ألمانيا: اعتقال ليبي يثير الجدل بتخطيطه لمهاجمة السفارة الإسرائيلية!
استهدفت طائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في مدينة قيساريا الساحلية يوم السبت. لم يكن نتانياهو أو زوجته موجودين في المنزل وقت الهجوم، ولم تُسجل أي إصابات نتيجة الانفجار، وفقًا لبيان رسمي.
تُعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف هدف مرتبط مباشرة بنتانياهو بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر. وقد اتهم نتانياهو “عملاء إيران” بمحاولة اغتياله مع زوجته، مؤكدًا أنهم “سيدفعون ثمنًا باهظًا”. وقال في بيان له: “عملاء إيران الذين حاولوا اغتيالي أنا وزوجتي اليوم (السبت) ارتكبوا خطأً كبيراً”، مضيفاً: “أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل بسوء سيدفع ثمناً باهظاً”.
ألقت الهجمة بظلالها على الوضع الأمني في الشرق الأوسط والعلاقات بين إيران وحزب الله والصراع المستمر في غزة. وأثارت تساؤلات حول ما إذا كانت طهران قد حاولت استهداف نتانياهو لإرسال رسالة تتعلق بالرد الإسرائيلي المتوقع عليها.
وأشار عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود مايكل كلاينر خلال حديثه لقناة “الحرة” إلى أن الجميع يعرف أن حزب الله هو ذراع إيران في المنطقة وأن ما حدث يُعتبر “كسرًا لقواعد اللعبة”، حيث إن السنوار ونصر الله يقودان منظمات إرهابية بينما نتانياهو هو رئيس دولة. ولفت إلى الفارق بين قادة الدول وقادة المنظمات الإرهابية.
في هذا السياق، أضاف كلاينر أن إيران حاولت اغتيال رئيس وزراء دولة عضو بالأمم المتحدة وأنها مصممة على تدمير هذه الدولة. كما أكد أن استهداف منزل نتنياهو سيفتح الباب أمام إسرائيل لاستهداف قادة إيرانيين.
وذكر عضو الكنيست السابق أيضًا أن فكرة استهداف القادة الإيرانيين لم تكن مطروحة سابقًا وأن إسرائيل تفكر أيضًا بالرد عبر استهداف المطارات والمنشآت النووية والنفطية الإيرانية كجزء من الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع قبل أسابيع.
من جانبه، قال طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي للشرق الأوسط بالقاهرة لقناة “الحرة”، إن استهداف منزل نتنياهو سيكون له تبعات مستقبلية بلا شك وأن الهجوم يدل على تطور أساليب حزب الله بشكل كبير وسط استمرار استخدام إسرائيل لاستراتيجية العنف المباشر عبر عمليات الاغتيال المتكررة.
وأضاف فهمي أنه الآن المواجهة مفتوحة أمام الطرفين وما يحدث بنظر إيران ووكلائها هو نوع من المقاومة بغض النظر عن التبعات. أما بالنسبة لإسرائيل فستعتمد قاعدة ”المرشد أو الرئيس الإيراني مقابل نتنياهو”، وهذا يمثل خطرًا كبيرًا؛ فإذا فتح الطرفان بنك الأهداف فإن إسرائيل ستعتمد مبدأ الرأس بالرأس والعين بالعين.
وحذر فهمي من خطورة استخدام إسرائيل قاعدة “استهداف الجميع” خاصة أنها الآن لم تفصل بين المسؤول المدني أو العسكري وأن إيران بدأت تتعامل بالمثل وما حدث اليوم في قيساريا هو أكبر دليل على ذلك مما قد يؤدي إلى تحول العمليات المستقبلية نحو استهداف المقرات العسكرية الاستراتيجية والوزارات والمسؤولين.
وأشار موقع “والا” العبري إلى أنه تم رصد ثلاث طائرات مسيرة عبرت الحدود قادمةً من لبنان حيث تم اعتراض اثنتين منها بينما أصابت واحدة منزلاً في قيساريا. ولم تعلن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي تتبادل إطلاق النار مع إسرائيل منذ أكتوبر 2023 مسؤوليتها حتى الآن عن الهجوم بالطائرات المسيرة كما لم تعلن أي جماعة مسلحة أخرى ذلك أيضًا.
وفي الوقت نفسه تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الطائرة المسيّرة التي استهدفت المنزل هي ذات النوع الذي هاجم قاعدة عسكرية الأسبوع الماضي قرب بنيامينا وأسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة عشرات آخرين.
ويُذكر أن أحد المنازل الخاصة بنتنياهو يقع في قيساريا وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهدف المدينة بطائرات مسيرة؛ فقد تم أيضاً قبل ثلاثة أسابيع إطلاق صافرات الإنذار أثناء وجوده هناك. وحتى الآن لا يوجد أي تعليق رسمي بشأن الواقعة باستثناء بيان الجيش الإسرائيلي حول الطائرة المسيّرة.
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس محاولة اغتيال نتنياهو بمثابة “إظهار الوجه الحقيقي لإيران”. ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الوزير لويد أوستن أعرب لنظيره الإسرائيلي عن ارتياحه لسلامة نتنياهو فيما أبلغ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نظيره الإسرائيلي بأنه شعر بالقلق عندما سمع عن إطلاق طائرة مسيرة باتجاه مقر إقامته.