كطالبة دكتوراه في قسم علوم الأرض والبيئة في جامعة كولومبيا ومختبر لامونت-دوهرتي لرصد الأرض، تدرس كارولين جوان حاليًا كيف يؤثر المناخ على حرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة، وهو موضوع ذو أهمية خاصة في ظل الحرائق الكارثية الأخيرة التي شهدتها لوس أنجلوس. تستخدم جوان بيانات الأقمار الصناعية وبيانات ضخمة ونمذجة إحصائية لفهم هذه المخاطر الطبيعية في سياق المناخ الحديث. تقول: “تحت تأثير التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية، فإن فرص حدوث ظروف تعزز حرائق الغابات يمكن أن تزداد فقط، حيث يمكن أن تصبح درجات الحرارة الدافئة أكثر دفئًا”.
في الحوار أدناه، تناقش جوان أهمية التعاون في البحث العلمي؛ وكيف تحفزها شغفها لزيادة الوصول إلى الفرص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)؛ والعوامل المتعلقة بالمناخ التي تؤدي إلى حرائق الغابات.
كيف دخلت عالم العلوم وما هو مجال تركيزك؟
فتح استكشاف العديد من الأشياء من خلال الصفوف الدراسية ورحلات الميدان والمعسكرات الصيفية عيني على العالم العلمي، بمساعدة والديّ الداعمين. ألهمتني الأشياء الصغيرة في هذه البرامج—مثل مشاهدة اليعسوب وهو يخرج من غلافه النطفي ليصبح يعسوبًا بالغًا، والمشي على جسر فوق مستنقع متمايل—لأراقب العالم عن كثب. قدمت طلبًا للتدريب الداخلي في مركز غودارد للطيران الفضائي التابع لناسا عندما كنت طالبة ثانوية مما عزز اهتمامي بعلم الأرض—لقد فوجئت عندما علمت من مرشدي أننا نستطيع استخدام الأقمار الصناعية لتتبع الأمطار من الفضاء والمساعدة في توقع المخاطر! كانت تجربتي الأولى الحقيقية للبحث العلمي حول علم الأرض هي العمل مع الانهيارات الأرضية.
بعد سنوات عديدة، ألهمني دراسة حرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة بعد رؤية الآثار الضارة لهذه الحرائق على صحة الإنسان والمنازل بعد حريق توماس والانهيارات الطينية اللاحقة التي حدثت عام 2018.
على الرغم من أن حرائق الغابات مهمة لبعض النباتات للمساعدة على انتشار البذور أو للتربة، إلا أنني أتعلم من خلال العمل مع مشرفي للدكتوراه بارك ويليامز حول العوامل المتعلقة بالمناخ التي تؤدي إلى حرائق الغابات. إن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف يدفعان نحو حدوث حرائق أكبر خلال العقود القليلة الماضية بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل تاريخ إدارة الحرائق والأحوال الجوية المتطرفة. تعتبر حرائق لوس أنجلوس مثالاً مدمرًا لكيفية تضافر العديد من الظروف المؤدية للحرائق معًا مما يؤدي إلى اندلاع سريع لها—في هذه الحالة كان هناك شتاين رطبين أدى ذلك لنمو الكثير من النباتات كوقود للحريق هذا العام؛ صيف دافئ جدًا جفف الوقود؛ ثم حدث ريح شديد للغاية. طالما يوجد مصدر للاشتعال، فإن الظروف تكون مواتية لانتشار الحرائق بسرعة. زميلي غافين ماداكومبورا، باحث ما بعد الدكتوراه لدى مختبر ويليامز شارك بتأليف مقال رائع يشرح فيه حرائق لوس أنجلوس.[يمكنك قراءة تغطية حالة الكوكب الأخيرة للحرائقت هنا.]
“العلم لا يتم بمفرده. شارك مع نوادي العلوم المثيرة للاهتمام أو الأنشطة اللامنهجية أو الرحلات الميدانية حيث يمكنك مقابلة نساء وفتيات أخريات مهتمات بالعلوم.”
هل هناك امرأة عالمة سواء كانت من كولومبيا أم غيرها ألهمتك؟
كمتعلمة صغيرة كنت أُعجب بكريستا مكوليف المعلمة ورائدة الفضاء الأمريكية. كان قراءة ومشاهدة مقاطع تدريبها لتصبح أول معلمة تدخل الفضاء لمهمة مكوك تشالنجر الفضائي وإعداد خطة لمشاركة التجارب العلمية مع الطلاب ملهمة للغاية بالنسبة لي. رغم أنها لم تتمكن أبداً من تحقيق هذا الحلم إلا أن تصميمها وشغفها بتعليم العلوم تركا أثرهما عليّ وألهماني لجعل أبحاثي متاحة للطلاب والجمهور ولإلهام الجيل القادم. وفي جامعة كولومبيا أشعر بالإلهام بعمل دوروثي بيتيت التي تقدم بسخاء وقتها لإرشاد لجنتي عندما لا تكون غارقة حتى ركبتيها داخل مستنقع أو خارج البحيرة تبحث عن علامات تغير المناخ وتاريخ البشر . تستطيع النظر إلى بذور مجهرية والسعي للإجابة عن أسئلة كبيرة تتعلق بتاريخ المناخ للأرض عبر الكيمياء والنمذجة العلمية . حبّها للمستنقعات التي تدرسها يأسر القلب وينعكس أيضًا على تعليمها وعملها للحفاظ على المستنقعات.
هل لديك أي نصائح للفتيات الأصغر سناً المهتمات بدخول هذا المجال؟
العلم لا يتم بمفرده . نحن نتعاون بشأن الأسئلة البحثية ونستند إلى الاكتشافات السابقة للعالمات الأكبر سنًّا . شاركي بنوادي علوم مثيرة للاهتمام أو نشاطات غير منهجية أو رحلات ميدانية حيث يمكنك مقابلة نساء وفتيات أخريات مهتمات بالعلوم . ستجدين دائمًا مرشدين يرغبون بتعليمك وإشراكك بأعمالهن ومساعدتك لإيجاد مسارك الخاص . ستكونين أيضًا قادرةً على العثور على حلفاء وأصدقاء يمكنك بناء مجتمع معهم بينما تواجه تحديات الحياة المهنية العلمية.
