من هو خليل المقدح؟ أسرار مقتله في صيدا وعلاقته بتسليح الضفة الغربية!
شهد يوم الأربعاء استهدافًا جديدًا في لبنان من قبل إسرائيل، حيث طال أحد قادة الفصائل الفلسطينية المسلحة، وأسفر عن مقتل القيادي العسكري في “كتائب شهداء الأقصى”، الجناح العسكري لحركة فتح، خليل المقدح. فمن هو؟
حسب بيان الكتائب الذي أعلن مقتل المقدح، فقد كان الأخير ”يقوم بواجبه” أثناء اغتياله، مشيرًا إلى أنه لعب دورًا مركزيًا في “إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته” و”دعم خلايا المقاومة” على مدار سنوات طويلة في الضفة الغربية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه استهدف المقدح يوم الأربعاء، حيث قصفت طائرة مسيرة سيارة رباعية الدفع في منطقة الفيلات بمدينة صيدا جنوبي لبنان.
والمستهدف هو شقيق القيادي الفلسطيني في حركة فتح، منير المقدح، قائد ”كتائب شهداء الأقصى”، التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. وكانت إسرائيل قد اتهمته بتهريب السلاح إلى الضفة الغربية.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني والقوى الأمنية هرعت إلى مكان القصف الواقع بالقرب من مسجد الإمام علي في صيدا. وقد شوهدت أعمدة الدخان تغطي سماء المنطقة بينما تم انتشال جثة من السيارة وسط حشد من الناس.
وفي تصريحات إعلامية له، أعلن منير المقدح عن مقتل شقيقه في الغارة الإسرائيلية على صيدا. وأضاف أن خليل كان “عميداً في حركة فتح وكان مسؤولاً عن إمداد المقاومة داخل فلسطين”، مهددًا بالرد على مقتله “في الداخل الإسرائيلي”.تعتبر منير المقدح شخصية عسكرية بارزة منذ ستينيات القرن الماضي، حيث كان أحد القيادات العسكرية في “كتائب شهداء الأقصى”. وقد أشار إلى أنه كان “مسؤولاً عن التجهيز اللوجستي لكتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية”.
يُذكر أن منير المقدح، وهو “لواء في حركة فتح”، له وجود كبير في مخيم عين الحلوة بصيدا، الذي يُعد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وكان يعلن خلال فترات سابقة دعمه لمقاتلي “كتائب شهداء الأقصى” في الضفة الغربية، ويقوم بمدهم بالأموال وأحيانًا بتهريب الأسلحة.
في وقت سابق، أعلنت إسرائيل عن توقيف خلية تابعة للمقدح أثناء محاولتها التسلل إلى الداخل وضبطت بحوزتها كمية من الأسلحة. وفي بيان صادر في مارس الماضي، ذكرت أن “جهاز الأمن العام وجيش الدفاع أحبطا تهريب وسائل قتالية متطورة مصدرها إيران والتي كانت مخصصة لمناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) بهدف تنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية”.
وأفادت التحقيقات وفقًا للبيان بأنها كشفت معلومات حول نشاطات منير المقدح المعروف منذ سنوات طويلة بأنه يعمل لصالح حزب الله والحرس الثوري الإيراني ويواصل محاولاته للترويج لعمليات إرهابية.
وصنفت إسرائيل نشاطات منير المقدح على أنها “بالغة الخطورة”، متوعدة بملاحقته والخلايا التي يجندها داخل الأراضي الإسرائيلية والضفة الغربية. كما نشرت قائمة بالأسلحة المهربة والمضبوطة التي شملت عبوات ناسفة وقنابل يدوية ومواد متفجرة بالإضافة إلى مسدسات وقذائف صاروخية مضادة للدروع.
ويُعتبر هذا الاستهداف الأول من نوعه الذي يستهدف قيادات حركة فتح و”كتائب شهداء الأقصى” في لبنان، حيث كان التركيز الإسرائيلي سابقًا على استهداف قيادات حركة حماس (المصنفة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) والجماعة الإسلامية المرتبطة بها.
