لبنان في أزمات: الأمم المتحدة تحذر من أسوأ فترة دموية منذ جيل ومخاوف من مصير غزة!
قال السيد عمران ريزا، متحدثًا من بيروت عبر تقنية الفيديو للصحفيين في جنيف اليوم الجمعة، إن ما لا يقل عن 700 شخص فقدوا حياتهم في أقل من أسبوع وأصيب الآلاف، فيما نزح حوالي “120 ألف شخص خلال ساعات قليلة”.
وأضاف: “نشهد الفترة الأكثر دموية في لبنان منذ جيل، ويعرب الكثيرون عن مخاوفهم من أن هذه ليست سوى البداية”. ولتوضيح الأمور، أشار المنسق الأممي إلى أنه خلال 34 يومًا من الحرب في عام 2006، “كان عدد القتلى ضعف ما حدث يوم الاثنين هذا الأسبوع. لذا فإن مستوى النزوح والصدمة والخوف كان هائلًا”.
وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في لبنان إن النظام الصحي في البلاد منهك بالفعل، خاصة بعد الانفجارات القاتلة لأجهزة الاتصالات، وإن الإمدادات الصحية قد استنفدت تقريبًا. وأضاف أن حوالي 80 ألف نازح لجأوا إلى نحو 500 مأوى حاليًا، بما في ذلك 300 مدرسة تحولت إلى مراكز إيواء مما أثر على تعليم حوالي مائة ألف طالب.
وأشار السيد ريزا إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها ينسقون بشكل وثيق مع الحكومة اللبنانية لدعم جهود الاستجابة الإنسانية، مشددًا على ضرورة وصول الجهات الفاعلة الإنسانية دون عوائق خاصة لأولئك الذين لا يزالون في المناطق المتضررة والملاجئ الجماعية.
قال إنه خلال الأشهر الأحد عشر الماضية كان النزوح غالباً نحو الجنوب والبقاع ولكن الآن أصبح يشمل جميع أنحاء البلاد حيث تجاوز عدد النازحين عتبة المائتي ألف. وقال: “هنا في بيروت هناك الآلاف الذين وصلوا ويتساءلون إلى أين سيذهبون بعد ذلك. كثير من الأشخاص الذين نلتقي بهم يسألون بشكل غير جاد: كيف نصل إلى طرابلس؟”
وأكد السيد ريزا أن الأمم المتحدة تواصل التأكيد بلا كلل على ضرورة حماية المدنيين وعدم استهداف البنية التحتية المدنية وضمان سلامة وأمن جميع موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام القانون الدولي.
وبالنظر إلى المستقبل قال إن الطريق أمامنا “محفوف بعدم اليقين”، مضيفاً أنه بخلاف الإغاثة الفورية “ما نحتاج إليه الآن هو أن تلقي الأطراف أسلحتها وتعطي الأولوية للدبلوماسية وتعيد الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. لا يمكن للمنطقة تحمل المزيد من إراقة الدماء”.
الفرار من أزمة إلى أزمة
وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين فرّ عشرات الآلاف عبر الحدود من لبنان إلى الأراضي السورية حيث تقود الحكومة والشعب السوري والهلال الأحمر الاستجابة. وفي حديثه من المنطقة الحدودية قدر ممثل المفوضية في سوريا غونزالو فارغاس يوسا عدد الأشخاص الذين وصلوا “بأكثر بكثير من 30 ألف شخص؛ حوالي 75% منهم سوريون و20% لبنانيون”.
قال: “إن هؤلاء هم أشخاص يفرّون من القنابل ويعبرون إلى بلد يعاني أيضًا منذ 13 عامًا بسبب أزمته الخاصة والعنف والانهيار الاقتصادي. أعتقد أن هذا يوضح مدى صعوبة الخيارات التي يتعين على السوريين واللبنانيين اتخاذها حاليًا”.
وأشار السيد فارغاس يوسا إلى أن بعض الوافدين أصيبوا “ليس فقط خلال الرحلة الشاقة للغاية للوصول هنا ولكن أيضًا نتيجة مباشرة للانفجارات التي وقعت في لبنان.” وقال: “بالأمس رأينا امرأة تعبر مع طفلين قضيا وكان مقرر دفنهما هنا بسوريا”. strong > p >< p > وأشار السيد فارغاس يوسا الى ان المفوضية وشركائها لديهم بالفعل هياكل قائمة داخل البلاد لدعم العائدين السوريين بمجموعة كاملة الخدمات ويتم توسيع هذه الهياكل لدعم اللاجئين اللبنانيين . كما أشار الى ان معظم اللبنانيين الذين وصلوا حتى الآن تمكنوا بالإقامة مع أقاربهم أو أصدقائهم أو تدبير مساكن خاصة لكن الحكومة السورية تعمل على إنشاء عددٍ كبيرٍ مِن المراكز الجماعية لإيواء اللبنانيين المعوزين . p >< p > وأضاف بأن السلطات السورية وضعت إجراءات ميسرة لدخول اللبنانيين الى سوريا وخلال الـ72 ساعة الماضية سُمح لهم بالدخول طالما أنهم يحملون أي نوعٍ مِن الأوراق التي تُظهر أسماءهم وهذا أمرٌ استثنائي للغاية . p >< p > ورداً على أسئلة الصحفييين قال ممثل المفوضية إنه حتى الآن كانت المعابر الحدودية آمنة ومفتوحة طوال اليوم ووجه نداءً ليس فقط لوقف القصف بشكل عام ولكن أيضاً لتجنب قصف الأشخاص الذين يحاولون الفرار . p > div>