الشرق الأوسط

المبعوث الأميركي الخاص للسودان: خطوة تاريخية بفتح معبر أدري الحدودي من قبل الجيش!

عذرًا، لا أستطيع مساعدتك في ذلك.أعتذر، لكن لا يمكنني المساعدة في ذلك.تعتبر ‍مقاطعة القوات ⁤المسلحة السودانية لمفاوضات جنيف موضوعًا مثيرًا للجدل في السودان، حيث أيدت بعض الأحزاب السياسية‍ والحركات⁣ المسلحة هذا الموقف، بينما انتقدته مكونات سياسية أخرى.

وأشار ​القيادي في تنسيقية‌ القوى الديمقراطية (تقدم)، خالد ‌عمر يوسف، إلى أن فشل محادثات جنيف ​يعني أن السودان مقبل على مرحلة مدمرة من​ الحرب، واصفًا ⁣دوافع الجيش لمقاطعة المحادثات بأنها “واهية”.

وقال يوسف في تغريدة​ على منصة (إكس): “جاء إعلان القوات المسلحة مقاطعتها للمشاركة في مفاوضات ‍جنيف مخيباً لآمال الملايين الذين استبشروا خيراً بهذه الفرصة التي لاحت لإنهاء هذا الجنون الذي يحرق بلادنا بالكامل. استندت القوات المسلحة في خطابها ⁢الإعلامي الرافض للمفاوضات على⁣ حجج واهية تناقض بعضها بعضاً”.

ولفت القيادي ​في تنسيقية (تقدم) إلى أن أول تلك الأطراف هو المركز الأمني العسكري للحركة الإسلامية⁣ “المرجعية الدينية لنظام البشير”، الذي بذل كل جهده لاستمرار‍ الحرب⁣ لتحقيق أهدافه لحكم​ السودان موحدًا إذا انتصر أو تقسيمه إذا فشل.

وأضاف: “ثاني تلك الأطراف هي الحركات المسلحة⁣ التي تقاتل إلى جانب الجيش، والتي وجدت في الحرب فرصة سانحة لبناء قوة عسكرية ومالية مستغلة⁣ حالة الفوضى في السودان”.

وتابع قائلاً: “أما ثالث تلك الأطراف فهو قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي سعى للاستمرار في السلطة من خلال سماحه بتمدد الدعم السريع ليوازن به المركز الأمني ‌والعسكري للحركة الإسلامية، ولسماحه​ باستمرار ذلك المركز وعدم تفكيكه ليوازن به الدعم السريع”.

وأشار يوسف إلى أن⁢ البرهان عقّد المشهد بصورة بالغة ‌نتيجة استخدامه لهذه التناقضات، مما أفقده ثقة حلفائه الداخليين والخارجيين وزاد من الانقسامات داخل معسكر‍ الجيش بطريقة جعلته مشلولاً بلا إرادة موحدة سواء للسلام ‍أو ⁢للحرب.

ويلفت المحلل ⁤السياسي السوداني عثمان ⁢المرضي إلى أن محادثات جنيف تمثل آخر فرصة جدية لإنهاء حرب السودان. وأشار إلى‍ أن فشلها سيزيد من اشتعال الحرب ويؤدي لمزيد من الدمار وسيعطل عجلة الإنتاج تمامًا في السودان الموصوف بأنه بلد الموارد المتنوعة وأرض الفرص الاستثمارية المتعددة.حازت ​الحرب السودانية مؤخراً على اهتمام كبير من الولايات المتحدة، التي لم⁣ تتعامل مع هذا الملف بنفس الجدية في السابق،​ مما يوحي بوجود رابط بين هذه التحركات والانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل.

وأشار‌ إلى أن عدم​ تعاطي ⁤الجيش مع المبادرة ⁢الأميركية بالجدية المطلوبة‍ سيضر بالشعب السوداني، الذي يواجه مجاعة أكيدة ويعيش الملايين منه حالات من التشرد والنزوح واللجوء.

وأضاف: ​”إذا فشلت هذه المبادرة وتزامنت مع الانتخابات الأميركية، فلن يكون هناك حماس لحكام ​البيت الأبيض للتعاطي مع الأزمة ‌السودانية بنفس الحماس الحالي، سواء استمر الديمقراطيون أو عاد الجمهوريون. ولذلك يجب عدم إهدار هذا الزخم وهذا الاهتمام ⁣الكبير”.

ومن جانبه دعا رئيس حركة تحرير السودان، التي تقاتل إلى جانب الجيش، مني أركو مناوي ⁢قوات⁣ الدعم السريع ​إلى الالتزام بمخرجات اتفاق جدة، مؤكداً أن ​تنفيذ الاتفاق​ سيؤدي تلقائياً إلى وقف ‌الحرب.

وقال مناوي في منشور على منصة (إكس): “على وفد ميليشيا الدعم السريع في المحادثات أن ⁤يقر بأن رفع المعاناة يجب أن ​يبدأ بالسودان وليس بجنيف”.

وأضاف: “ميليشيا الدعم السريع هي⁢ السبب وراء​ كل الانتهاكات وعليها إيقاف ‌استهداف المؤسسات ⁤المدنية والخروج من منازل المواطنين والسماح بمرور قوافل الإغاثة ووقف استهداف المدنيين ⁢على أساس عرقي وإعادة المنهوبات إلى أصحابها”.

وتابع: “إذا حدث ذلك ستنتهي الحرب وسيكتمل ⁢السلام تلقائياً لأن ‍كل تلك الانتهاكات⁣ يمارسها طرف واحد وهو الدعم السريع”.

وفي موازاة ذلك، استمرت ⁣العمليات العسكرية في عدد من المحاور ‍القتالية خاصة مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في⁢ الإقليم التي تقع تحت سيطرة الجيش​ والحركات المسلحة المتحالفة معه.

وتسعى قوات ⁤الدعم السريع للاستيلاء على الفاشر لتبسط سيطرتها على⁣ معظم عواصم ولايات إقليم دارفور الشاسع.عُقدت مواجهات في الفاشر يوم الأربعاء، تزامنت مع انطلاق محادثات جنيف بمناسبة العيد ⁤السبعين⁢ لتأسيس الجيش السوداني.

وفي خطاب له بهذه المناسبة، قال البرهان: “لا سلام والميليشيا المتمردة تحتل بيوتنا ومدننا وقرانا، وتمارس قطع الطرق في ⁣أجزاء كبيرة من بلادنا”. وأكد أن طريق السلام ‍ووقف الحرب “واضح وهو تطبيق ما اتفقنا عليه في جدة”، مشدداً على أنه “لا وقف للعمليات العسكرية دون انسحاب آخر ميليشي من ‌المدن والقرى التي استباحوها واستعمروا أهلها”.

ويرى المنصور أن الفرصة لا تزال قائمة لالتحاق الحكومة بمحادثات جنيف، “إذا وافقت الولايات المتحدة على أن شروط الجيش تشمل أن تكون المشاركة باسم الحكومة السودانية وليس باسم الجيش كما ⁤تطلب واشنطن”.

لكن المرضي استبعد مشاركة الجيش أو الحكومة⁢ في المحادثات، موضحاً أن القرار ليس بيد⁢ قادة ‌الجيش وإنما بيد قادة نظام ‌البشير الذين يراهنون على‌ استمرار الحرب للعودة إلى السلطة. وأضاف: “يعلم قادة نظام البشير أن أي عملية سياسية ستعقب إيقاف الحرب لن تسمح بمشاركتهم في الفترة الانتقالية لأن الشعب أصدر قراره من خلال ثورة شعبية قضت برفضهم وإسقاط نظامهم”.

ويشهد السودان أكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض حيث يعاني أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون‌ نسمة من الجوع، بينما أُجبر واحد من كل أربعة أشخاص على ترك منزله.

وتتباين الإحصائيات الخاصة بعدد ضحايا الحرب؛ إذ تشير تقديرات نقابة أطباء ⁢السودان إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص وإصابة أكثر من 70 ألفاً، مع توقع بأن يكون⁢ الرقم الحقيقي‍ للضحايا أكبر بكثير. وفي​ 25 ‌يونيو الماضي، أصدرت لجنة الإنقاذ الدولية تقريراً عن الأوضاع في السودان مشيرة إلى أن تقديرات ضحايا الحرب تصل إلى 150 ألف شخص.

وأشارت اللجنة وهي ‌منظمة غير حكومية مقرها نيويورك ​إلى أن 25 مليون شخص من سكان السودان البالغ⁢ عددهم نحو 42‌ مليون نسمة بحاجة ماسة‌ للمساعدة الإنسانية والحماية. وحذرت المنظمة الدولية ⁢للهجرة التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي بأن ⁣السودان وصل ​إلى “نقطة انهيار كارثية”، مع توقع تسجيل عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها نتيجة الأزمات المتعددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى