التعليم

لماذا لا يزال الأطفال يواجهون صعوبات في المدرسة بعد 4 سنوات من الجائحة؟ اكتشف الأسباب والحلول!

لم تكشف شركة “Curriculum Associates” عن تدهور ‌كبير ​كما فعلت “NWEA”، لكنها وجدت ركودًا واسع النطاق‍ في عام⁢ 2023-24، وفقًا لتقرير صدر في 19⁢ أغسطس 2024. وصفت ​الباحثة كريستين هاف الفروق العددية بأنها صغيرة تتعلق بكون هذه⁤ اختبارات مختلفة، يتم إجراؤها من ⁢قبل طلاب مختلفين وتستخدم طرقًا ‌مختلفة لتحليل الأرقام. وأكدت أن الرسالة الرئيسية من جميع التقارير هي نفسها: “كأمة، لا زلنا نشهد التأثير المستمر للاضطراب الذي حدث في التعليم⁢ والتعلم”، كما قالت هاف، نائبة رئيس التقييم والبحث في شركة Curriculum Associates.

باختصار، لا يزال الأطفال متأخرين ولم يتعافوا. وهذا يؤثر على آفاق العمل ومستوى ⁢المعيشة لهؤلاء الأطفال في المستقبل.‍ وفي النهاية، قد تؤدي قوة العمل الأقل إنتاجية إلى إعاقة الاقتصاد الأمريكي، وفقًا لتوقعات الاقتصاديين وشركات الاستشارات.

من ‌المهم التأكيد على أن الطلاب الفرديين لم⁣ يتراجعوا ‍أو‍ لا يعرفون أقل مما كانوا يعرفونه سابقًا. ​فمتوسط طلاب الصف السادس‌ يعرفون اليوم في عام 2024 أكثر مما كانوا يعرفونه في الصف الأول⁣ عام ⁣2019. لكن وتيرة ‌التعلم أو معدل النمو الأكاديمي كانت غير مستقرة منذ عام 2020، حيث فقد بعض ⁢الطلاب العديد من أشهر التعليم. وطلاب ​الصف السادس في عام 2024 يعرفون بشكل متوسط أقل بكثير مما كان يعرفه طلاب الصف السادس‍ قبل ذلك.

وجدت ‌شركة “Renaissance”، وهي شركة ثالثة، نمطاً مختلطاً⁤ من التعافي والركود والتدهور اعتماداً على الصف والمادة الدراسية. (شاركت الشركة نتائجها الأولية منتصف العام معي عبر البريد الإلكتروني بتاريخ 14‌ أغسطس 2024.) والأكثر ​إثارة للقلق هو أنها وجدت أن مهارات الرياضيات لدى الطلاب الأكبر سناً (من الصف الثامن إلى الثاني عشر) تتقدم ببطء شديد لدرجة أنهم ‍أصبحوا متأخرين أكثر مما كانوا عليه بعد الخسائر الأولية الناتجة عن‌ الجائحة. كان هؤلاء الطلاب يدرسون بين الصف الرابع والثامن عندما بدأت‌ الجائحة لأول‍ مرة في مارس 2020.

على ⁣الجانب الإيجابي، وجدت تحليل Renaissance أن طلاب الصف الأول خلال العام الدراسي 2023-24 قد تعافوا تمامًا وأداؤهم يتماشى مع ما كان يمكن لطلاب⁤ الصف الأول القيام به قبل الجائحة. وكان طلاب⁢ المدارس الابتدائية من صفوف الثاني إلى السادس ⁣يحققون تقدمًا بطيئًا وما زالوا متأخرين.

وأشارت Curriculum⁢ Associates إلى نقطتين إيجابيتين غير متوقعتان ضمن نتائج تقييماتها: الأولى هي مهارات الصوتيات؛⁤ حيث أنه بنهاية العام الدراسي‌ 2023-24​ كان عدد كبير من أطفال الروضة يمتلكون مهارات صوتيات تناسب مستواهم مثل نظرائهم الذين درسوا قبل الجائحة – أي أربعة من كل خمسة أطفال روضة – . كما وجدت الشركة ‍أيضًا⁢ أن ‍المدارس التي تضم غالبية الطلاب السود ⁤أظهرت تقدمًا ‌أفضل نسبيًّا⁤ للتعويض عن الفجوات التعليمية؛​ حيث قالت هاف: “إنه صغير والفجوات لا تزال ​موجودة ولكنها علامة أمل”.

إليك ثلاثة مخططات وجدول بيانات من ثلاث شركات اختبار مختلفة‌ توفر لمحات مختلفة ‍عما نحن عليه الآن:

[مخططات وبيانات]

فهم سبب ركود التعافي وأحياناً تفاقمه خلال العام الماضي أمر صعب؛ إذ إن تحليلات درجات الاختبار لا تقدم تفسيرات واضحة ولكن الباحثين​ شاركوا​ مجموعة متنوعة من ​النظريات.

إحدى هذه النظريات تشير إلى أنه‍ بمجرد وجود الكثير⁤ من الثغرات​ في المهارات الأساسية لدى الطلاب يصبح الأمر صعبا عليهم تعلم مواضيع ⁣جديدة بمستوى صفهم ⁢كل سنة.

قالت لويس ​التابعة لـ NWEA: “أعتقد أن هذه مشكلة ‌تنمو وتتراكم”. واستشهدت بمثال لطالب بالصف السادس⁣ ما زال يعاني مع القراءة قائلةً: “هل يمتلك معلمو الصف السادس نفس المهارات والأدوات لتعليم ‌القراءة مثل معلمي صفوف الثاني أو الثالث؟ أشك بذلك”.

وتخيلت هاف أنه عندما يكون هناك نسبة عالية جدًا من الطلاب المتخلفين فإن الفصل الدراسي بأسره يتغير؛ فقد يكون ⁣المعلم قادرًا على إعطاء المزيد من الاهتمام الفردي لمجموعة صغيرة تعاني ⁣ولكن يصعب الانتباه للفجوات الفردية عندما يكون هناك العديد منها بين الطلبة.

وقالت إحدى⁢ المعلمات لمادة الرياضيات بالمدرسة الثانوية إنها ‌تعتقد بأن ⁤التعلم فشل بالتعافي واستمر بالتدهور لأن المدارس لم تسارع​ لسد الفجوات مباشرةً⁣ بعد العودة⁢ للدراسة وجهً لوجه بعد جائحة كورونا؛ حيث تم تثبيط إداريي⁣ المدرسة لها عن مراجعة المواضيع القديمة⁢ التي فاتتهم وأخبروها بالمضي قدمًا بالمحتوى الخاص بمستوى صفهم الحالي.

“كانت الكلمة السائدة هي ‘التسريع وليس العلاج’”، قالت المعلمة مضيفةً “هؤلاء الأطفال فقط فاتتهم ثمانية عشر شهر دراسيّ”.

العوامل الأخرى تشمل الغياب المزمن والذي يعد عامل رئيسي آخر؛ ​فإذا كنت غائباً عن المدرسة فمن غير المحتمل‍ أنك⁤ ستلحق بما فاتك.

كما يعتبر​ تدهور الصحة النفسية نظرية رائدة‍ أخرى لصعوبة ​الدراسة؛ إذ​ وثقت⁢ دراسة أجراها باحثون بجامعة جنوب كاليفورنيا انتشار الضغوط النفسية بين الفتيات المراهقات والفتيان الصغار منذ بداية الجائحة.

من السهل القفز لاستنتاج ⁣بأن الـ190 مليار دولار التي​ قدمتها الحكومة الفيدرالية للمدارس لتعويض آثار الوباء لم تنجح‍ (الموعد النهائي للتوقيع على العقود لإنفاق ما‍ تبقى هو سبتمبر المقبل). لكن ​هذا لا يروي القصة كاملة؛ ⁢إذ⁣ تم توجيه معظم الإنفاق لإعادة فتح المدارس وترقية⁣ نظم التدفئة والتبريد والتهوية بينما ‍ذهبت كمية أقل⁣ بكثير للتعافي الأكاديمي مثل الدروس الخصوصية أو المدرسة الصيفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى