زيلينسكي وبايدن: خطة أوكرانيا المبتكرة لتحقيق النصر وإنهاء الحرب!
مع مرور أكثر من عامين ونصف على الحرب الروسية على أوكرانيا، تبحث كييف عن “خطة بديلة” للحرب مع موسكو، بينما يرغب الحلفاء الغربيون في أن تحدد أوكرانيا “أهدافًا واقعية للحرب”.
منذ بداية النزاع، كانت كييف تسعى لإخراج القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية. ومع ذلك، ومع تحقيق موسكو لبعض المكاسب في ساحات المعارك، قد تحتاج أوكرانيا إلى وضع خطة “أكثر واقعية” للفترة المقبلة كما أكد دبلوماسيون أوروبيون لصحيفة وول ستريت جورنال. وفي هذا السياق، يعتزم الأوكرانيون الكشف عن “خطة الانتصار” لحلفائهم الغربيين.
يدعم الحلفاء الغربيون هدف كييف في استعادة أراضيها، لكن بعضهم يرى أن وضع أهداف واقعية قد يساعد الدول الغربية في تبرير استمرار إرسال الأسلحة والمساعدات.
وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا صرح بأنه والرئيس فولوديمير زيلينسكي أجريا محادثات “تفصيلية وبناءة” مع وزيري خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا خلال زيارتهما للعاصمة الأوكرانية كييف يوم الأربعاء.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال سيبيغا إنه ونظيريه ناقشا توريد الأسلحة والدفاعات الجوية. ودعا إلى “رفع كافة القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الأميركية والبريطانية ضد أهداف عسكرية مشروعة في روسيا”، وفقًا لوكالة رويترز.
قبل ذلك بوقت قصير، ذكر الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن “انتصار” أوكرانيا في حربها مع روسيا يعتمد بشكل أساسي على دعم الولايات المتحدة وحلفائها.
كما دعا حلفاء كييف الغربيون إلى رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة المقدمة منهم بينما تخوض كييف معركة ضد روسيا.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين لم تكشف أسماءهم أن الأهداف التي تسعى إليها أوكرانيا تتطلب من الغرب تقديم دعم بقيمة مئات المليارات من الدولارات وهو ما لا تستطيع الولايات المتحدة أو أوروبا تقديمه بشكل واقعي.
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استبق زيارته بتصريحات يوم الثلاثاء تفيد بأن جزءًا من رحلته هو تحديد كيف يرى الأوكرانيون احتياجاتهم الحالية والأهداف وما يمكننا القيام به لدعم تلك الاحتياجات.
“خطة الانتصار”
قال الرئيس زيلينسكي يوم الأربعاء إن “خطة الانتصار”، التي يعتزم تقديمها للرئيس بايدن هذا الشهر، قد تعزز من قوة كييف ولها تأثير “نفسي”، مما قد يدفع روسيا إلى إنهاء حربها دبلوماسياً.
وأضاف خلال فعالية منصة القرم السنوية التي تقيمها كييف، أنه من المهم أن تقدم أوكرانيا هذه الخطة لحلفائها قبل القمة الدولية الثانية للسلام المقررة لاحقاً هذا العام.
وتابع قائلاً إن الخطة “إذا دعمها الشركاء، فستصبح عملية إجبار روسيا على إنهاء الحرب أكثر سهولة بالنسبة لأوكرانيا”.
ووصف زيلينسكي الخطة بأنها “تعزيز كبير لقوة أوكرانيا، وفي رأيي سيكون لها تأثير نفسي وسياسي… على قرار روسيا بإنهاء هذه الحرب”.
وتحدث زيلينسكي عن هذه الخطة لأول مرة الشهر الماضي، مشيراً إلى أنه يرغب في مناقشتها مع بايدن وخليفته المحتمل بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر.
ومن المتوقع أن يتوجه زيلينسكي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر.
صواريخ بعيدة المدى
تأتي زيارة المسؤولين الغربيين في وقت حساس بالنسبة لأوكرانيا، التي تواجه صعوبات على الجبهة الشرقية للبلاد، رغم الهجوم المفاجئ الذي شنته في أوائل أغسطس في منطقة كورسك الروسية، وفقًا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس.
لمواجهة التقدم الروسي، تأمل كييف بشكل خاص الحصول على إذن لاستخدام الصواريخ الغربية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، خاصةً مع اتهامات موسكو بالحصول على صواريخ بالستية من إيران.
سيقدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي تقريرًا مشتركًا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، والذي قد يكون مقدمة لتوقيع الولايات المتحدة وبريطانيا على استخدام أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ قرار حاسم بشأن هذا الأمر حتى الآن، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وقال بلينكن ولامي للصحفيين إنهما سينقلان المعلومات إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ليبحثا الأمر عندما يلتقيان في واشنطن يوم الجمعة.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن المحادثات التي جرت يوم الأربعاء “ركزت على الوضع في ساحة المعركة وأهداف أوكرانيا وما تحتاجه لتحقيق النجاح”، بما في ذلك استخدام ذخائر بعيدة المدى.
وأضاف بلينكن: “منذ اليوم الأول.. أقول: تأقلمنا مع تغير الاحتياجات ومع تغير ساحة المعركة”.
وتابع قائلاً: “دعمنا لن يضعف ووحدتنا لن تنكسر”، مشيرًا إلى أن زيارته تمثل علامة على الالتزام بـ “انتصار” أوكرانيا.
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني إن المسؤولين البريطانيين تحدثوا عن استخدام كييف للصواريخ…
صواريخ أميركية وبريطانية بعيدة المدى لضرب روسيا
أشار لامي إلى أننا “ندرك أن أوكرانيا تقف على خط المواجهة في الكفاح من أجل الحرية”. وفي مايو الماضي، منحت واشنطن أوكرانيا الإذن باستخدام الأسلحة الأميركية لشن هجمات قصيرة المدى عبر الحدود ضد مواقع روسية كانت تستخدم في الهجوم على مناطق أوكرانية.
وترفض الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، حتى الآن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها في ضربات داخل عمق الأراضي الروسية، خوفًا من التصعيد الذي قد يؤدي إلى نزاع مباشر مع موسكو. وقد اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية أن مثل هذا التفويض لن يكون “حاسما” في تغيير مسار الحرب.
وأجاب الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن عن سؤال بهذا الخصوص قائلاً: “نحن ندرس الأمر حالياً”، فيما قال بلينكن: “نحن لا نستبعد القيام بذلك”.
وأحد المطالب الرئيسية لأوكرانيا هو السماح باستخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية الأميركية “أتاكمز” التي يمكن أن تضرب أهدافاً على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأربعاء إن موسكو سترد “بشكل مناسب” إذا رفعت الولايات المتحدة القيود التي تفرضها على أوكرانيا بشأن استخدام الصواريخ التي زودتها إياها لضرب أهداف داخل روسيا.
محادثات بين كييف وموسكوكو أعربتا مرارًا عن الرغبة في وقف إطلاق النار أو إجراء محادثات سلام، لكن يبدو أن الجانبين بعيدين عن الاجتماع في هذا الشأن.
تطالب أوكرانيا بخروج القوات الروسية قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، بينما يطالب الكرملين بتنازل كييف عن الأراضي التي فقدتها والتخلي عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن الرحلة إلى كييف “لم تكن تهدف إلى حث أوكرانيا على إجراء محادثات”.
وأضاف: “من المؤكد أن النهاية التفاوضية هي النتيجة الأكثر ترجيحًا، ولكن متى ستحدث وتحت أي ظروف سيكون متروكًا للرئيس الأوكراني”.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي يوم الأربعاء عن مساعدات جديدة بقيمة 717 مليون دولار لقطاع الطاقة الأوكراني الذي دمره القصف الروسي، بالإضافة إلى تأمين إمدادات مياه الشرب وإزالة الألغام.
وأكد لامي بدوره على مواصلة تقديم المساعدة حتى تنتهي حرب ”العدوان والإمبريالية الروسية”، مجددًا التزام حكومته بتقديم 600 مليون جنيه استرليني (782 مليون دولار) من المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا.
يأتي ذلك فيما تلقت أوكرانيا خبرًا سارًا مع إعلان صندوق النقد الدولي اتفاقًا يفتح الباب أمام منحها قسطًا جديدًا من المساعدات قدره 1.1 مليار دولار.
وتأتي هذه التطورات في وقت يحتدم فيه السباق الانتخابي في الولايات المتحدة، حيث ينقسم الجمهوريون بشدة بشأن أوكرانيا. وقد يؤدي فوز دونالد ترامب على منافسته كامالا هاريس، الوريثة السياسية لبايدن، إلى تغيير جذري في سياسة واشنطن الخارجية وفقاً لوكالة فرانس برس.
وألمح مساعدون لترامب إلى أنه إذا فاز بالانتخابات، فإنهم سيستخدمون المساعدات لإرغام كييف على تقديم تنازلات للأراضي لصالح روسيا من أجل وقف الحرب.