صدمة في العالم العربي: حزب الله يعلن مقتل حسن نصرالله!
مقتل نصر الله وقادة آخرين في غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وعدد من القادة الآخرين في غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة. وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الجيش “قضى على نصر الله وعلى المسؤول علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله”.
وأضاف أدرعي أن “طائرات سلاح الجو نفذت الغارة بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات التابعة للمؤسسة الأمنية على المقر المركزي لحزب الله الذي يقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية”.
تأتي هذه الغارات لتضع حداً لمسيرة حسن نصر الله التي استمرت 31 عاماً قاد فيها الحزب. وأكد المتحدث العسكري أنه تم تنفيذ الغارة خلال وجود قيادة حزب الله داخل المقر.
وفي تصريح له، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي: “هذا ليس آخر ما لدينا.. الرسالة بسيطة.. أي شخص يهدد مواطني إسرائيل سنعرف كيف نصل إليه”.
كما شنت إسرائيل غارات جوية أخرى على الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى في لبنان يوم السبت بعد الهجوم الكبير الذي وقع يوم الجمعة. وذكر شهود عيان لوكالة رويترز أنهم سمعوا أكثر من 20 ضربة جوية قبل فجر السبت وعدداً آخر بعد شروق الشمس، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد فوق سماء المنطقة التي يسيطر عليها حزب الله.
فرّ آلاف السكان من الضاحية منذ وقوع الهجوم وتجمعوا في الساحات والمتنزهات والأرصفة وسط بيروت والمناطق المطلة على البحر. وأفاد مصدر مقرب من الحزب بأن الغارات الإسرائيلية دمرت تماماً ستة مبانٍ في المنطقة المكتظة بالسكان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن الجيش “نفذ ضربة دقيقة” على المقر المركزي لحزب الله الموجود تحت المباني السكنية في قلب الضاحية.
حسن نصرالله كان يقود حزب الله لعدة عقود وأشرف على تحوله إلى قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمي بارز.أول تعليق لخامنئي بعد إعلان مقتل نصر الله
أصدر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أول تعليق له بشأن التطورات الأخيرة في لبنان، حيث أدان في بيان ما وصفه بـ”المجزرة” ضد المدنيين اللبنانيين.
يثني مؤيدو نصر الله على وقوفه في وجه إسرائيل وتحديه للولايات المتحدة. بينما يرى خصومه أنه زعيم منظمة إرهابية وأحد الوكلاء الذين يستخدمهم النظام الشيعي الإيراني في صراعه على النفوذ في الشرق الأوسط.
تجلى نفوذه الإقليمي منذ تفجر الصراع الذي أشعلته الحرب على غزة قبل ما يقرب من عام، حيث دخل حزب الله المعركة بإطلاق النار على إسرائيل من جنوب لبنان “إسناداً” لحليفته حركة حماس، وحذت حذوه جماعات يمنية وعراقية ضمن “محور المقاومة”.
قال نصر الله في خطاب ألقاه في الأول من أغسطس خلال جنازة القائد العسكري لحزب الله، فؤاد شكر، الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية: “إننا أمام معركة كبرى”.
ومع ذلك، عندما أصيب الآلاف وقتل العشرات من أعضاء حزب الله نتيجة انفجار أجهزة اتصالات خلال هجوم إسرائيلي الأسبوع الماضي، بدأت دفة المعركة تتحول ضد الجماعة.
وفي رده على الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصالات، تعهد نصر الله بمعاقبة إسرائيل خلال كلمة ألقاها في التاسع عشر من سبتمبر. وقال: “هذا حساب سيأتي؛ طبيعته وحجمه وكيف وأين؟ هذا بالتأكيد ما سنحتفظ به لأنفسنا وفي أضيق دائرة حتى بين أنفسنا”.
ومنذ ذلك الحين لم يوجه أي كلمة أخرى.
في غضون ذلك، صعدت إسرائيل حدة هجماتها بشكل كبير؛ إذ قتلت عدداً من كبار قادة حزب الله في ضربات موجهة وواصلت قصف مناطق تسيطر عليها الجماعة في لبنان مما أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف.
حتى خصومه يعترفون بأنه خطيب مفوه يتمتع بكاريزما ويتابع خطبه الأصدقاء والأعداء على حد سواء وفقاً لوكالة رويترز.
الأمين العام منذ 1992
أصبح نصر الله أميناً عاماً لحزب الله عام 1992 بينما كان يبلغ الخامسة والثلاثين فقط. وقد أصبح رمزاً معروفاً للجماعة التي كانت يوماً كيانا غامضاً أسسه الحرس الثوري الإيراني.يراني في عام 1982 لمحاربة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
قتلت إسرائيل سلفه السيد عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر. وكان نصر الله زعيماً للجماعة عندما نجح مقاتلوها في النهاية في إخراج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، مما أنهى احتلالاً استمر 18 عاماً.
لقد شكل الصراع مع إسرائيل إلى حد كبير زعامته. فقد أعلن “النصر الإلهي” في عام 2006 بعد أن خاض حزب الله حرباً استمرت 34 يوماً مع إسرائيل، وفاز باحترام العديد من المواطنين العرب الذين نشأوا وهم يرون إسرائيل تلحق الهزيمة بجيوش عربية.
لكنه أصبح شخصية مثيرة للانقسام بشكل متزايد في لبنان والعالم العربي مع اتساع منطقة عمليات حزب الله لتشمل سوريا وخارجها، مما يعكس الصراع المتصاعد بين إيران الشيعية والدول العربية السنية المتحالفة مع الولايات المتحدة في الخليج، وفقاً لوكالة رويترز.
قبل أن يتولى قيادة الجماعة، كان يقضي الليالي مع مقاتلي الجبهة الأمامية الذين يقاتلون جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقُتل ابنه الشاب هادي خلال معركة عام 1997، وهي الخسارة التي منحته مكانة بين القاعدة الشيعية في لبنان.
خطة منذ وقت طويل
قال هاليفي إن الجيش خطط للضربة على الضاحية الجنوبية “منذ وقت طويل”.
وأوضح: “تم التحضير لهذا الهجوم منذ فترة طويلة، وتم تنفيذه بدقة كبيرة وفي اللحظة المناسبة، والآن نمضي قدماً نحو التحضير المتأني للخطوات المقبلة”.
وتابع: “أود التأكيد مجدداً أننا جاهزون تماماً على جميع جبهاتنا. يجب على جميع قواتنا ضمان مزامنة كاملة وجهوزية تامة، بما في ذلك التنسيق مع أجهزة أخرى”.