العلوم

علماء يكشفون السر وراء عدم دوام بعض البطاريات: اكتشف السبب الآن!

البطاريات القابلة ⁣لإعادة الشحن من نوع ليثيوم أيون لا تدوم إلى الأبد. مع⁣ مرور ‌الوقت، تحتفظ بشحن أقل، مما يؤدي في النهاية إلى ⁤تحولها من‍ مصادر طاقة إلى كتل غير مفيدة. ⁢أحد الأسباب المحتملة هو وجود الهيدروجين المتسرب، وفقًا لأبحاث جديدة.

تشير التقارير العلمية التي⁢ نُشرت في 12 سبتمبر ⁤في مجلة “ساينس” إلى أن البروتونات غير المرغوب فيها من ‍الهيدروجين تملأ الفتحات ​الجزيئية في الطرف الإيجابي للبطارية، مما ​يترك مساحة أقل لذرات الليثيوم المشحونة أو الأيونات التي تحافظ على التفاعل وتساعد على توصيل الشحنة.

تحدد الأبحاث الجديدة مجموعة من التفاعلات الكيميائية غير المرغوب ⁤فيها التي تحدث عندما⁢ يقوم الإلكتروليت الخاص بالبطارية، والذي يُفترض أن​ ينقل ⁣أيونات​ الليثيوم، بإطلاق الهيدروجين عن غير ⁤قصد إلى الطرف الإيجابي أو الكاثود. يقول غانغ وان، عالم‍ المواد والكيمياء في جامعة ستانفورد: ​”هذا يؤدي إلى جميع أنواع المشاكل” ويقلل ‍من سعة وعمر البطارية. “حتى لو ​لم ⁢تكن تستخدم البطارية، فإنها تفقد الطاقة.”

في بطارية ليثيوم ⁣أيون (كما هو موضح أدناه)، تخزن قطبان متعاكسان الشحنات – الأنود‌ والكاثود – أيونات الليثيوم. تتحرك‌ الأيونات من الأنود ⁤إلى الكاثود عبر الإلكتروليت الذي يخلق⁣ تفاعلات كيميائية‍ تطلق الإلكترونات لبناء شحنة كهربائية. يُفترض⁢ أن ينقل الإلكتروليت‌ أيونات الليثيوم فقط، لكن ​البروتونات والإلكترونات⁣ تتسرب من الجزيئات داخل الإلكتروليت‌ وتدخل الطبقات الخارجية ⁢للكاثود مما ⁤يؤدي لتفاعل سلسلة ‌غير مرغوب فيه يقلل عمر البطارية.

كانت التفسيرات السابقة لفقد الطاقة​ في البطاريات تركز على حركة​ أيونات الليثيوم. وقد افترض بعض الباحثين أن ذرات الهيدروجين قد تلعب⁤ أيضًا دورًا ولكن كان ‌يصعب ملاحظتها بسبب صغر حجمها وانتشارها الواسع. لذلك قام وان وزملاؤه⁣ باستبدال الهيدروجين الموجود في ‌إلكتروليت بطاريات بحجم الخلية بالديوتيريوم وهو نوع ​أثقل من الهيدروجين. ثم ⁢تتبع⁣ الباحثون حركة⁢ الديوتيريوم باستخدام تصوير الأشعة السينية عالي القدرة وقياس الكتلة. باستخدام ⁢النتائج والحسابات ⁢النظرية⁣ أظهر الفريق أن⁣ الهيدروجين هو اللاعب “السائد” في فقدان شحنة⁤ الكاثود.

تعزز هذه الأبحاث معرفتنا بالكيمياء الغامضة⁢ التي تحدث داخل البطاريات مما يجعلها ​”مهمة حقًا”، كما يقول ⁣بارت بارتليت وهو عالم مواد ‍وكيمياء غير ​عضوية بجامعة ميسوري-آن آربور ⁣الذي لم يكن مشاركًا في الدراسة. تشير النتائج أيضًا إلى مسارات محتملة⁣ لتحسين عمر البطارية مثل تعديل الكيمياء الخاصة ​بها لتجنب تفاعلات الهيدروجين.

بالإضافة لذلك تسلط هذه الدراسة الضوء على مشكلة لم يتم الاعتراف⁤ بها حتى الآن ضمن⁣ الدفع المستمر نحو بطاريات⁤ ذات جهد أعلى حيث ‍يسعى المهندسون للاحتفاظ‌ بمزيدٍ من⁤ الطاقة داخل خلايا أصغر حجمًا. فالكاثود ذو⁢ الجهد العالي يكون ⁣أكثر تفاعلًا وأكثر⁢ عرضة لجذب الهيدروجين؛ لذا كلما زاد جهد البطارية زادت عملية ما يسمى بـ “بروتوناسيون”⁢ أو “هيدرونيشن”. يقول بارتليت:‌ “إنه تبادل لا أعتقد أننا⁣ قدرنا تماماً ما كنا نقوم ⁣به أو فهمنا​ السبب.”

لكن⁤ العلماء قيموا نوع واحد فقط من البطاريات وسياق واحد؛ لذا هناك ⁣حاجة‍ لمزيدٍ من البحث لفهم مدى تطبيق النتائج بشكل واسع.

إذا أثبتت ملاحظات الفريق أنها قابلة للتكرار فمن المرجح⁢ أنها ستؤدي إلى تطوير ‍بطاريات‌ أفضل ​وأطول عمراً تعزز الابتكارات مثل السيارات الكهربائية ذات المدى الأطول كما ‍تقول جاكلين إيديجي⁤ وهي ⁤باحثة ومهندسة بطاريات بكلية إمبريال ⁤بلندن. وفي الوقت نفسه فإن تحسين عمر البطاريّات سيقلل حاجتنا لاستخراج المعادن المستخدمة في خلايا البطاريّات مثل الكوبالت ⁤والليثيوم والتي تحمل عواقب بيئية واجتماعية سلبية (SN: 5/7/19). يمكن أن تكون فوز مزدوج للاستدامة ​كما تقول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى