ما هي تدوير الوظائف؟ اكتشف المزايا والعيوب قبل أن تجربها!
دوران الوظائف: هل هو الخيار الصحيح لمؤسستك؟
على الرغم من أن مشاركة الموظفين أصبحت ذات أهمية متزايدة للأعمال، إلا أن الأرقام ليست مشجعة للغاية. الحقيقة هي أن بعض الموظفين أصعب في الاحتفاظ بهم من الآخرين. خاصة مع دخول الموظفين الأصغر سناً – جيل الألفية وجيل Z – إلى سوق العمل بشكل كبير، يجد أصحاب العمل أنفسهم مضطرين لاستكشاف طرق جديدة لتعزيز المشاركة والاحتفاظ بالموظفين. إحدى الطرق الإبداعية لتحقيق ذلك هي السماح للموظفين بتجربة دور جديد أو، بعبارة أخرى، ممارسة دوران الوظائف. ولكن ما هو دوران الوظائف وكيف يمكنك تحديد ما إذا كان مناسبًا لشركتك؟ اقرأ هذا المقال لاكتشاف المزيد حول هذا الموضوع واستكشاف بعض مزاياه وعيوبه الرئيسية.
ما هو دوران الوظائف؟
فهم ما يتعلق به يصبح أسهل بمجرد تقسيم هذه الاستراتيجية إلى كلمتين تشكلانه. بشكل أساسي، يسمح برنامج دوران الوظائف للموظفين بتجربة أدوار مختلفة داخل مؤسستهم. لفترة محددة من الوقت، يتولى الموظفون مهام ومسؤوليات وظيفة أخرى قبل العودة إلى وظيفتهم الأصلية. بالإضافة إلى السماح للموظفين باستكشاف المهارات التي لا يستخدمونها عادةً بانتظام، يساعد دوران الوظائف أيضًا على فهم أفضل لثقافة المنظمة وقيمها والعمليات الأساسية.
4 أنواع من دوران الوظائف
من المهم معرفة أن برامج الدوران لا تؤثر على راتب الموظف ولا تعادل ترقية، على الرغم من أنه ليس مستحيلاً أن تؤدي إلى واحدة منها. لفهم هذا المفهوم بشكل أفضل والفرص التي يمكن أن تفتح أمام الموظف، دعنا نستعرض الأنواع الأربعة الأكثر شيوعًا لدوران الوظائف.
1. الدوران الأفقي
في هذا البرنامج لدوران الوظائف، يدور الموظفون عبر أدوار مختلفة ضمن نفس المستوى الهيكلي لوظيفتهم الأصلية. يضمن الدوران الأفقي بقاء مستوى المسؤولية والتعقيد كما هو بينما يحصل الموظفون على رؤى جديدة في مجالات خبرة جديدة. تساعد هذه الطريقة الموظفين على تطوير فهم شامل لقسمهم أو منظمتهم ككل.
2. الدوران العمودي
على عكس النموذج السابق، ينطوي الدوران العمودي على نقل الموظفين إلى وظائف أعلى أو أدنى في التسلسل الهرمي مقارنة بوظيفتهم الحالية. بالنسبة لمدير مبتدئ ، قد يعني ذلك الانتقال عبر أدوار مختلفة بدءًا من المستوى المبتدئ وصولاً إلى المناصب الإدارية العليا . الغرض من هذه الطريقة هو مساعدة الموظفين على تعزيز مهارات القيادة لديهم استعدادًا لترقية مستقبلية.
3. الدوران الجاني
يشبه الدوران الجاني الأفقي فيما يتعلق بالهيكل والتعقيد . ومع ذلك ، بدلاً من الاقتصار على النقل داخل قسم أو وظيفة معينة ، تعرض عمليات النقل الجانية موظفيها لأقسام ذات وظائف متميزة . فعلى سبيل المثال ، قد ينتقل موظف في قسم التسويق إلى تطوير المنتجات . يعزز هذا النموذج التعاون بين الأقسام واكتساب المهارات والابتكار عن طريق تشجيع تبادل الأفكار ووجهات النظر بين العاملين .
4. الدوران الجغرافي
كما يوحي الاسم ، فإن التناوب الجغرافي ليس مركزاً حول الهيكل ولكن بدلاً منه يركز علي الموقع . في هذا النموذج ، يتم نقل العمال إلي مواقع جغرافية مختلفة أو فروع دون الحاجة إلي تولي دور مختلف تماماً . يهدف تناوب العمل الجغرافي إلي تعريف العمال بأسواق متنوعة وبيئات عمل متعددة مما يساعد علي توسيع آفاقهم وكسب منظور عالمي أكثر عن مؤسستهم .
الآن بعد أن تعرفت كل شيء عن ما هو دوران العمل وأنماطه المختلفة حانت اللحظة للتعمق في أهم مزاياه وعيوبه.
5 مزايا يمكنك الاستفادة منها
1- تسليط الضوء أين يعمل أفضل
عند توظيف موظف جديد قد تعتقد أنه مناسب تمامًا فقط للوظيفة التي تقدم لها لكن يمكن ان يفاجئوك هم وكذلك أنفسهم حيث يمكن لبرنامج تدوير العمل نقله الى منصب جديد بالكامل ولكنه يتناسب مع مهاراته بشكل غير متوقع لكن حتى لو لم تكشف عن موهبة خفية فإن تدوير العمل يعد وسيلة رائعة لإخراج العاملين خارج منطقة الراحة الخاصة بهم وإلقاء الضوء علي نقاط قوتهم وضعفهم مما يساعد علي تحسين أدائهم .
2- تقليل الملل والركود
يمكن للعمل لفترة طويلة بنفس المنصب ان يجعل العامل يشعر بعدم الانخراط او الركود ومع ارتفاع مستويات عدم الانخراط كمصدر قلق متزايد للشركات يمكن ان تثبت البرامج الدوارة انها اداة مفيدة لمساعدة العمال لاستعادة حماس الذهاب للعمل حيث ستساعد المسؤوليات الجديدة وزملاء العمل المختلفون العاملين لرؤية مؤسساتهن بطريقة جديدة وتجنب الشعور بالملل ناهيك عن ان تغيير الروتين الخاص بهم يمكن ان يشعل فضولهن وإبداعهن .
3- تعزيز التعلم والتنمية
توفير فرص التعلم يعد ميزة قيمة للشركات التي ترغب في الحفاظ علي سعادة موظفيها ورضاها يعتبر تدوير الأعمال مثالياً لتعزيز مجموعة مهارات العمال وذلك بتعرضه لأجواء جديدة ومساعدته اكتساب مهارات جديدة بصورة طبيعية ومن خلال التدريب المتبادل يتحرك العمال عبر الأقسام المختلفة لشركتهم ويجمعون رؤى ومعلومات قيمة لن يتمكنوا الوصول إليها بخلاف ذلك كنتيجة لذلك يصبحون قادرين علي النمو مهنياً ويصبحوا أكثر توافقاً مع المهمة والأهداف العامة للشركة .
4- تحسين مشاركة وحفظ الموارد البشرية
يمكن لبرامج تدوير الأعمال زيادة مشاركة الموارد البشرية بمساعدتها لهم لفهما جوانبها المعقدة وكيف تساهم أعمالهن لتحقيق أهداف المؤسسة وهناك طريقة أخري تزيد بها المشاركة وهي منح الفرصة للعاملين لاستكشاف مسارات مهنية بديلة كانوا ربما يهتمون بها دون مغادرة الشركة حيث يستطيعون تجربة وظائف مختلفة وقد يقرروا اتخاذ دور جديد بدوام كامل وفي جميع الأحوال فإن تنفيذ برنامج دوارن الأعمال يسلط الضوء التزام الشركة بالترويج للمشاركة والنمو وبالتالي تقليل معدلات الاستنزاف الوظيفي .
5- إعداد مؤسستك للمستقبل
الأمور قد تكون غير قابلة للتنبؤ في قطاع الأعمال فقد تؤدي التغيرات المفاجئة للصناعة او نقص المواهب او الاستقالات الي وضع شركتك الهش الا اذا كنت تمتلك البصيرة للاستعداد لما هو غير متوقع عبر برامج دوارن الأعمال وعندما يتولي العاملون ادوارا مختلفة ويكتسبوا مهارات جديدة تطور قوة عاملة مرنة ومتعددة الاستخدامات بهذه الطريقة إذا غادر شخص ما تستطيع فريقكم تغطية مسؤولياته بينما تأخذ الوقت الكافي لإيجاد البديل المناسب بدلًا من توظيف أول شخص يدخل الباب .
4 عيوب يجب الحذر منها
1- قد تكون مكلفة وتستهلك الوقت
على الرغم من فوائدها العديدة تأتي تكلفة تنفيذ برامج دوارن الأعمال بالنسبة للشركات عندما يتولى العمال دورا جديدا فمن الطبيعي أنهم لن يعرفوا حقا ماذا يفعلون حتى مع مساعدة زملائهم سيحتاج هؤلاء لتلقي تدريب لضمان تحقيق النتائج الأفضل ويتطلب تقديم تدريب كافٍ لموظفيكم وقتاً وجهداً كبيرين وهو أمر ليس بإمكان جميع الشركات تحمله ومع ذلك إذا كنت تعرف ماذا تريد الحصول عليه نتيجة لهذه البرامج فقد يكون الاستثمار يستحق العناء بالفعل .
#### 2- تأثير الإنتاجية
عند الانتقال لقسم جديد يعاني العمال منحني تعلم يؤثر سلبيا عليهم وقدرتاتهم الإنتاجيه وحتى يحصلوا الدعم الذي يحتاجونه ربما يظهر عليهم ضعف الأداء او ارتكب الأخطاء والتي تؤثر سلبيا علي نجاح المؤسسة وأحياناً سمعتها وهذا شيء يجب مراعاته بعناية بالنسبة للأعمال التجارية التي تتعامل أساسا مع العملاء لأن التغييرات المستمرة داخل الفرق يمكن ان تؤدي الي إحباط وعدم فعالية التواصل علاوةً علي ذلك فإن تغيير المواقع بصورة منتظمة قد يؤدي الي إرهاق بعض العاملين مما يؤدي لانخفاض مشاركتن وكفاءتهن بمرور الوقت .
#### 3- ليست علاج لكل المشاكل
إنّ دورة عمل ليست الحل لجميع مشاكلكم رغم أنها تستطيع تعزيز مشاركة القوى العاملة وتنميتها إلا أنّ الحقيقة هي أنها لا تعمل للجميع وليس كل عامل يستجيب لها جيدًا إذ ربما يكون سعيدًا بوضعه الحالي ولا يرغب بتجربة أدوار أخرى علاوةً علی ذالك فأنّ دورة عمل لاتعود بالنفع علی المحترفيّن ببعض الصناعات خصوصاً تلك المراكز عالية المهارة والتي تتطلب تدريبا مكثفا مثل الأطباء والمحامين والمهندسين لذا فإنه مهم معرفة ماذا تحاول تحقيقه باستخدام نظام الدورات وضمان توافقه مع احتياجاتكم المحددة.
#### 4 – إمكانية حدوث إحباط لدى العامل
غالبا مايؤدي نظام الدورات الى شعور بالإحباط لدى العديد منهم وعلى الرغم أنه ليس موصى به منذ البداية إلا أنّ هناك حالات يُضطر فيها البعض للمشاركة فيه وهذا يجعل هؤلاء يشعرون بأنّ تم إبعادُهِم عن أعمالهِم مما يُثير القلق بشأن عبء عملِهِم وفرص الترقي المستقبلية وفي نفس الوقت فإنَّ التنقل المتكرر بين الأدوار يُمكن أن يكون مُرهِقا للعاملِين الذين ربما يكونُون سعداء بمناصبِهِم وغير مُتحمسِين لخوض مجالات خبرةٍ جدِيْدةٍ أو يشعرُون بالتعب بسبب التدريب المستمر.
### الخلاصة
بالرغم أنه ليس دائمَا سهلا وبالتأكيد ليس للجميع إلا أنّ العديد مِنَ الشركات نجحت بتنفيذ برامج دوارن الوَظائِف لذلك قبل تطبيق هذه الإستراتيجية فإنه مهم تحليل احتياجات شركتك وتحديد الطرق المحددة التي يمكن لدورة الوَظائِف مساعدتك فيها نأمل بأن يقدم لك المقال معلومات كافية حول ماهو نظام الدورة وكيف يؤثر عليك وعلى نشاطكَ التجاري ونشجعكَ لتجربته بنفسكَ.