سيول مدمرة في السودان: أزمة إنسانية تشتد على آلاف النازحين!
![](https://alarabiya24news.com/wp-content/uploads/2024/08/20240812_1723494612-432-780x470.jpg)
تحت خيمة تحمل شعار الأمم المتحدة في كسلا بشرق السودان، تقول آمنة حسن: “فقدت والدي في أمطار الأسبوع الماضي” التي دفعت آلاف الأشخاص إلى النزوح في بلد يعاني من حرب مدمرة. ومنذ أسبوع، يواجه السودان الذي غارق منذ حوالي 16 شهراً في صراع بين قوات الدعم السريع والجيش، فيضانات واسعة تضرب بشكل خاص شمال البلاد وشرقها. وقد تسببت السيول يوم الثلاثاء بمقتل 17 شخصاً وانهيار آلاف المنازل.
وجهت سلطات ولاية كسلا الواقعة على الحدود الشرقية للسودان مع إريتريا يوم الجمعة “نداء عاجلاً” إلى المجتمع الدولي تطالب فيه بمساعدة فورية “لإنقاذ آلاف الذين تضرروا” جراء السيول والأمطار، مشيرة إلى أن “آلاف المنازل تهدمت”. وتسببت الأمطار الغزيرة التي غالباً ما تهطل بين شهري مايو وأكتوبر من كل عام، بسيول وفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية ودمرت المحاصيل وشردت عائلات بكاملها.
في وادي حلفا بشمال البلاد قرب الحدود مع مصر، أفادت السلطات المحلية عن “تضرر أكثر من ثلاثة آلاف منزل ومرافق صحية وخدمية”. ويقول محمد عثمان من سكان وادي حلفا لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: “أتحدث معكم من على تلة صخرية قضينا عليها ليلة أمس مع عشرات الأسر بعدما حاصرتنا المياه من كل اتجاه”.
وقد تأثر أكثر من 73 ألف سوداني جراء السيول والفيضانات، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). ومن بين هؤلاء أكثر من 21 ألف شخص اضطروا للنزوح، فيما فقد 14300 شخص منازلهم. ينتشر الذباب بكثافة في كسلا، علماً أن السلطات الصحية قامت برش المبيدات الحشرية وفق مراسل لوكالة فرانس برس، مما يزيد تعقيد ظروف العيش في مخيمات النازحين.
وقال طبيب في كسلا طلب عدم نشر اسمه إن الأمطار الغزيرة تحمل مخاطر صحية كبيرة، مشيراً إلى حالات إسهال خاصة بين الأطفال. وهذا ليس النزوح الأول للكثيرين ممن تأثروا بالأحداث الحالية. فقد أسفرت الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 عن سقوط الآلاف ودفع عشرات الملايين للنزوح داخل البلاد وخارجها.
ويُتهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب وخاصة استهداف المدنيين وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية مما يعمق الأزمة الإنسانية التي تخنق البلاد. وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 260 ألف شخص نزحوا إلى ولاية كسلا بسبب الحرب مثل عمر بابكر وعائلته.