الاقتصاد

التكنولوجيا المالية: أبرز الرابحين في عالم المال لعام 2024!

جيسون​ ويلك: من القاع ⁣إلى القمة في​ عالم التكنولوجيا‌ المالية

يتذكر جيسون ويلك، الرئيس ‌التنفيذي لخدمة البنوك الرقمية “دايف”، اللحظة ‍الأكثر صعوبة في مسيرته القصيرة كرئيس لشركة مدرجة في البورصة.⁢ كانت ⁢تلك⁤ اللحظة في يونيو 2023، عندما انخفضت​ أسهم شركته إلى أقل من ‍5 دولارات للسهم الواحد. وفي محاولة يائسة للحفاظ على “دايف” واقفًا، وجد ‍ويلك​ نفسه في مؤتمر لأسهم الشركات الصغيرة في لوس ‌أنجلوس، حيث ‍قدم عرضًا للمستثمرين للاستثمار بمبالغ صغيرة تصل إلى 5000 دولار.

قال ويلك⁣ لشبكة CNBC: “لن أكذب،‍ كانت هذه ربما أصعب فترة في حياتي.⁤ الانتقال من شركة قيمتها 5 مليارات دولار ⁤إلى 50 مليون دولار خلال‌ 12 شهرًا كان أمرًا صعبًا للغاية”.

لكن خلال الأشهر التالية، ⁣أصبحت “دايف” مربحة وتجاوزت ⁣توقعات ​المحللين الماليين بشأن الإيرادات ‌والأرباح بشكل مستمر. والآن، تعتبر⁤ شركة ويلك هي الرابح ‍الأكبر لعام 2024 بين الأسهم المالية الأمريكية بزيادة بلغت 934% ‌منذ بداية​ العام‍ حتى يوم الخميس.

تشير تحليلات ديفين رايان من JMP Securities إلى ⁢أن الشركة التي تحقق أرباحها عن طريق ⁣تقديم قروض ⁢صغيرة للأمريكيين الذين​ يعانون من ضغوط مالية تمثل تحولاً أكبر لا يزال في‍ مراحله ‌الأولى.

في عام 2022، تخلص المستثمرون من شركات التكنولوجيا ⁤المالية المرتفعة​ مثل “دايف”⁤ عندما خرجت العديد من الشركات⁢ غير المربحة للجمهور عبر⁤ شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة. تغير الوضع فجأة؛ حيث انتقل التركيز من مكافأة النمو​ بأي ثمن إلى الشك العميق حول كيفية تعامل الشركات الخاسرة مع​ ارتفاع أسعار⁢ الفائدة بينما كان⁣ الاحتياطي​ الفيدرالي يكافح التضخم.

الآن ومع تخفيف الاحتياطي الفيدرالي للسياسات النقدية، عاد المستثمرون بسرعة إلى الشركات المالية بجميع أحجامها بما⁣ فيها مديري الأصول البديلة مثل KKR وشركات بطاقات الائتمان مثل American​ Express التي تعد الأفضل أداءً ⁢بين الأسهم المالية هذا العام بقيم سوقية تبلغ على⁢ الأقل 100 مليار و200 ⁢مليار دولار على التوالي.

كما شهدت بنوك الاستثمار الكبرى مثل Goldman Sachs زيادة كبيرة​ هذا العام وسط آمال بانتعاش نشاط الصفقات على وول ⁢ستريت.

ومع ذلك فإن شركات التكنولوجيا المالية ‌مثل “دايف” وRobinhood – تطبيق التداول بدون عمولة – تُعتبر الأكثر وعداً للعام ​المقبل وفقاً لما ذكره ‌رايان. فقد⁢ ارتفعت أسهم Robinhood بنسبة تصل إلى ⁤190% هذا العام وهي الرابح الأكبر بين الشركات المالية التي تتجاوز⁣ قيمتها السوقية عشرة مليارات دولار.

قال‌ رايان:‍ “كلٌّ من دايف وروبينهود انتقلا من ⁤خسارة​ الأموال إلى كونهما ‍شركتين مربحتين للغاية”. وأضاف: “لقد نظمتا أمورهما عن طريق زيادة​ إيراداتهما بمعدل متسارع مع إدارة ‌النفقات بنفس الوقت”.

بينما يرى رايان أن تقييمات بنوك الاستثمار ومديري ​الأصول البديلة تقترب⁢ الآن من ⁤مستويات “مبالغ فيها”، إلا أنه أشار بأن “شركات التكنولوجيا المالية لا تزال أمامها طريق طويل لتقطعه؛ فهي لا تزال في بدايات رحلتها”.

بدأ ‌القطاع المالي بالفعل ⁣بالاستفادة قبل الانتخابات بفوز دونالد ترامب الشهر الماضي مما زاد الاهتمام بالقطاع. يتوقع المستثمرون أن يقوم ترامب بتخفيف التنظيمات ⁢والسماح بمزيدٍ ⁢من ⁢الابتكار مع تعيينات حكومية تشمل دافيد ⁢ساكس⁢ الذي شغل منصب تنفيذي سابق لدى PayPal كمشرف ‍على الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة.

قد‌ عززت هذه التوقعات أسهم اللاعبين الراسخين مثل JPMorgan Chase وCitigroup ولكن ‍لها تأثير ​أكبر على الم disruptors المحتملين ⁢مثل دايف الذين قد يشهدوا المزيد من الارتفاع ⁤نتيجة بيئة⁣ تنظيمية⁤ أكثر ⁤مرونة.

غاز وبقالة

أنشأت دايف مكانة خاصة‌ بينها وبين ‍الأمريكيين الذين ⁣لم يتم​ خدمتهم بشكل‌ جيد⁢ بواسطة البنوك التقليدية ​عبر تقديم حسابات جارية وحسابات توفير بدون رسوم. تكسب الشركة معظم أموالها عن طريق تقديم قروض صغيرة تبلغ ​حوالي180 دولار لكل قرض لمساعدة المستخدمين “على دفع ثمن الغاز والبقالة” حتى يصل راتبهم التالي؛ حيث تكسب دايف حوالي9 دولارات​ لكل قرض متوسط ​​القيمة.

يستفيد‍ العملاء بتجنب أشكال ائتمان أكثر تكلفة ‍تقدمها مؤسسات أخرى بما فيها رسوم السحب الزائد التي تصل لـ35 دولار والتي تفرضها البنوك كما قال‌ ويلك؛ ‌إذ إن دايف ليست بنكاً ولكن تتعاون مع أحد البنوك ولا⁤ تفرض أي رسوم تأخير​ أو فوائد على السلف النقدية.

كما تقدم⁣ الشركة⁢ بطاقة⁣ خصم وستشكل الرسوم الناتجة عن ‍المعاملات التي ‍يقوم بها​ عملاء دايف جزءاً متزايداً‍ من الإيرادات كما ⁣ذكر ⁢ويلك.

بينما تواجه ⁣شركة ‌التكنولوجيا المالية الآن شكوك أقل بكثير مما كانت عليه منتصف عام2023 – ‍إذ​ إن‍ جميع المحللين السبعة الذين يتابعون الشركة يصنفون السهم بأنه “شراء” وفقاً لـFactset – قال ويلك إن الشركة لا‌ تزال بحاجة لإثبات المزيد.

وأضاف: “أعمالنا‍ أفضل بكثير الآن مما كانت ‌عليه عند طرحنا للاكتتاب ​العام ⁤لكن سعر سهمنا ما ⁢زال منخفضا بنسبة60% ⁢مقارنة بسعر الاكتتاب”. ⁢وأمل قائلاً: “نأمل أن نتمكن استعادة موقعنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى