شنّت إيران ليل الثلاثاء هجوماً صاروخياً غير مسبوق على إسرائيل، زعمت أنه ردّ على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله. عقب ذلك، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات متعددة حول العالم فيديو قيل إنه يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وهو يهرب أثناء تساقط الصواريخ على تل أبيب.
لكن هذا الفيديو في الحقيقة قديم، حيث يصور نتانياهو يُهرع إلى اجتماع في الكنيست عام 2021، ويظهره يجري في أروقة المبنى.
وجاء في التعليقات المرافقة للمنشورات “لحظة هروب نتنياهو وهو متجه نحو الملجأ من الصواريخ الإيرانية”.
وحصد هذا الفيديو انتشاراً واسعاً ومئات آلاف المشاهدات منذ بدء نشره في هذا السياق، بعد وقت قصير من الهجوم الصاروخي الإيراني الذي أثار اهتماماً كبيراً على مواقع التواصل باللغة العربية.
وشارك آلاف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط صوراً ومقاطع مصورة نقلاً عن محطات إخبارية تتضمن مشاهد لمقذوفات مشتعلة في سماء إسرائيل. وتصدرت الوسوم المتعلقة بهذا الهجوم موقع أكس عبر المنطقة العربية.
وقالت إيران إن هجومها يأتي رداً على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال غارة إسرائيلية عنيفة استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية يوم الجمعة، وعلى اغتيال إسماعيل هنية في 31 يوليو بطهران بهجوم نسب لإسرائيل.
وفيما قال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم استهدف “ثلاث قواعد عسكرية” حول تل أبيب وأن 90% من الصواريخ بلغت أهدافها، أكد الجيش الإسرائيلي أن ”الهجوم الإيراني تصعيد خطر وجسيم وستكون له عواقب”، وأن “إيران ووكلاءها يسعون إلى تدمير إسرائيل”.
وهذا هو الهجوم الثاني الذي تشنه إيران ضد إسرائيل بعد هجوم أبريل عندما قالت طهران إنها تصرفت “دفاعًا عن النفس” بعد الهجوم الذي دمر قنصليتها في دمشق وأدى إلى مقتل سبعة عسكريين.
في ظل هذا الجو المشحون بالتوتر والتصعيد، انتشر الفيديو الذي قال ناشروه إنه يصور رئيس الوزراء الإسرائيلي هاربًا تحت القصف. لكن الادعاء غير صحيح.
فقد تعرف صحافيو خدمة تقصي صحة الأخبار بوكالة فرانس برس سريعًا على هذا الفيديو إذ سبق أن استخدم سابقًا في سياقات مضللة أخرى.
وقد نُشر هذا الفيديو للمرة الأولى على صفحة نتانياهو بموقع أكس بتاريخ الثالث عشر من ديسمبر عام 2021. وجاء التعليق المرافق باللغة العبرية بأن نتانياهو كان يُهرع للمشاركة في جلسة للكنيست وأضاف: ”أنا أعتز دائماً بأن أجري من أجلكم”.
