مغامرة غير متوقعة، ليالٍ خالية من الهموم مع أصدقاء جدد في بلاد غريبة، أطعمة لذيذة بأسعار مناسبة، ورفاهية الوقت للاستمتاع بكل ذلك.
مرحبًا بكم في عالم السفر على المدى الطويل.
عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من السفر، أتلقى الكثير من الرسائل الإلكترونية تسأل عن “سرّي”.
كيف تسافر كثيرًا ولمدة طويلة؟ كيف تركت وظيفتك وهربت من روتين الحياة؟ لا بد أنك تمتلك صندوق ائتمان لتتمكن من تحمل كل ذلك، أليس كذلك؟
خطأ.
لقد كتبت عن كيفية إدارتي للسفر في الماضي (مرات عديدة)، لكن الناس لا يزالون يتساءلون إذا كنت أخفي شيئًا ما.
ماذا أترك خارجًا؟ ماذا، يسألون، هو سري للهروب من المكتب وأن أصبح رحالة؟ هل ربحت اليانصيب؟ هل يدفع والديّ كل شيء؟
لا بد أن هناك شيئًا يجعلني مميزًا جدًا.
حسنًا، إليك الحقيقة! السر الكبير للسفر على المدى الطويل هو…
لا شيء.
لا شيء على الإطلاق!
لا يوجد سر خاص.
المسافرون الرحل والرحالة والمسافرون لفترات طويلة ليسوا مميزين. ليس لدينا قوى خارقة أو حسابات مصرفية سويسرية سرية. ليس لدينا شجرة نقود أو القدرة على الانتقال إلى أي مكان نريد.
بالطبع، سيلعب الامتياز دوراً ما بشكل حتمي، لكننا لسنا فريدين أو نفعل شيئاً خاصاً. لقد تم هذا النوع من السفر لعقود بواسطة أشخاص من جميع أنحاء العالم ومن خلفيات متنوعة.
المسافرون لفترات طويلة هم مثلك تماماً.
عندما اكتشفت السفر طويل الأمد لأول مرة، اعتقدت أن المسافرين الذين قابلتهم في تشيانغ ماي قد اكتشفوا سر الحياة الذي لم أعلم بوجوده.
لكن عندما بدأت رحلتي الخاصة ورأيت أنه لا يوجد سر. لم أكن فريدًا أو مميزًا. ملايين الأشخاص يقومون بذلك كل عام. حتى الأشخاص الذين لديهم القليل جداً من المال كانوا ينجحون في ذلك.
تركت منزلي معتقداً أنني ذاهب إلى مغامرة مثيرة نادراً ما يخوضها الناس – ثم ذهبت إلى شارع كاو سان وقضيت وقتي في أمستردام خلال الصيف. وفي تلك الأماكن التقيت بمسافرين صغار وكبار يفعلون نفس الشيء الذي كنت أقوم به – ولم يكن أي منهم أبناء صناديق ائتمان.
هؤلاء المسافرون ببساطة فعلوا ما أرادوا – فكرة ثورية بالنسبة لي آنذاك. ولكن الآن بعد سنوات من السفر أدرك أنها ليست ثورية للغاية. إذا كان الناس يريدون شيئاً حقا فإنهم يفعلونه. إذا كنت تريد تلفاز بشاشة كبيرة أو كمبيوتر جديد ، ستجد طريقة لتحقيق ذلك . وإذا كنت ترغب حقا بتناول السوشي للعشاء ، فسوف تتناول السوشي للعشاء .
إذا كنت ترغب حقا بالسفر ، فسوف تفعل ذلك أيضا .
لأنك مثلما تجد طريقة لدفع ثمن التلفاز الخاص بك أو سيارتك الجديدة ، هؤلاء المسافرون ببساطة نظموا حياتهم بحيث يمكنهم تحمل تكاليف السفر .
الشيء الوحيد الذي كان لدى هؤلاء الأشخاص والذي لم يكن لدي قبل هو الرغبة للقيام بما أرادوه ، بعيداً عن توقعات المجتمع فقط لأنهم استمتعوا بذلك .
لقد قالوا ببساطة: “أريد أن أسافر” ثم عملوا لتحقيق ذلك .
لقد ادخروا أكثر ، أخذوا وظائف إضافية ، بقوا في المنزل بدلاً من الخروج لتناول الطعام أو الشراب ، وجدوا عملاً بالخارج . لقد فعلوا كل ما يلزم .
كما يقول المثل: حيث توجد إرادة توجد وسيلة .
إنها بهذه البساطة .
يسألني الناس عما إذا كنت أشعر بالقلق بشأن الفواتير والتقاعد ومستقبلي . لأكون صريحا , لا أفكر بذلك كثيرا .
عندما تسافر لفترة طويلة تختفي جميع هذه الأمور . ليس لديك فواتير لأن لديك منزلاً . أنت فقط تنفق مما تنفق يومياً (وهو عادة أقل من 50 دولار يومياً).
قالت لي والدتي إنه يجب علي البدء بالادخار أكثر للتقاعد حتى أتمكن… انتظر… للسفر أكثر.
ثم توقفت وقالت: “حسنًا, يبدو أنك تفعل ذلك بالفعل, لذا لا داعي لذلك!”
أنا مؤمن كبير بفكرة أنه يجب علينا ألا نعمل طوال حياتنا وأن نتخذ فترات قصيرة لمتابعة شغفنا . لماذا يجب علي قضاء أفضل سنوات عمري في مكتب, مدخرات لمرحلة قد لا أراها أصلاً, وإذا رأيتها قد تكون صحتي سيئة جداً للاستمتاع بها؟
نعم , نحن المسافرين لفترة طويلة ندخر قليلاً لأيام العوز , لكننا لا نقلق بشأن المستقبل . نحن نستمتع بالآن. اعتنِ بحاضرك وسيتولى مستقبلك نفسه.
عندما أتوقف عن السفر سأكتشف ماذا سيكون التالي.
لذا عندما تسأل المسافرين كيف يفعلونه فهم لن يكذب عليك عندما يقولون إنه لا يوجد سرٌّ وراء الأمر .
لقد اتخذنا ببساطة قرار واعٍ للقيام بذلك وبعدها عملنا نحو هدفنا وادخرنا المال ووضعنا الخطط تمامً كما تفعل لأي هدف آخر او مشروع آخر في حياتك .
هذا هو السرّ! لذا الآن بعد أن عرفت هذا, ابدأ بتحقيق أحلام سفرك!
