الشرق الأوسط

استكشاف الأهداف الخفية وراء العمليات الإسرائيلية المكثفة في شمال غزة!

تثار تساؤلات حول أهداف إسرائيل من تكثيف عمليات جيشها البرية والجوية في شمال غزة مجددًا، وما إذا كانت⁣ تسعى إلى إفراغ ⁤المنطقة من سكانها، حيث طوقت قواتها مدينة جباليا وبعض ⁤المناطق المحيطة بها.

وفي يوم الاثنين، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تحذيرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ‌طلب فيه ‍من سكان بلدات بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون في شمال غزة وأحياء أخرى‌ إخلاء تلك المناطق والانتقال إلى جنوب غزة.

ويرى الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الإسرائيلية، أمير أورن، في مقابلة مع قناة “الحرة” من تل أبيب أن ​”هناك حاجة للتمييز بين الأبعاد العملياتية والتكتيكية والاستراتيجية”.

وبخصوص التكتيكات، يقول أورن إن الجيش الإسرائيلي كان‍ قد دخل إلى شمال غزة في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر. وعندما تمت السيطرة على مناطق مثل بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، انتقل الجيش إلى الجنوب نحو مدينة⁣ رفح.

وأضاف أنه “مع بقاء جيوب المقاومة ⁢في الشمال، كان على إسرائيل أن تعود لضرب هذه المواقع وهذا ما يحدث اليوم”.

أما من الناحية الاستراتيجية فقد أكد‍ أورن أن “المبدأ الدفاعي الإسرائيلي يعتمد ⁤دائمًا ⁤على القيام بحملات سريعة أو قصيرة”. ‌

ولفت إلى أن إسرائيل “لا تمتلك القدرة على الاستمرار في حرب طويلة”، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين‍ نتانياهو يسعى شخصيًا لـ”إطالة أمد الصراع”.”لتبعاته السياسية، ‍حيث يمكن أن يستخدمه كوسيلة لصرف الأنظار عن مشاكله القانونية”.

وقال أرون إن “نتانياهو يريد شخصيا ​أطول حرب ممكنة، وعندما لا تكون هناك حرب، فعليه‌ أن يواجه القضاة في محاكماته الخاصة بالفساد وربما الحكومة تنهار وبالتالي المصلحة القومية⁢ الإسرائيلية ومصلحة نتانياهو الشخصية تتعارضان”.

تغيير المسار أو وقف الخدمة: عشرات ‌الجنود الإسرائيليين يحذرون⁣ الحكومة

وجه 130 جنديا إسرائيليا رسالة ​تحذيرية، أعلنوا فيها عزمهم⁣ على التوقف عن الخدمة‌ العسكرية ما لم تبادر الحكومة بالعمل على ⁢إبرام صفقة لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار.

واستمر القصف المكثف يوم الأربعاء،⁢ وإغلاق الطرق ما حال دون وصول ⁤المساعدات، وفق ما⁢ أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة.

والهدف المعلن للجيش هو “تدمير القدرات العملياتية لحماس” بعدما تحدث الجيش الإسرائيلي عن مؤشرات تدل على أن الحركة “تعيد تجميع قواتها” بعد‍ قصف ومعارك متواصلة منذ سنة. ولذلك طلب الجيش من السكان إخلاء⁣ المنطقة.

وقال العميد في الاحتياط، أمير أفيفي، إن “ما سنراه في المناطق التي تم إخلاء المواطنين منها إلى‍ الجنوب هو أن جيش الدفاع الإسرائيلي سيكون قادرا على ⁤فرض حصار على ⁤المنطقة”.

وأضاف أن⁢ الحصار سيشمل “التأكد من عدم وصول أي مساعدات إنسانية إلى ⁣هذه المنطقة”، لإجبار المقاتلين على الاستسلام.

وبشأن موقف⁢ واشنطن مما يحدث، قال مساعد وزير الدفاع ​الأميركي الأسبق لاري كورب في مقابلة مع قناة الحرة إن‍ الولايات المتحدة تحاول أن تقنع​ الحكومة الإسرائيلية أنه “لا يمكن الفوز في الحرب في غزة عسكريا”.

وأضاف أنه “لا يمكن قتل كل⁣ شخص في الطرف الآخر؛ ‌يجب الوصول إلى نوع من⁣ وقف إطلاق النار ثم الحديث عن ما سيحدث ⁢بعد الحرب”، مستشهدا بالتجارب التاريخية مثل حرب فيتنام.

ويقول كورب: “تعلمت شيئا ⁣عندما كنت‍ شابا في فيتنام؛ نحن ⁤فزنا في كل المعارك ولم نفز في الحرب. غالانت (وزير الدفاع‍ الإسرائيلي) يعرف ذلك وهو الذي قال إن هناك تهديدا أكبر من⁣ حزب الله. دعونا نذهب ونصل إلى اتفاق⁣ سلام في غزة”.أشار إلى أن من مصلحة ⁣إسرائيل الاستراتيجية أن توقف الحرب، معتبراً ⁣أن إسرائيل “تحول​ الرأي ⁤العام العالمي ضدها” عندما لا تترك وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” توفر المساعدات للمحتاجين.

وفي يوم الأربعاء، حذر أعضاء مجلس الأمن الدولي إسرائيل من المضي قدماً في إقرار تشريعات تكبح نشاط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

وإسرائيل على خلاف مع الأونروا إذ ‍تتهم بعض موظفي⁤ الوكالة الأممية بالمشاركة في الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 ​أكتوبر 2023 والذي أشعل الحرب في غزة.

ووافقت لجنة​ الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي ⁤(الكنيست)⁢ يوم الأحد على مشروعي قانونين يهدفان إلى “إنهاء أنشطة وكالة الأونروا ومزاياها في ⁣إسرائيل”، وهو ما سارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتنديد به.

وقالت‍ مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس​ غرينفيلد، يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة ‌”تتابع بقلق عميق المقترح التشريعي الإسرائيلي الذي قد يغير الوضع القانوني للأونروا”.

وأضافت أنه إذا تم إقرار هذين​ التشريعين فإنهما سيعرقلان‍ القدرة على التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين ويلغيان الامتيازات والحصانات ⁢الممنوحة لمنظمات الأمم المتحدة وموظفيها حول العالم.

وقالت الجزائر التي دعت مع⁤ سلوفينيا لعقد اجتماع طارئ لمجلس ⁢الأمن بشأن الأزمة في الأراضي الفلسطينية إن السلطات الإسرائيلية أعربت منذ سنوات عن⁢ رغبتها واستعدادها لتفكيك الأونروا.

وأجمع جميع ‌أعضاء مجلس الأمن الذين تحدثوا على دعوة إسرائيل⁢ لاحترام عمل الأونروا وحماية موظفي هذه الوكالة.

وحذر رئيس الأونروا، فيليب لازاريني، مجلس الأمن الدولي من أن كبار المسؤولين الإسرائيليين وصفوا تدمير الأونروا بأنه هدف حرب، مشيراً إلى أنه تم قتل 226 من موظفي الأونروا خلال 12 شهراً.‌

لكن كورب أشار إلى أن واشنطن حتى ‍الآن لم تنجح في مسعاها ⁢للتوصل إلى وقف.

يتحدث كورب عن مسؤولية نتانياهو في عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد عام من الحرب في غزة.

ويؤكد كوري أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يرون أن ما يحدث في غزة يجب أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع ‍غزة، “هذا هو موقفنا وموقف العالم ‍بأسره، لكن هذا ليس⁤ موقف نتانياهو. أعتقد أنه⁢ يجب علينا في مرحلة ما استخدام نفوذنا⁣ الرئيسي.”

وأضاف: “لقد جربنا كل شيء.. ولكن‌ الحقيقة هي أنه حتى نهدد⁣ بحجب بعض الأسلحة ⁤التي ‌نقدمها لإسرائيل، فلن يكون لنا أي تأثير. وحتى نفعل ذلك، ستستمر إسرائيل في القتال وسيبقى نتانياهو في منصبه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى