اشتباكات عنيفة جنوب لبنان: مقتل 8 جنود إسرائيليين في مواجهة مع حزب الله!
وقعت اشتباكات بين جنود إسرائيليين وعناصر من حزب الله داخل الأراضي اللبنانية، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ثمانية جنود منذ بدء توغله البري في جنوب لبنان. جاء ذلك بعد تبادل تهديدات بين إسرائيل وإيران على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع يوم الثلاثاء.
أعلن جيش الاحتلال، الذي نفذ ضربات جديدة ضد حزب الله المدعوم من إيران، عن مقتل ثمانية جنود في المعارك التي دارت في جنوب لبنان بعد عبور الحدود لاستهداف مواقع لحزب الله. من جانبه، أعلن حزب الله أنه دمر ثلاث دبابات ميركافا إسرائيلية بصواريخ موجهة خلال تقدمها إلى الجنوب.
كما ذكر الحزب أنه فجّر عبوة ناسفة ضد قوة إسرائيلية بالقرب من الحدود، بعد الإبلاغ عن اشتباكات مع قوات إسرائيلية “متسللة”، وذلك عقب إعلان إسرائيل عن توغلها عبر الحدود لاستهداف أولى غاراتها البرية ضد الحركة الإسلامية.
تأتي هذه الأحداث وسط تبادل التهديدات بين إسرائيل وإيران بعد هجوم صاروخي واسع النطاق نفذته إيران يوم الثلاثاء انتقامًا لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة الماضية في ضاحية بيروت الجنوبية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 31 يوليو بطهران، وهو الهجوم الذي نُسب لإسرائيل.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: “ارتكبت إيران خطأ فادحًا هذا المساء وستدفع الثمن”. وأكدت إيران أن “90% من الصواريخ” التي أطلقت خلال الهجوم الكثيف على إسرائيل – وهو الثاني خلال ستة أشهر تقريبًا – قد بلغت أهدافها. وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي أطلق عليه اسم “الوعد الصادق 2″، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية.
وصفت صحيفة الأخبار اللبنانية القريبة من حزب الله الهجوم بأنه “انتكاسة كبيرة” للدولة العبرية. واعتبر المحلل السياسي جوردان باركين أن الأمور لن تنتهي بشكل جيد وأن ضبط النفس ليس سمة نتانياهو.
توالت ردود الفعل المنددة بالهجوم والمطالبة بوقف التصعيد وإطلاق النار، خاصةً من موسكو التي حذرت من دوامة “مثيرة للقلق”. حضّت الصين قوى العالم على منع الوضع في الشرق الأوسط من “التدهور أكثر”، حيث أعرب ناطق باسم الخارجية الصينية عن معارضة بكين لأي عمل ينتهك سيادة لبنان وأمنه ووحدة أراضيه ويعارض تصعيد النزاعات.
استدعت ألمانيا السفير الإيراني في برلين الأربعاء حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية. كما كررت الدولة دعوة مواطنيها لمغادرة إيران بعد هجوم الثلاثاء وتهديدات إسرائيل بالانتقام. اعتبرت مجموعة السبع الأربعاء أن “الحل الدبلوماسي ما زال ممكنًا” في الشرق الأوسط.
في لبنان أيضًا ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية بغارة، فيما شاهد مصور فرانس برس تصاعد الدخان من المنطقة بعد ليلة شهدت غارات عنيفة. دعا الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء مجددًا إلى إخلاء مزيدٍ من القرى في جنوب لبنان.
ذكر مسؤول إسرائيلي أن العملية البرية الجارية منذ الثلاثاء كانت عبارة عن “غارات محدودة النطاق للغاية”، تهدف إلى “إبعاد التهديد” عن شمال إسرائيل بعد أكثر من أسبوعٍ من الغارات الجوية التي استهدفت حزب الله. وقد قُتل 1873 شخصاً في لبنان منذ بدء التصعيد قبل عام بحسب الأرقام الرسمية. كما قُتل ثلاثة أشخاص نتيجة غارة إسرائيلية طالت مبنىً في منطقة المزة بدمشق يوم الأربعاء، وهي الاستهداف الثاني للمنطقة منذ يوم الثلاثاء وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.