الاقتصاد

ماسك: الطلب على الشحن لا يشير إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة!

عملاق الشحن “ميرسك”، الذي يُعتبر مقياسًا للتجارة ‌العالمية،⁣ لا يرى علامات على حدوث ركود في الولايات المتحدة حيث تظل طلبات الشحن قوية، وفقًا لما صرح به الرئيس التنفيذي للشركة يوم⁢ الأربعاء.

قال فينسنت كليرك خلال حديثه مع برنامج “Squawk Box Europe” على قناة‍ CNBC: “لقد شهدنا ‍في العامين الماضيين ⁣أن سوق حاويات الشحن ظل مقاومًا بشكل⁣ مدهش ​لكل ‌المخاوف المتعلقة بالركود”.​ وأضاف⁤ أن⁢ الطلب على الحاويات ‍يعد⁣ مؤشرًا ⁤جيدًا للقوة الاقتصادية الكلية.

وأشار كليرك إلى أن المخزونات الأمريكية – السلع المخزنة ‍قبل التسليم أو المعالجة – “أعلى مما كانت عليه‍ في بداية العام، لكنها⁢ ليست عند مستوى يثير القلق أو يبدو ⁤أنه يشير إلى تباطؤ كبير ‌وشيك”، رغم⁢ أنه ⁤لاحظ بعض عدم اليقين في الأرقام الخاصة ‌بالشركات التي تعيد ملء مخزونها.

وأضاف:⁢ “ننظر ​أيضًا ‍إلى طلبات ⁤الشراء من العديد من تجار​ التجزئة والعلامات التجارية الاستهلاكية⁢ التي تحتاج ‍إلى ‌استيراد السلع ‍إلى الولايات ⁤المتحدة ⁤لتلبية الطلب المتوقع الشهر المقبل، ويبدو أن ​الوضع لا يزال قويًا … ‍على الأقل البيانات والمؤشرات التي لدينا تشير إلى وجود ​مستوى​ جيد من الثقة بأن مستويات الاستهلاك⁣ الحالية في الولايات ⁤المتحدة ستستمر”.

شهدت الأسبوع الماضي تصاعداً مفاجئاً للقلق بشأن الركود‍ في ‍أكبر⁣ اقتصاد⁤ عالمي، وهو الاقتصاد الأمريكي، بعد مجموعة من‌ بيانات الوظائف ⁤الضعيفة التي ​قسمت آراء الاقتصاديين والمشاركين في السوق.

وارتفعت ⁣مخزونات ‍تجارة التجزئة الأمريكية – وهي مقياس للبناء غير​ المرغوب فيه -⁤ بنسبة 5.33%⁤ عن العام الماضي لتصل إلى 793.86 مليار دولار وفقاً لأحدث إصدار من مكتب الإحصاء الأمريكي.

وأفاد تقرير ⁣صدر عن منصة ⁢تأجير الحاويات Container xChange يوم الأربعاء بأن المؤشرات‌ تشير إلى أن المخزونات أعلى‌ من الطلب، مما يعني فترة⁣ أقل ازدهاراً ⁢قادمة لتجار الحاويات وسوق اللوجستيات وتجار التجزئة الذين قاموا ‌بتخزين البضائع.

قال كليرك إن الشركة⁤ تفاجأت بمرونة‌ أحجام الحاويات خلال ​السنوات القليلة الماضية وتوقع استمرار ذلك خلال الأرباع القادمة دون أي مؤشرات تدل على توجه الاقتصاد العالمي نحو الركود.

استمرت الصادرات ⁤الصينية كعجلة خلف أحجام الحاويات القوية حيث زادت النسبة العالمية للحاويات القادمة من الصين أو⁣ المتجهة إليها. ⁤

في عام 2022، كان لدى‌ الشركة الدنماركية نظرة ⁤أكثر تشاؤمًا حيث حذرت من تأثير التضخم وتهديد الركود العالمي وأزمة الطاقة الأوروبية والحرب في ⁣أوكرانيا على الطلب.

أدت مجموعة هذه العوامل إلى انخفاض أسعار الشحن عام 2023 مما أدى لانخفاض أرباح ميرسك. ومع ​ذلك تم⁣ عكس هذا الاتجاه جزئيًا هذا العام​ وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في البحر ‌الأحمر والتي دفعت شركات الشحن لتحويل طرق التجارة حول ⁢الساحل⁢ الجنوبي لأفريقيا مما ⁢زاد أوقات​ الرحلات وأخرج القدرة الإنتاجية‌ من النظام العالمي.

توقع كليرك استمرار تحويلات البحر الأحمر حتى نهاية ⁤العام الحالي. وقال: ⁣”هذا يتطلب ⁤بالطبع المزيد من القدرة والمزيد‌ من السفن لنقل​ التجارة العالمية⁢ حول العالم وقد خلق⁤ ذلك بعض النقص هنا خلال الربع الثاني والثالث الذي نتعامل معه حاليًا”.

وأضاف: “هذا يعني أنه على المدى القصير ‍ستكون هناك تكاليف⁢ أعلى وقد اضطررنا لتحمل تكاليف كبيرة نتيجة لذلك سواء فيما⁢ يتعلق بالحاجة لمزيدٍ من السفن⁣ أو ⁢الحاجة‌ لمزيدٍ من الحاويات للقيام بالعمل المطلوب منا”.

إذا استمرت الحالة كما هي ​عليه ​الآن ستشهد ميرسك تضخم كبير جدًا ضمن قاعدة​ تكاليفها والذي سيتعين عليها تمريره للعملاء ‌مع زيادة تكلفة ⁣الطرق بين آسيا وأوروبا أو الساحل⁢ الشرقي للولايات المتحدة ​بنسبة تتراوح بين 20% و30%.

كان⁢ تأثير قيود القدرة الإنتاجية إيجابيًّا بالنسبة لهامش ​الربح لشركة ميرسك الدنماركية وقاد لثلاث ترقيات للأرباح⁣ خلال الأشهر الأخيرة حسبما أضاف كليرك.

أعلنت شركة ميرسك⁢ يوم الأربعاء عن انخفاض الأرباح الأساسية السنوية بمقدار 623 مليون دولار⁣ مقارنة بـ1.346 ‍مليار ‍دولار خلال الربع الثاني وانخفاض الإيرادات بمقدار 12.77 مليار دولار مقارنة بـ12.99 مليار دولار.

بينما كانت النتائج ضعيفة سنويًّا إلا أن الشركة قالت‌ إن هوامش شحن المحيط​ كانت أفضل بكثير مقارنة بالربع الأول لعام 2024 والربع الرابع لعام ⁢2023⁣ بهامش ربح قبل الفوائد والضرائب بلغ 5.6% مقابل -2% ‍و-12.8% للفترات السابقة.

انخفضت ‍أسهم ميرسك بنسبة 1.6% عند الساعة الثانية عشرة وخمس وأربعون دقيقة ظهر‍ يوم ⁣الأربعاء‌ بتوقيت لندن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى