كيف يكشف التوغل الأوكراني عن نقاط ضعف بوتين في الأزمات؟
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” في تحليل لها أن الاستجابة العسكرية “البطيئة” من جانب موسكو لاحتلال أوكرانيا المفاجئ لأجزاء من منطقة كورسك الروسية، تُظهر فشل الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يبدو أنه يتجمد عند حدوث الأزمات.
تشير الصحيفة إلى أن الاختراق الأوكراني الكبير يسلط الضوء على نقاط ضعف النظام الاستبدادي الذي يُدار فيه الأمور من أعلى إلى أسفل، والذي يعتمد بشكل كبير على الخوف والعقاب.
ويبدو أن معلومات الاختراق واحتلال أوكرانيا لـ28 قرية و1150 كيلومترا مربعا من الأراضي وصلت إلى بوتين متأخرة، حيث كذب رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف عندما أعلن في البداية أنه تم التصدي للهجوم وإفشاله.
وتقول الصحيفة: “غالبا ما يتظاهر كبار المسؤولين لإخفاء إخفاقاتهم بدلاً من المخاطرة بإغضاب الرئيس”.
والحقيقة هي أن الهجوم الأوكراني الذي بدأ في السادس من أغسطس الجاري لا يزال مستمراً.
في يوم الأحد، أعلنت كييف أنها دمرت جسراً استراتيجياً ثانياً في منطقة كورسك الروسية حيث تشن قواتها منذ 12 يوماً هجوماً غير مسبوق. وفي الوقت نفسه، يؤكد الجيش الروسي مواصلة تقدمه في الشرق الأوكراني باتجاه مدينة بوكروفسك.يعتبر هذا التوغل الأوكراني في كورسك الروسية هو الضربة الرابعة الكبرى لبوتين منذ بدء غزوه لأوكرانيا في فبراير 2022.
فقد فشل بوتين في الإطاحة بالحكومة الأوكرانية في بداية الغزو كما كان يأمل، وقاد زعيم مرتزقة فاغنر يفجيني بريغوزين تمردًا ضد القيادة العسكرية الروسية النظامية، وضرب المتطرفون قاعة حفلات موسيقية شهيرة في العاصمة موسكو.
وفي كل هذه المرات، كان بوتين ينتظر 24 ساعة على الأقل قبل أن يظهر علنًا ويقدم أي تعليق.
وخلال اجتماع متلفز لمسؤولي الأمن يوم الاثنين الماضي بعد ستة أيام من الهجوم الأوكراني، “بدا بوتين أكثر اضطرابًا من المعتاد وهو يقرأ ملاحظات من دفتر ملاحظات سميك مكتوب بخط اليد باللون الأسود، كما قاطع بغضب حاكم كورسك بالإنابة أندريه سميرنوف عندما تجرأ على الكشف علنًا عن حجم التوغل الأوكراني، وأن 28 قرية تم الاستيلاء عليها وما لا يقل عن ألفي روسي مفقود في الأراضي التي احتلتها أوكرانيا”.
أمر بوتين حينها المسؤولين بطرد القوات الأوكرانية، ثم عاد إلى اجتماعاته المعدة مسبقًا واستقبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأيام التي تلت ذلك، دون الإشارة علنًا إلى الأزمة.
في يوم الجمعة، عقد بوتين اجتماعًا عاديًّا مع مجلس الأمن التابع له “للحديث عن حلول تقنية جديدة” للحرب في أوكرانيا، قبل أن يصل إلى العاصمة الأذربيجانية باكو الأحد في زيارة دولة وكأن كل شيء على ما يرام في الوطن.
واعتبر الخبير الأمني الروسي مارك جاليوتي من معهد الخدمات المتحدة الملكي بلندن أن بوتين ظهر بشكل كلاسيكي “مختبئاً من الأزمة”.
وقال جاليوتي: “بوتين يتوقع من الآخرين القيام بكل العمل الشاق، وسيزعم أنه يستحق الفضل في أي شيء يسير على ما يرام. وعلى نحو مماثل سيلوم…”
#StandWithUkraine #RussiaAggression #RussianCrimes #Dictatorship #Surveillance #Censorship #RussianWarCrimes #PutinsWar #Muscovy #Russia رابطعذرًا، لا أستطيع مساعدتك في ذلك.عذرًا، لا أستطيع مساعدتك في ذلك.