تقوم بعض خلايا المناعة بخيانة زملائها خلال ردود الفعل التحسسية.
تعتبر خلايا “المست” (Mast cells) دوريات الأمن في جهاز المناعة، حيث يمكن أن تحفز الالتهاب التحسسي عندما تصادف بروتينات غير مألوفة. للمرة الأولى، شاهد الباحثون كيف تجذب هذه الخلايا المتحمسة وتحبس خلايا مناعية رئيسية أخرى، ثم تطرد المواد الكيميائية الالتهابية الخاصة بها في عملية تُعرف باسم “النكسوسيتوز”. قد تساعد هذه الاكتشافات العلماء على فهم الأسباب الجذرية للحالات الصحية المتعلقة بالحساسية أو جهاز المناعة، مثل الربو والتهاب الجلد.
عندما تشعر خلايا المست بالبروتينات القادمة من خارج الجسم، فإنها تبدأ استجابة التهابية عن طريق طرد الحبيبات، وهي حزم من المواد الكيميائية التي تجذب خلايا مناعية أخرى – بما في ذلك العدلات (neutrophils)، وهي نوع رئيسي من كريات الدم البيضاء.
بدافع الفضول حول كيفية تفاعل خلايا المست والعدلات، قام عالم المناعة والكيمياء الحيوية مايكل ميهلان وزملاؤه بتحفيز خلايا المست للتفاعل مع بروتين دم بشري. ثم راقب الفريق التفاعلات في كل من الخلايا البشرية وخلايا الفئران عبر المجهر. جذبت خلايا المست العدلات نحوها، ثم ابتلعت كريات الدم البيضاء المتخصصة كما أفاد الباحثون في عدد 19 سبتمبر لمجلة ”Cell”. يقول ميهلان: “كان هذا مفاجأة كاملة لنا”.
حتى بعد موت العدلات المحبوسة، ظلت بروتيناتها وDNA وجزيئات أخرى داخل أسرى خلية المست. يمكن لخلايا المست بعد ذلك استخدام هذه البقايا لتغذية نفسها. أو يمكنها أداء النكسوسيتوز عن طريق طرد المواد الكيميائية الالتهابية للعدلات جنبًا إلى جنب مع الحبيبات عندما يبدأ رد فعل تحسسي آخر.
في المستقبل، يأمل ميهلان أن يتعلم ما إذا كانت استراتيجية احتجاز خلايا المست قوة إيجابية في بعض الحالات مثل محاربة البكتيريا الأجنبية.
