اكتشف علماء إسبان كيفية بناء نصب تذكاري صخري يُعرف باسم “دولمن منغّا” الذي يعود تاريخه إلى 5600 عام في جنوب إسبانيا.
يتكون نصب “دولمن منغّا” من 32 حجرًا ضخمًا مدفونة في الأرض على تل يرتفع حوالي 50 مترًا عن المنطقة المسطحة المحيطة، حيث يضم ضريحًا أو قبرًا بغرفة واحدة، بطول حوالي 25 مترًا وعرض 5 أمتار عند أوسع نقطة.
يبلغ وزن أكبر حجر حوالي 150 طنًا، وتزن الأحجار الضخمة مجتمعة حوالي 1140 طنًا.
قال خوسيه رودريغز، قائد المشروع البحثي وعالم الجيولوجيا في مركز جزر الكناري لعلوم المحيطات: “قمنا بالبحث حول كيفية قطع الأحجار ونقلها ووضعها، من خلال دراسة التضاريس والجيولوجيا الخاصة بالموقع، بالإضافة إلى المعلومات المستمدة من عمليات التنقيب الأثري السابقة والحسابات العرقية والتاريخية لتقنيات البناء”.
وحسب الفريق، فإن كل حجر من الأحجار العمودية يميل إلى الداخل بزاوية متساوية تتراوح بين 84 و85 درجة. كما أن الأحجار العمودية التي تشكل الجدران تميل جانبياً ضد بعضها البعض بزاوية ثابتة.
وكشفت الدراسة عن إحدى الميزات الفريدة لبناء النصب التذكاري وهي كيفية دفن الأحجار العمودية في البداية. حيث تشير النتائج إلى أنه تم ذلك باستخدام ثقل موازن على هذه الأحجار، مما أدى إلى أن ما يصل إلى ثلث الحجارة كان تحت الأرض عندما تم تشييدها. وبعد الانتهاء من وضع الأحجار التي تمثل الجدران، قام البناؤون بوضع خمسة أحجار كبيرة لتشكيل السقف ثم قاموا بإزالة التربة للوصول إلى مستوى الأرض المطلوب وأقاموا أعمدة حجرية أخرى لتوفير الدعم الإضافي.
وبمجرد إضافة الأحجار العلوية، أصبح الأمر أشبه بصندوق صلب. بعد ذلك قاموا بنحت كل تلك الصخور لصنع الغرفة ثم تمت تغطية المبنى بالتربة والتي كانت ستعزل الغرفة عن الطقس البارد والرطب بالإضافة إلى أنها تعمل كداعم لاستقرار البناء.
