أدوية النوم: تأثيرات غير متوقعة على الدماغ قد تدهشك!
![](https://alarabiya24news.com/wp-content/uploads/2025/02/020125_health-column-sleep_feat-780x470.jpg)
الكثير منا يعاني من صعوبة في النوم والبقاء نائمين طوال الليل. حوالي ثلث البالغين في الولايات المتحدة لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم. أما نوم المراهقين فهو أسوأ؛ حيث أن 8 من كل 10 مراهقين يعانون من نقص النوم.
إن التعب الجماعي الذي نعاني منه ليس جيدًا لنا. فعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية. تتأثر أنظمتنا المناعية والهرمونية والقلبية – ربما جميع الأنظمة الرئيسية في الجسم – بالنوم. كما تتأثر الذاكرة والإبداع والقدرة على التعلم أيضًا.
لكن بالنسبة لشيء مرتبط ارتباطًا وثيقًا بصحتنا، فإن الوظائف الفعلية للنوم لا تزال، بطرق عديدة، لغزًا. لدى العلماء العديد من الأفكار: ربما يكون النوم مخصصًا للبحث في الذكريات واختيار الأهم منها. أو قد يكون وقتاً هادئاً لنمو العظام عند الأطفال. أو ربما هو وقت لإطلاق العنان للعقل لحل أي مشكلة أزعجتك خلال اليوم.
لقد حيرت مسألة لماذا ننام العلماء منذ زمن بعيد، وكأنك تتبع مئات الفتات المتلاشية على طرق عبر غابة أشجار تتحرك باستمرار، لتدرك أنك واقف بمفردك فقط بملابسك الداخلية وقد نسيت الدراسة للاختبار.
نظرًا لهذه الصورة العلمية الضبابية، ليس مفاجئاً أن الجهود المبذولة لمساعدة الذين يعانون من نقص النوم قد تكون غير فعالة أو تؤدي إلى عواقب غير مقصودة. وهذا واضح من دراسة جديدة حول دواء نوم يُعرف باسم زولبيديم.
يؤثر زولبيديم، الذي يُباع تحت اسم أمبيان، على وظيفة محتملة أخرى للنوم – وهي التنظيف الداخلي للدماغ. كل 20 ثانية تقريباً، يندفع موجة من السائل النخاعي عبر دماغ الشخص النائم. يشتبه العلماء بأن هذه النبضات الإيقاعية تساعد في إزالة المنتجات الضارة بما في ذلك البروتينات اللزجة التي تتراكم في مرض الزهايمر.
هذا التنظيف يشبه تشغيل غسالة الصحون طوال الليل، كما تقول عالمة الأعصاب مايكين نيدرغارد التي ساعدت في اكتشاف هذا النظام. إن عملية التنظيف ليست مهمة بارزة ولكنها مهمة لم تُقدَّر بالكامل بعدُ.
تشير الأبحاث إلى أن الفئران التي تناولت زولبيديم نامت بشكل أسرع ونمت بشكل أعمق مقارنة بالفئران التي تنام طبيعياً؛ لكنهم كانوا أقل قدرةً على القيام بعملية التنظيف الداخلي للدماغ وفق ما أفادت به فريقها البحثي.
لا يعرف العلماء بعد إذا كان هذا يحدث أيضاً لدى البشر أو ما هي عواقب ضعف دورة التنظيف هذه قد تكون عليهما؛ لكن النتائج تشير إلى مخاطر محتملة عند محاولتنا تحفيز النوم.
يستهدف زولبيديم مادة كيميائية تُعرف باسم GABA والتي ترسل إشارات “اسكت”. وهذا يعني أنه يغلق كل شيء داخل دماغك؛ إنه أداة قوية وغير دقيقة لا تحتاج لمعرفة سبب عدم قدرتك على النوم – الألم والتوتر والساقان المضطربتان كلها عوامل تؤدي إلى الأرق ولا يهتم أمبيان بذلك ويضربك بقوة مثل مطرقة ثقيلة!
يمكن تبرير استخدام أمبيان لفترات قصيرة حسب قول نيدرغارد؛ لكن الاستخدام طويل الأمد يجلب آثار جانبية كبيرة وقد يكون تعطيل عملية تنظيف الدماغ أحدها.
لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بشدة بسبب نقص النوم فإن الحبوب المنومة القوية أفضل بكثير من عدم الحصول على أي نوم إطلاقا.
العلماء لا يحاولون فقط مساعدة الناس للحصول على نوم أفضل بل يدفعون أيضًا حدود ما يمكن للعقول النائمة تحقيقه.
يمكن للباحثين توجيه شخص نائم ليحلم بأشياء معينة مثل الأشجار وتحسين مهارات العزف على البيانو وربما حتى تعلم لغة جديدة.
هذه الإنجازات مثيرة للإعجاب لكنها قد تشمل تنازلات كما يحذر ستوكغولد: إذا كنت تجبر الدماغ النائم لفعل شيء محدد “فإن ذلك يعني أنك تحصل أقل مما هو موجود لسبب معين”.
التواضع هو الطريق للمضي قدمًا نحو فهم وتعديل نظام معقد مثل الدماغ النائم.
لذا ربما ينبغي علينا ألا نتوقع إجابة بسيطة واحدة لسؤال لماذا ننام؟ فقد يكون السبب لنمو العظام أو تحسين الذاكرة أو تنظيف الدماغ والعديد غيرها.
في السنوات القادمة سنجد بلا شك أدلة جديدة حول كيفية الحفاظ على صحة أجسامنا وعقولنا أثناء النوم وهذه الأدلة العلمية قد تقودنا إلى مزيدٍ من الأسرار!