اكتشاف مذهل: تحول غامض لـ ‘عجلة الأشباح’ القديمة يثير الشكوك حول غرضها الفلكي!
الموقع القديم المعروف باسم رجم الهيري (‘عجلة الأشباح’) في هضبة الجولان جنوب غرب سوريا، هو معلم مذهل – كان يُعتقد سابقًا أنه كان بمثابة مرصد فلكي من نوع ما.
تشير دراسات سابقة إلى هذا الغرض بناءً على محاذاة رجم الهيري مع الأجرام السماوية في السماء الليلية. لكن دراسة جديدة تقترح أن هذا ليس صحيحًا، مما يثير تساؤلات حول سبب بناء هذه البنية الميغاليثية الجذابة.
حدد الباحثون من جامعة تل أبيب وجامعة بن غوريون في النقب بإسرائيل أن رجم الهيري قد تغير موقعه بشكل كبير على مدى آلاف السنين الماضية، لذا لم يكن دائمًا متماشيًا مع الأجرام السماوية كما هو الحال اليوم.
استخدمت مجموعة من التقنيات للدراسة الجديدة، بما في ذلك التحليل الجيو مغناطيسي (الذي ينظر إلى توقيعات المجال المغناطيسي للأرض الموجودة في الصخور والتربة)، وإعادة البناء التكتوني (نمذجة التحولات الفيزيائية لسطح الأرض)، والاستشعار عن بعد (تحليل تخطيط الموقع من خلال صور الأقمار الصناعية).
كتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: ”لقد تشكل الهيكل الجيولوجي لمنطقة رجم الهيري بفعل التطور التكتوني للمنطقة، مما أدى إلى دوران الكتل وبالتالي انتقال موقعه واتجاه المدخل الرئيسي والجدران الشعاعية بمرور الوقت”.
“يكشف التحليل الجيوفيزيائي المتكامل للمنطقة (بشكل رئيسي إعادة البناء باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي والتحليلات المغناطيسية القديمة) أن موقع رجم الهيري قد دار عكس عقارب الساعة وانتقل عن موقعه الأصلي بعشرات الأمتار”.
يفكر الباحثون بأن البناء على الموقع قد بدأ منذ حوالي 4500 قبل الميلاد، رغم أنه تم إعادة بناء وإضافة أقسام مختلفة حتى العصر البرونزي حوالي 3600 إلى 2300 قبل الميلاد، وربما تم إجراء بعض التعديلات الإضافية على مر القرون التالية. وقد اقترحت أبحاث سابقة أخرى أنه ربما تم استخدامه كحصن أو مكان تجمع إقليمي.
يتكون الموقع من كومة مركزية محاطة بعدة دوائر متحدة المركز من حجر البازلت، تغطي حوالي 150 مترًا (492 قدم) عرضاً. كما حدد الفريق هياكل أخرى وجدران وتُومُولِس (تلّات دفن) في المناطق المحيطة.
كتب الباحثون: ”تم إعادة استخدام معظم الهياكل الأثرية في المنطقة لفترة طويلة بعد إنشائها الأصلي”. “هذا شمل إضافة ميزات جديدة وبناء جدران فوق القديمة وإعادة تشكيل المناظر الطبيعية بأشياء جديدة”.
“رجم الهيري هو مثال رئيسي لمثل هذه التسلسلات المعقدة”.
هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها دمج هذه التقنيات العلمية على مواقع في بلاد الشام الجنوبية. ويثق الباحثون بأنه لا يزال هناك الكثير لاكتشافه في المنطقة؛ حيث إن القدرة على رؤية نظرة عامة عن المنطقة من الأعلى وفهم كيف تغيرت بمرور الوقت يمكن أن تعطي لنا رؤى إضافية حول هذه المعالم.
يمكن استخدام معلومات مثل هذه لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مستقبلاً ، يقترح فريق الدراسة – والتي يمكنها بعد ذلك اكتشاف هياكل مشابهة صنعها الإنسان ضمن صور الأقمار الصناعية التي لا تكون واضحة تماماً عند النظر إليها من الأرض.
كتب الباحثون: “تمتد تداعيات هذه الدراسة خارج بلاد الشام ، داعين لإجراء دراسات مقارنة مع هياكل ميغاليثية وتُومُولِس أخرى حول العالم”.
تم نشر البحث في مجلة Remote Sensing.