سواء كنت تسمي [القانون] تفكيكًا أو حظرًا، فإن الشيء الواضح هو أنه عبء على حرية التعبير في تيك توك، لذا فإن التعديل الأول ينطبق”، هكذا جادل محامو تيك توك أمام المحكمة العليا الأمريكية يوم الجمعة.
تُعتبر جلسات الاستماع في المحكمة العليا اليوم بداية النهاية لمعركة تيك توك القانونية الطويلة ضد الحكومة الأمريكية. بدأت الجلسة في الساعة 10 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة واستمرت لأكثر من ساعتين. خلال هذا الوقت، قدم محامو تيك توك والمستشارة العامة للولايات المتحدة إليزابيث بريلوغار حججهم الأولية وأجابوا على أسئلة القضاة.
كما هو الحال في الإجراءات القضائية السابقة، جادلت الحكومة الأمريكية بأن تطبيق الفيديو الشهير قد يشكل تهديدًا للأمن القومي ويمكن استخدامه من قبل الحكومة الصينية للتجسس على الأمريكيين. كانت تيك توك ثابتة في نفيها لهذه الاتهامات، قائلة إن القانون الذي تم تمريره عام 2024 – والذي تم التصويت عليه بأغلبية كبيرة في كلا مجلسي الكونغرس وتم توقيعه ليصبح قانونًا من قبل الرئيس بايدن – ينتهك حقوق التعديل الأول لـ 170 مليون مستخدم نشط لتيك توك في الولايات المتحدة. تأتي هذه الجلسات بعد تسعة أيام فقط من الموعد النهائي المحتمل للتفكيك أو الحظر المقرر في 19 يناير.
بدأ المحامي نويل فرانسيسكو جلسة الاستماع. طرح القضاة العديد من الأسئلة لفهم العلاقة بين تيكتوك أمريكا وشركتها الأم الموجودة في الصين – وبشكل خاص ما هو خطر “التلاعب السري بالمحتوى” وما يعنيه ذلك بالضبط. للإشارة إلى الغرض من الجلسة، كان المصطلح يشير إلى إمكانية قيام جهات ذات دوافع سياسية بتعديل خوارزميات تيكتوك لتغيير مقاطع الفيديو التي يراها المستخدمون.
كانت نقطة خلاف رئيسية خلال الجلسة هي الأدلة السرية المقدمة من الحكومة الأمريكية، وهو أمر لم يتم حله خلال إجراءات المحاكم الدنيا. بينما كان القضاة يستجوبون فرانسيسكو، أكد أحد الأسئلة أن الحكومة الأمريكية “تعترف بأنه ليس لديها دليل على أن تيكتوك قد شاركت في تلاعب سري بالمحتوى داخل هذا البلد”، لكن الطرفين يختلفان حول ما إذا كانت بايت دانس قد “استجابت لمطالب جمهورية الصين الشعبية بفرض رقابة على المحتوى خارج الصين”.
اختتمت بريلوغار جلسة الاستماع قائلةً في بيانها الافتتاحي: “مجموعة البيانات الهائلة الخاصة بتيكتوك ستمنح جمهورية الصين الشعبية أداة قوية للمضايقة والتجنيد والتجسس”. وأثارت مخاوف بشأن أن البيانات ليست فقط للمستخدمين ولكن أيضًا للأشخاص الآخرين ضمن جهات الاتصال الخاصة بهم، وعبرت عن قلق خاص بشأن بيانات المراهقين والأطفال الصغار التي تكون معرضة للخطر.
أحد اللحظات الملحوظة خلال الجلسة كانت عندما جادلت بريلوغار بأن بايت دانس ستستخدم المنصة الاجتماعية لإثارة الفتنة بين الأمريكيين وإبعاد انتباههم عن التلاعب الصيني؛ فرد رئيس القضاة روبرتس قائلاً: “هل يمكن أن تحاول بايت دانس عبر تيكتوك جعل الأمريكيين يتجادلون مع بعضهم البعض؟ إذا فعلوا ذلك، أقول إنهم يفوزون”.
ماذا سيحدث بعد ذلك مع تيكتوك؟
الخطوة التالية هي أن تتداول المحكمة ثم تصدر حكمها النهائي بشأن القضية. لا نعرف بالضبط متى ستصدر قرارها.
إذا قررت المحكمة العليا أن القانون ينتهك التعديل الأول، فقد تلغي المحكمة هذا القانون. وإذا وجدت المحكمة العليا أن القانون لا ينتهكه وأيدته ، فلن يكون لدى تيكتوك سوى بضعة أيام للعثور على مشترٍ أمريكي للتطبيق للامتثال لموعد 19 يناير المحدد لذلك. قالت بايت دانس إنها مستعدة لإغلاق التطبيق في الولايات المتحدة إذا حكمت المحكمة ضدهم ، حيث قال فرانسيسكو إن تطبيق TikTok سيصبح “معتمداً” اعتباراً من 19 يناير.
موعد 19 يناير هو أيضًا اليوم الذي يسبق تنصيب ترامب المتوقع كرئيس جديد. وقد أشار الرئيس المنتخب ترامب مؤخرًا إلى أنه لم يعد يعارض حظر TikTok ، وهو تحول جذري عن موقفه خلال ولايته الأولى. الأسبوع الماضي ، قدم محامو ترامب مذكرة صديق للمحكمة تتعلق بالقضية دون اتخاذ جانب معين ولكن طلبوا تأجيل الحظر لمنح ترامب الوقت للوصول إلى “حل سياسي”، رغم أن المذكرة لم تقدم أي تفاصيل ملموسة حول كيفية حدوث ذلك . وفي كلتا الحالتين ، لن يتمكن ترامب من القيام بأي شيء حتى يتم تنصيبه كرئيس يوم العشرين ، لذا قد يكون هناك فترة انقطاع للخدمة.
