ماكرون يزور السعودية: تفاصيل اللقاء التاريخي مع الأمير محمد بن سلمان

قالت 3 مصادر لوكالة رويترز إن السعودية تقلص بعض طموحاتها في مشروع نيوم العملاق، وتركز على استكمال العناصر الأساسية لاستضافة الفعاليات الرياضية العالمية في العقد المقبل بسبب ارتفاع التكاليف. جاء ذلك بعد يوم واحد من الخروج المفاجئ للرئيس التنفيذي للمشروع.
وضخ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مئات المليارات من الدولارات في مشروعات تنمية عبر صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي للمملكة. لكن السعودية، أكبر مصدري النفط في العالم، اضطرت إلى تقليص بعض الخطط الطموحة على مدى عام حتى الآن وسط استمرار انخفاض أسعار الخام وخفض الإنتاج الذي أثر سلبًا على الاقتصاد الذي لا يزال يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط والغاز.
وقالت مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري: “نحن في المرحلة التي يتم فيها تحديد الأولويات للمشاريع. لذلك أعتقد أننا قد وصلنا إلى تلك المرحلة بالفعل”.
مشروع نيوم المطل على البحر الأحمر هو مشروع حضري وصناعي ضخم مصمم لاستيعاب ما يقرب من 9 ملايين نسمة. ويعتبر نيوم ركيزة أساسية لخطة الأمير محمد بن سلمان (رؤية 2030) التي تهدف إلى تنويع موارد اقتصاد المملكة بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
أعلن ولي العهد عن نيوم لأول مرة في عام 2017 كمشروع تنمية عالي التقنية بمساحة 26500 كيلومتر مربع يشمل عدة مناطق، بما فيها مناطق صناعية ولوجستية. ومن بين عناصر نيوم مشروع (ذا لاين) الذي تم وضع تصور له ليكون سلسلة من “الوحدات” بعرض 200 متر لاستخدامات حضرية مختلفة محصورة بين واجهتين خارجيتين بارتفاع 500 متر وطول 170 كيلومترا تخترق صفا كبيرا من المناطق الصحراوية والجبال.
وقال مستشار مطلع: ”عندما تم طرح المشروع لأول مرة كفكرة، كانت التكاليف تقدر بـ500 مليار دولار. ومع ذلك، فإن تكلفة ذا لاين وحده ستبلغ أكثر من تريليون دولار وهذا هو السبب وراء تقليصه”.
وذكر ولي العهد أن المرحلة الأولى من مشروع نيوم وحدها ستتكلف حوالي 1.2 تريليون ريال (319.4 مليار دولار)، نصفها سيأتي من صندوق الاستثمارات العامة والنصف الآخر من القطاع الخاص. وأشار إلى أن الطرح العام الأولي لنيوم المقرر لعام 2024 سيساعد على تمويل المشروع، لكن لم يُدرج المشروع حتى الآن في البورصة ولا توجد أنباء عنه منذ ذلك الحين.
ويتضمن (ذا لاين) مسارات معلقة وحدائق وملعبًا ويهدف إلى الاعتماد بنسبة مئة بالمئة على الطاقة المتجددة. ولكن العمل يركز الآن فقط على الانتهاء من جزء يمتد بطول 2.4 كيلومتر يتضمن ملعبًا متوقع أن يستضيف المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم لعام 2034؛ وبعد ذلك سيتم تقييم الخطط المستقبلية وفقاً لأحد المصادر الثلاثة المطلعة بشكل مباشر.
وذكر المصدر: ”غيرت شركة ذا لاين خططها في سبتمبر وأكتوبر لدمج الاستاد الذي يحقق فائدة للمشروع لأنه سيتم استخدامه لكأس العالم”. وقال المصدر نفسه إن أولوية أخرى هي استكمال منتجع تروجينا الجبلي المخطط له والذي سيستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية عام 2029 مضيفاً أن مشروع نيوم “تم تقليصه وتقسيمه إلى أجزاء”.
ولم يرد مكتب الاتصالات الحكومي بالمملكة ولا إدارة مشروع نيوم بعدُ على طلب للتعليق حول هذا الموضوع.
وذكر المستشار: “هم يراجعون كل شيء بعناية حاليًا وهذا منطقي لأن الفرق المختلفة كانت تعمل بشكل منفصل وكان هناك تداخل كبير”.
وقالت مصادر عدة سابقاً إن قادة المشروع كانوا يعملون وفق مواعيد نهائية مضغوطة للغاية لتقديم تطورات ضخمة بحلول الموعد النهائي لرؤية 2030 مع تأخر عدة خطط عن الجدول الزمني أو مواجهة تأخيرات.
وقال مصدران آخران مطلعان للوكالة إن رحيل نظمي النصر الذي ظل رئيساً تنفيذياً لفترة طويلة جاء جزئياً بسبب عدم قدرته على تحقيق أهداف رئيسية.
ولم تعلق شركة نيوم حول أسباب رحيل النصر.
وذكر مصدر آخر مطلع أمس الأربعاء أن عددًا من مسؤولي النيابة المرتبطين ارتباطا وثيقاً بالرئيس التنفيذي السابق قد يغادرون الشركة قريباً أيضاً.
وقالت مونيكا: “كانت هناك تغييرات سابقة في الإدارة لذا فمن المتوقع أن يكون التأثير العام محدوداً”، مضيفةً أنه قد يُرحب بنهج أكثر تحديدا ووضوحا لدى المستثمرين.
وتابعت قائلةً: “يشمل ذلك التركيزعلى المشاريع الأكثر قابلية للتطبيق أو تلك المرتبطة بفعاليات رئيسية مثل الألعاب الآسيوية أو الاستاد”. وتُعتبر الخطوة التي تهدف لإدارة التكاليف وتمديد الجداول الزمنية وإعطاء الأولوية للمشاريع تطور مرحب به أيضًا.”