مجلس الأمن يناقش أزمة أبيي: هل ينجح الحوار بين السودان وجنوب السودان في تحقيق السلام؟
بدأت مارثا بوبي، مساعدة الأمين العام للشؤون الأفريقية في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، إحاطتها للمجلس بالحديث عن أن الحرب في السودان لا تزال تترك آثارًا كبيرة على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية في السودان وجنوب السودان، بما في ذلك منطقة “صندوق أبيي” التي تعمل فيها قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا).
وأشارت بوبي إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص عبروا الحدود من السودان إلى جنوب السودان هربًا من الحرب. وقالت: “مثل مواطني جنوب السودان أنفسهم، يواجه اللاجئون ظروفًا صعبة دون تمكنهم من الوصول إلى ما يكفي من الماء النظيف والغذاء والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الضرورية”.
وفي صندوق أبيي، يستمر انتشار الأسلحة الخفيفة والثقيلة. وأفادت المسؤولة الأممية بأن مسؤولي جنوب السودان أبلغوا عن توغل مجموعة من مقاتلي قوات الدعم السريع الذين نهبوا مقاطعتين في المنطقة.
كما أفادت بوبي بأن تحركات الجماعات المسلحة تفاقم الوضع الأمني الهش في جنوب السودان وأبيي، خاصة فيما يتعلق بالتوتر القائم بين مجتمعي تويك ميارديت ودينكا نقوك عبر ولاية واراب وأبيي.
وتطرقت بوبي أيضًا إلى التحديات المرتبطة بالمناخ التي زادت تعقيد الوضع. وقالت إن السكان في جنوب السودان والسودان وأبيي تأثروا بشكل كبير بالأمطار الغزيرة والفيضانات خلال شهري أكتوبر وسبتمبر. وفي أبيي وحدها شُرد أكثر من 18 ألف شخص وهُدم أكثر من 3000 منزل، كما دمرت الفيضانات المحاصيل والبنية التحتية وعطلت الخدمات الصحية والتعليمية مما زاد مخاطر انتشار الأمراض.
وتحدثت مارثا بوبي عن تأثر سكان ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بالحرب الدائرة منذ 15 نيسان/أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وقالت بوبي إن الحرب لا تزال تعد مصدرًا كبيرًا لانعدام الاستقرار في منطقتَي القرن الأفريقي والساحل بسبب العواقب الأمنية والإنسانية والاقتصادية الوخيمة على جيران السودان.
وذكرت أن تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2046 بشكل كامل أمر مستحيل بدون حل الصراع في السودان. وأضافت: “إن أثر هذه الحرب على المنطقة يتطلب استجابة متناسقة من جميع أجهزة الأمم المتحدة والشركاء الدوليين المعنيين. إن مكتب المبعوث الخاص للقرن الأفريقي سيواصل دعم جهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان سعيًا لتأمين وقف مبكر لإطلاق النار يكون قابلاً للتحقيق ومستداماً”.
وأضافت أن المكتب سيواصل أيضًا دعم الدور المُعزز للاستقرار لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان والبعثة الأممية في أبيي بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) وغيرهما من الشركاء.
وأفادت المسؤولة الأممية بعدم حدوث تقدم هذا العام على مسار الحوار بين السوداني وجنوب السوداني بشأن الوضع النهائي لأبيى والقضايا الحدودية. وقالت إن بعثة الأمم المتحدة (يونيسفا) ستواصل مراقبة الوضع والظروف التي قد تكون مواتية لاستئناف المحادثات.
وتستمر البعثة بالتركيز على دعم الاستقرار على الأرض في أبيى. وذكرت المسؤولة الأممية أن تحسين العلاقات بين مجتمعي دينكا نقوك والمسيرية كسب زخماً ولم تبلغ البعثة عن أي اشتباكات مؤخرًا.پ
Tحد آخر تحدث عنه بوبى هو استمرار وجود أفراد أمن جنوبيون فى جنوبي أبى . وقالت ان هذا الانتشار ينتهك اتفاق عام 2011 بين سودانى وجنوبيه حول إدارة وأمن أبى ، وقد أدى الى قيود متكررة على حرية حركة اليونيسفا بما يتناقض مع الاتفاق المتعلق بوضع القوات .