اكتشف مواقف الحزب الأكثر تطرفًا في أوروبا: البديل من أجل ألمانيا يكشف عن أسرار جديدة!
حقق اليمين المتطرف في ألمانيا أكبر نجاح انتخابي له منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بتحقيقه “نتائج قوية” في الانتخابات الإقليمية لمقاطعتي تورينغن وساكسونيا، شرق البلاد، متفوقًا على أحزاب الائتلاف الحاكم الذي يقوده المستشار أولاف شولتس.
ويعتبر انتصار حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) في منطقة كانت تحت السيطرة الشيوعية خلال الحرب الباردة ضربة قوية للأحزاب الثلاثة المكونة للائتلاف الحاكم التي تكبدت خسائر كبيرة في هذه الانتخابات، وفقًا لموقع “بوليتيكو”.
وأصبح حزب البديل من أجل ألمانيا القوة السياسية الأولى في تورينغن بعد أن تقدم على خصومه بنسبة كبيرة من الأصوات، بينما حل ثانيًا خلف المحافظين في ساكسونيا.
وتحدثت صحيفة “دير شبيغل” اليومية عن “زلزال سياسي في الشرق”، بينما وصفت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” النتيجة بـ”المقلقة للديمقراطيين”.
حزب فتي
تأسس حزب البديل من أجل ألمانيا عام 2013 كمجموعة مناهضة لليورو قبل أن يتحول إلى حزب معادٍ للهجرة بعد تزايد أعداد المهاجرين خلال العقد الماضي. وبرز الحزب بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية التي أضعفت الاقتصاد الأول في أوروبا ورفعت الأسعار.
ويضم الحزب نحو 40 ألف عضو، بينهم 77 عضوًا في البرلمان الاتحادي من إجمالي 733 عضوًا، بحسب معطيات لموقع “دويتشلاند” الحكومي.
ويتم تصنيف الحزب من قبل المكتب الاتحادي لحماية الدستور على أنه “مشتبه فيه بالتطرف اليميني”. وتخضع جهات منه للمراقبة الأمنية بسبب تبنيها أفكاراً متطرفة ومعارضة للقوانين المحلية.
ويتواجد الحزب في برلمانات جميع الولايات وكذلك في البوندستاغ، ويتمتع بشعبية كبيرة بشكل خاص في الولايات الشرقية.
وحقق الحزب نتائج قياسية في الانتخابات الأوروبية التي جرت يونيو الماضي بحصوله على 15.9% من الأصوات. وهي أفضل نتيجة له على الإطلاق منذ تأسيسه قبل 11 عامًا.
وبحسب استطلاعات سابقة، ارتفعت شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا حيث يحظى بدعم يصل إلى 22% على المستوى الوطني وتصل هذه النسبة إلى 30% في بعض الولايات.
وتزداد شعبية الحزب تحديداً في مناطق جمهورية ألمانيا الشرقية السابقة بسبب استمرار حالة عدم المساواة.بعد إعادة توحيد البلاد عام 1990، واجهت ألمانيا أزمة ديمغرافية عميقة مرتبطة برحيل الشباب إلى مناطق أخرى، على الرغم من الانتعاش الاقتصادي في شرق البلاد، وفقًا لوكالة فرانس برس.
مواقف الحزب
ركز الحزب في بداياته على القضايا الاقتصادية بشكل رئيسي، لكنه شهد تحولًا ملحوظًا في أولوياته منذ تزايد أعداد اللاجئين عام 2015، حين استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ.
أصبحت قضية الهجرة محورًا أساسيًا في خطاب الحزب وبرامجه، حيث يربط المشاكل الاقتصادية التي تواجه البلاد مثل ارتفاع معدلات التضخم وتكاليف الطاقة بزيادة أعداد المهاجرين.
يتبنى الحزب أيضًا خطابًا قوميًا شعبويًا يقوم على كراهية الأجانب ويرفع شعارات الحفاظ على الهوية والقومية الألمانية، وفقاً لمنصة “فوكس”.
في إطار سياساته التي تدعو للحد من الهجرة، يقترح الحزب زيادة عمليات ترحيل المهاجرين والحد من استقبال وافدين جدد.
كما يطالب بإنشاء معسكرات احتجاز خارج ألمانيا بهدف منع دخول المهاجرين إلى البلاد.
بالإضافة إلى قضية الهجرة، يركز حزب البديل من أجل ألمانيا على موضوعي تغير المناخ وتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
يعتبر “البديل من أجل ألمانيا” الحزب الوحيد في البلاد الذي ينكر تأثيرات التغيرات المناخية. ويستغل استياء جزء كبير من الألمان تجاه السياسات البيئية الحالية للدعوة للتراجع عن التزامات البلاد نحو الانتقال للطاقة النظيفة والمتجددة والحياد الكربوني.
أما فيما يتعلق بموقفه من الحرب في أوكرانيا، فقد تبنى الحزب مواقف مؤيدة لروسيا ويطالب الحكومة بالامتناع عن إرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
يستغل الحزب هذا السياق بالتأكيد على الالتزام التاريخي لألمانيا بالنهج السلمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بالإضافة إلى التعاطف المستمر لدى بعض سكان المناطق الشرقية تجاه الكرملين نتيجة للفترة التي خضعت فيها المنطقة لسيطرة الاتحاد السوفييتي.
في قرار قضائي صدر في مايو الماضي، رفضت المحكمة الإدارية العليا في ألمانيا طلب الحزب لإلغاء تصنيفه كـ”حالة متطرفة مشتبه بها”.
This decision allows the internal intelligence agency to continue monitoring the party, which has led to widespread protests in the country following revelations about a secret meeting where its leaders discussed forcibly deporting migrants.
<متخصصون وصفوا حزب البديل بأنه..."الحزب الأكثر تطرفًا" في أوروبا، متجاوزًا الأحزاب اليمينية المتطرفة الأخرى، وفقًا لتحليل نشرته مجلة "فورين أفيرز". يشير التحليل إلى أن الحزب يتبنى أفكارًا تعارض حقوق التبني للأزواج المثليين، ودمج الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس، وقانونية الإجهاض. بينما يؤكد التحليل أن "حزب البديل من أجل ألمانيا" وأمثاله من الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا الغربية لا يزالون بعيدين عن الوصول إلى السلطة الكاملة مقارنة بأحزاب مثل "فيدس" في المجر أو حزب القانون والعدالة في بولندا، فإنه يشدد على أن نموذجهم مبني على السعي لتقويض النظام الديمقراطي تدريجيًا.
نتائج الحزب في الانتخابات
تُجرى انتخابات المقاطعات في ألمانيا كل واحدة من الولايات الألمانية الـ16 حيث يقوم الناخبون باختيار ممثليهم في البرلمان المحلي للولاية المعروف باسم “لاندتاغ”. تُعقد هذه الانتخابات كل أربع إلى خمس سنوات وتختلف مواعيدها من ولاية لأخرى. تهدف هذه الانتخابات إلى تشكيل الحكومة المحلية وتحديد السياسات الخاصة بالولاية في مجالات مثل التعليم والأمن والثقافة.
كما أن لنتائج هذه الانتخابات تأثير غير مباشر على السياسة الوطنية حيث تساهم في تشكيل مجلس الولايات الفيدرالي (البوندسرات).
نظمت يوم الأحد الانتخابات في المقاطعتين الشرقيتين تورينغن وساكسونيا وسط أجواء متوترة بعد نحو أسبوع من مقتل ثلاثة أشخاص خلال عملية طعن بمدينة زولينغن غرب البلاد. وقد أقر مشتبه به سوري بتنفيذ العملية التي تبناها تنظيم داعش مما جدد الجدل حول الهجرة في ألمانيا.
تصدر حزب البديل من أجل ألمانيا النتائج في تورينغن إحدى أصغر المقاطعات حاصدًا 33.1% من الأصوات متقدمًا على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ الذي نال 24.3% وفق النتائج الأولية.
وفي ساكسونيا تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وهو حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل بفارق بسيط إذ نال 31.7% بينما حل حزب البديل من أجل ألمانيا ثانيًا بنسبة 31.4% بنتيجة متقاربة.
يعتبر نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا في تورينغن سابقة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى لو كان غير مرجح له تولي السلطة الإقليمية مع رفض جميع الأحزاب الأخرى عقد أي تحالف معه.
ومع ذلك، يخشى مراقبون أن يؤدي نجاح الحزب…أحزاب اليمين المتطرف تعزز موقفها في الانتخابات المحلية في ألمانيا
توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع للانتخابات المحلية المقررة في 22 سبتمبر، مما يعزز حظوظ الحزب اليميني المتطرف “بديل من أجل ألمانيا” (AfD) في براندنبورغ، شرق البلاد. وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، يحتل الحزب حاليًا المركز الأول في استطلاعات الرأي بنسبة 24%.
التداعيات على التحالف الحاكم
تشير تقارير بلومبرغ إلى أن هذه النتائج تمثل ضربة جديدة لشولتس وحكومته، وتسلط الضوء على المخاطر التي تواجهها قبل الانتخابات التشريعية المقررة بعد عام. مع تباطؤ الاقتصاد الألماني وزيادة القلق بشأن الهجرة، شهدت شعبية الأحزاب الحاكمة الثلاثة تراجعًا حادًا على المستوى الوطني.
هذا التراجع كان واضحًا في نتائج أحزاب الائتلاف الحاكم: الحزب الاشتراكي الديمقراطي حصل على نحو 6.5%، حزب الخضر على نحو 3.8%، والحزب الديمقراطي الحر حصل فقط على 1.2%. تأتي هذه الهزيمة بعد خسارة كبيرة للأحزاب الثلاثة في الانتخابات الأوروبية التي جرت في التاسع من يونيو الماضي بفوز المحافظين وارتفاع شعبية اليمين المتطرف.
وفقاً لبلومبرغ، فإن تراجع التحالف الحاكم يأتي بعد أن تبددت الآمال بشأن انتعاش الاقتصاد الألماني خلال عام 2024 عقب عامين من الركود؛ حيث لم يتحقق الارتفاع المتوقع في إنفاق المستهلكين واستمرت معاناة القطاع الصناعي. كما أن سنوات من نقص الاستثمار في البنية التحتية الأساسية تركت آثاراً سلبية لا يمكن تجاهلها.
الخلافات داخل الائتلاف حول كيفية معالجة تحديات ثالث أكبر اقتصاد عالمي وعدم القدرة على تقديم حلول فعالة أدت أيضًا إلى فقدان ثقة الكثيرين بالأحزاب الحاكمة الثلاثة.
على الرغم من أن النتائج في ولايتي ساكسونيا وتورينغن لم تكن مفاجئة، إلا أنها قد تؤدي إلى مطالبات متجددة بإجراء انتخابات عامة مبكرة وقد تثير تساؤلات حول ما إذا كان شولتس هو الشخص المناسب لقيادة الحزب الديمقراطي الاشتراكي خلال الانتخابات المقبلة.