نائبة بريطانية تترك حزب العمال احتجاجًا على نفاق رئيس الوزراء: تفاصيل مثيرة!
بعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر، ألقى حسن نصر الله، زعيم حزب الله، خطابًا ناريًا وصف فيه إسرائيل بأنها “ضعيفة وأوهن من بيت العنكبوت”، معتبرًا الحرب الحالية “حاسمة في التاريخ”.
ومع ذلك، تطورت الأحداث بشكل دراماتيكي. وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، بعد فترة قصيرة من ذلك، لقي نصر الله حتفه مع معظم قيادات حزبه الذي تعرض لضربات قاصمة كشفت عن اختراق استخباراتي إسرائيلي عميق لصفوفه.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أنه بأثر رجعي تبيّن أن نصر الله وقع في خطأين استراتيجيين: الأول هو الاستهانة الفادحة بإسرائيل كعدو له، والثاني هو المبالغة في تقدير قوة إيران وحلفائها في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن إيران أظهرت أن مفهوم “وحدة الجبهات” لديها هو طريق ذو اتجاه واحد؛ حيث تتوقع من حلفائها في المنطقة سفك دمائهم من أجل نظامها دون أي مقابل منها.
وأشارت إلى أن الضربات القوية التي تلقاها حزب الله تشكل “تحديًا استراتيجيًا كبيرًا لإيران”، موضحةً أن طهران كانت تعتمد على الترسانة الصاروخية للحزب كورقة رادعة ضد أي هجوم إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية.
وفي هذا السياق، يقول مايكل هوروفيتز، الخبير الاستخباراتي في شركة “لي بيك” الدولية للاستشارات: “إن إضعاف حزب الله يحدث تحولاً جذرياً في المنطقة. فالحزب ليس مجرد وكيل إيراني عادي بل هو عنصر جوهري في استراتيجية إيران الدفاعية وأداتها الرئيسية لردع إسرائيل”.
ويضيف هوروفيتز: “هذا الوضع يضع إيران أمام مأزق حقيقي. فبينما تم إنشاء حزب الله أصلاً لحماية إيران، تجد طهران نفسها الآن أمام معضلة الدفاع عن الحزب نفسه”.
نقطة تحول منتظرة
على صعيد آخر، وفي حين أفادت الصحيفة بأن حزب الله كان “ضحية لغروره”، تشير إلى أن إسرائيل تخاطر الآن بالوقوع في فخ مماثل خاصة إذا شنت غزواً برياً للبنان وحاولت إعادة رسم التركيبة السياسية اللبنانية. وتذكّر بأن غزوها للبنان عام 1982 أدى إلى ولادة حزب الله واحتلال طويل انتهى بالانسحاب.
وعلى الرغم من وفاة نصر الله والعديد من القادة الكبار، تقول الصحيفة إن حزب الله لا يزال يحتفظ بآلاف المقاتلين المتمرسين وترسانة كبيرة يمكن استخدامها لإلحاق خسائر كبيرة على أرض معدة لمعاركه المحتملة في جنوب لبنان.
وحذرت كسينيا سفيتلو…فا، وهي عضو سابق في الكنيست الإسرائيلي وزميلة أولى غير مقيمة في المجلس الأطلسي، قالت: “حزب الله لا يستطيع الانتظار حتى تبدأ إسرائيل العمل على الأرض في جنوب لبنان لأن تلك اللحظة قد تصبح نقطة تحول تتيح لهم النهوض من الرماد واستعادة الدعم مرة أخرى من المجتمع اللبناني الأوسع”.
بينما يدرك القادة الإسرائيليون مخاطر القتال البري ويتذكرون خسائر حملة عام 2006، فإن المشكلة السياسية تكمن في أن هدف إسرائيل المعلن بعودة نحو 60 ألف إسرائيلي نزحوا بسبب هجمات حزب الله من المناطق على طول الحدود يصعب تحقيقه بالقوة الجوية وحدها.
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يمثل تصعيداً خطيراً من شأنه دفع المنطقة خطوة إضافية نحو نزاع أشمل وأشد تدميراً.
وعلى الرغم من الضربات الأخيرة، يرفض حزب الله وقف إطلاق النار عبر الحدود دون موافقة إسرائيل أيضاً على وقف إطلاق النار مع حماس في غزة. قال إيال زيسر، المتخصص في شؤون المنطقة ونائب رئيس جامعة تل أبيب: “لا يمكنهم القيام بذلك – سيكون هزيمة مذلة لهم”.
من جانبه، أشار المحلل السياسي المقيم في بيروت كامل وزنة إلى أن ”قدرات المقاومة لا تزال سليمة على الرغم من النكسة التي تلقتها من الإسرائيليين. إذا لم يتوقف هذا الجنون فقد تتعرض إسرائيل لهجوم مرتد قاسٍ”.
لكن صحيفة “وول ستريت جورنال” تشير إلى أن ما فقده حزب الله بوضوح داخل لبنان هو هالة عدم القابلية للهزيمة التي سمحت له بالسيطرة على الدولة اللبنانية. كما يخاطر حزب الله الآن بمكانته مع قاعدته داخل الطائفة الشيعية اللبنانية خاصة مع فرار سكان المناطق ذات الأغلبية الشيعية في الجنوب ووادي البقاع من منازلهم بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.
قال المحلل السياسي مايكل يونغ: “لقد ارتدت حرب حزب الله عليه؛ فقد دمرت أجزاء كبيرة من الجنوب وأصبح مئات الآلاف من الشيعة على الطرقات أو أساساً لاجئين في بلدهم. كيف يضمن حزب الله ولاء هؤلاء الناس بعد الآن؟”.
وتابع قائلاً إن “المشكلة الأخرى هي أنه…””حاليا، يبقى حزب الله معزولا عندما يتعلق الأمر بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل”، موضحا أن “هناك الآن قدر معين من الشماتة فيما يحدث معه، لدى عدة أطراف بالمنطقة”.