك. بمجرد أن نتغلب ‍على تلك المقاومة كيف يمكننا المضي قدمًا ⁤نحو تغيير العالم؟

برعاية كارولين ليفين

هل من المهم دمج العمل ‌السياسي ضمن الأعمال‌ الإنسانية؟

يجادل البعض بأنه ليس عملنا ويجب علينا فقط قراءة⁤ الأدب والنظر إلى الفن.⁢ لكنني أعتقد أن دراسة الفن والأدب كانت دائمًا مدفوعة بدافع سياسي.​ لقد جادل⁤ الكثيرون بأن [العلوم الإنسانية] ترفع وعيَنا وتسمح لنا برؤية السياسة بطريقة جديدة. ولكن هذا لا يمنحنا ⁣أدوات للعمل؛ لذا أنا أجادل ⁢ضد تلك الفكرة. يعرف ⁣معظم الناس الآن أن الأنهار الجليدية تذوب على سبيل المثال ولكنهم لا يعرفون كيف يوقفون هذه العملية. حان ‌الوقت للانتقال إلى ما هو أبعد⁤ من رفع الوعي: نحتاج إلى معرفة ما هي الإجراءات الفعالة التي يمكن للأشخاص العاديين اتخاذها. وأبحاثي توضح أنه لا تكفي الأعمال الفردية الصغيرة مثل إعادة تدوير البلاستيك أو تناول نظام غذائي نباتي لإحداث فرق كبير؛ نحن بحاجة إلى عمل⁢ جماعي منظّم للحدّ من اعتماد العالم على الوقود الأحفوري.

“يمكن للقلق بشأن تغير المناخ جعل حتى أكثر⁤ النشطاء شغفاً يشعرون بالعجز”. هل⁤ تعتقد أنه يمكن تحويل هذه⁣ المشاعر القوية إلى نشاط مستدام خاصةً أمام ⁤الأزمات ​المستمرة مثل ذوبان الأنهار ⁤الجليدية العالمية لدينا؟ إذا كان ‌الأمر كذلك ، كيف؟

A اعتقد⁤ أنّ ‍الشعور ‍بالعجز هو ⁣أحد أكبر المخاطر التي تعيق العمل . كمعلم وباحث ​، جزءٌ من عملي هو التفكير⁤ فيما قد ‍يكون جديراً بالقيام به . أنا ليست متفائلة بشكل مفرط ، لكنني أعتقد كلما زاد شعورنا‍ بالعجز قل احتمال تصرفنا . إنها أيضًا مشكلة فهم كيفية عمل السلطة . يظن العديد منا أننا سلبيون كمواطنين ضمن هذه الأنظمة الضخمّة⁢ ولكن هذا غير صحيح . المفتاح هو التفكير فيما لدينا كمٍّ كبيرٍ مِن القوة وماذا نستطيع فعله بها.

< p >< strong >في⁤ الكتاب ⁤، تصفين كيف تُعطي العلوم الإنسانية الأولوية للأعمال الفنية التي “ثوّر⁣ الوعي”، أو تجعلُنا ندرك الظلم دون أي إجراء مباشر لكيفية إصلاحه . هل ترَِين طريقةً لجسر الهوّة بين تقدير ⁣الفن الجمالي والحاجة للتغيير العملي ، خصوصا ًفي حالة​ الصور الشائعة المتعلقة⁤ بالمناخ مثل الدببة القطبية العائمة أو ذوبان الثلوج ؟

< p >الأمر يتعلق بكيف نحلّل العمل الفني . كما لو كانت صورة لدب قطبي عائم​ ؛ ماذا نفعل بأدمغتنا عندما نقوم⁢ بتحليلها ؟ داخل قاعتي ⁣الدراسية سنفكر أين ⁢يتم وضع الأشياء وكيف تعمل الإضاءة وما يوجد بالأمام وهل هناك نمط للألوان أم لا . لذا نحن لا⁢ نفكر فقط بالدب‌ القطبي⁢ بل‍ نفكر بكيف تمتلك الصورة قوتها للإقناع .

< / p >

< p >لقد لاحظت أنّ⁤ تقريباً كل شخص يدرس الفن يُقدّرونه لأنه معقد أو له⁤ تفسيرات متعددة . يحب‍ الناس هذا النوع مِن الانفتاح وعدم اليقينية فيه ! لكن هل هذا الدفاع الوحيد للفن ؟ ماذا عن الفن الذي يعلمك شيئاً ما أو يُريحُكَ بدلاً مِن ثورة الوعي⁢ ؟ مثلاً النقاد ⁢الأدبيون يكرهُون النهايات السعيدة لأنها تتعارض مع عدم اليقينية ! ولكن إذا نظرتَ للروايات أو الأفلام التي تحتوي حبكات ⁢حيث يكون الأشخاص فيها بأزمة فإن النهاية تظهر لك ما يلزم لتحقيق حياة مستدامة! إذا كنت جائعاً طوال حياتك فإن نهاية الرواية تُظهر أنك تحتاج للكثير مِن الطعام الموثوق به! تلك النهايات المُريحة تُظهر لنا التنظيم وأنواع مختلفة مما نحتاج للبقاء للمستقبل.

< / p >

< p >< strong >يتضمن⁣ “الإنسانوي الناشط” كلٌّا مِن‌ كتابتك وكتيّبات العمل السياسي فما الذي تعتقد أنه أهم شيء يجب أخذه بعيدا عن ‍أعمالك​ ؟

< p >ما أرغب فيه ‌حقا هو ان ينخرط الناس بالنشاط البيئي وخاصة النشاط الجماعي! وفي الكتيّبات ⁣وضعت خطوات بحيث يستطيع أي قارئ القيام بسلسلةٍ مِن التمارين للتفكير بأساليب المشاركة او لماذا قد لا يكونوا مشاركين بعد! آمل حقا ‌ان يقوم الناس بقراءة كتبي ومن ثم يصبحوا ناشطِين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى