شمال غزة: سكان يتسابقون للتطعيم ضد شلل الأطفال لحماية أطفالهم!
وبذلك يصل إجمالي عدد الأطفال الذين تم تطعيمهم في مختلف أنحاء قطاع غزة إلى حوالي 528 ألف طفل حتى يوم أمس الثلاثاء. ويعمل أكثر من 230 فريقًا ميدانيًا على محاولة الوصول إلى جميع الأطفال دون سن العاشرة خلال الجولة الأولى من حملة التطعيم.
وسوف تُنفذ الجولة الثانية من الحملة بعد أربعة أسابيع لحماية أكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة في غزة من شلل الأطفال.
أصوات من غزة
مراسلنا في غزة زياد طالب أعد التقرير التالي حول حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال القطاع.
في اليوم الثاني للحملة الواسعة التي تنفذها منظمتا الصحة العالمية واليونيسف والأونروا بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية وشركاء العمل الإنساني، غادرت السيدة إسلام صالح منزلها بمخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، برفقة ابنها حامد متوجهة إلى أحد مراكز التطعيم ضد شلل الأطفال.
تشهد الشوارع التي تمر بها السيدة إسلام مع طفلها على الدمار الواسع الذي لحق بمباني المدينة وبنيتها التحتية، بالإضافة إلى غياب الخدمات الأساسية التي يعاني منها سكان غزة نتيجة الحرب المستمرة منذ 11 شهرًا.
وصلت السيدة إسلام وحامد إلى إحدى المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) حيث يتم إجراء التطعيم ضد شلل الأطفال.
بعد أن تلقى حامد نقطتين من اللقاح، قالت لنا السيدة إسلام: “نريد أن نحمي أبناءنا ونعطيهم اللقاح لأن الوقاية خير من العلاج. أعطيت ابني اللقاح بعد أن أكد الجميع أنه تحصين جيد. أشعر بالقلق عليه لأن مرض شلل الأطفال ليس له علاج”.
في المدرسة التقينا أيضًا بالسيدة أم سمير التي قالت: “اليوم جئنا لنطعم أبناءنا ضد شلل الأطفال ضمن الحملة. وزارة الصحة بعثت لنا رسائل للتوجه إلى أماكن التطعيم لنحصنهم من المرض المنتشر والوباء الذي يهدد البلد في ظل ظروف الحرب التي نعيشها”.
الدكتور محسن الجرجاوي رئيس نقطة التحصين في المدرسة قال إن منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية ووكالات الأمم المتحدة والشركاء تقوم بحملة تطعيم للأطفال بدءًا من يوم ولادتهم وحتى عشر سنوات.
وأضاف: “آمل أن يُقبل الجميع على تطعيم أطفالهم في هذه الفئة العمرية حتى تعم الفائدة ولا يصاب أطفالنا بهذا المرض الذي سيكون عبئاً عليهم وعلى أهاليهم وعلى وزارة الصحة. هذا الوضع ناجم عن سوء التغذية والحصار والحرب وعدم وجود مستلزمات النظافة، والمجاري الفائضة دائمًا في الشوارع وتراكم القمامة”.
وذكر الدكتور الجرجاوي أن كل هذه العوامل أدت إلى تفشي الأمراض بين أفراد المجتمع ومنها مرض شلل الأطفال.