حملة تطعيم عاجلة ضد شلل الأطفال في غزة: تفاصيل هامة في ظل الظروف الصعبة!
تبدأ الأمم المتحدة يوم الأحد المقبل حملة تطعيم ضد شلل الأطفال تستهدف نحو 640 ألف طفل في مناطق محددة من قطاع غزة. تعتمد الحملة على فترات توقف لمدة ثماني ساعات يومياً بسبب القتال المستمر بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حركة حماس.
تأتي هذه الحملة المعقدة التي تستهدف الأطفال دون سن العاشرة بعد تأكيد الأسبوع الماضي عن إصابة طفل بشلل الأطفال نتيجة فيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاماً، وفقاً لوكالة رويترز.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنها تحتاج إلى تطعيم ما لا يقل عن 90% من الأطفال في غزة مرتين، مع وجود فاصل مدته أربعة أسابيع بين الجرعتين لضمان نجاح الحملة. ومع ذلك، أكدت المنظمة وجود تحديات هائلة تواجهها في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب المستمرة منذ حوالي 11 شهراً.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن، للصحفيين في جنيف: “الوضع ليس مثالياً”. وأضاف: “نعتقد أن التنفيذ ممكن إذا سارت العملية بالشكل السليم”.
وأوضحت المنظمة أن الحملة ستتم على ثلاث مراحل تشمل وسط وجنوب وشمال قطاع غزة. وستتوقف المعارك لمدة ثماني ساعات على الأقل خلال ثلاثة أيام متتالية لكل مرحلة. وقد يتم تمديد فترات التوقف ليوم رابع إذا لزم الأمر.
أكد نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، أن عودة شلل الأطفال تمثل “تهديداً كبيراً” للمدنيين والأطفال في قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، استعرضت الأمم المتحدة تفاصيل حملات التطعيم المرتقبة.
هذا يعني أن كل جولة من التطعيمات قد تستغرق أقل من أسبوعين. ومع ذلك، أظهرت خريطة اطلعت عليها رويترز أن فترات التوقف لن تشمل جميع المناطق بشكل كامل. وأفاد مصدر من الأمم المتحدة بأن الخريطة صادرة عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن التنسيق مع الفلسطينيين. وتظهر الخريطة أنه سيتم إجراء التوقف ضمن نطاق أصغر داخل المنطقة المحددة.أحالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية الأسئلة المتعلقة بالخريطة إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.
لا تُعتبر فترات التوقف المزمعة جزءًا من المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار التي تستمر منذ عدة أشهر، والتي تهدف إلى التوصل إلى هدنة في غزة واستعادة الرهائن الإسرائيليين والأجانب مقابل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
وقالت جويس ميسويا، الرئيسة بالوكالة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يوم الخميس: ”الأهم الآن هو توفير الأمن وإمكانية الوصول اللازمة لتنفيذ الحملة بفعالية. ولا أحتاج أن أخبركم بمدى الكارثة المحتملة إذا لم نتمكن من احتواء هذا المرض القابل للوقاية، وهو مرض لا توقفه الحدود”.
“المساحة والأمن”
تم جمع عينات من مياه الصرف الصحي في 23 يونيو، وأكدت الاختبارات التي أجريت في منتصف يوليو وجود فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في ست عينات.
ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، في 16 أغسطس الحالي، الأطراف المتحاربة الالتزام بهدن إنسانية للسماح بتنفيذ حملة اللقاحات.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد أيام قليلة خلال زيارة لتل أبيب إن واشنطن تعمل مع الحكومة الإسرائيلية على خطة لإعطاء اللقاحات.
وذكر روبرت وود نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة يوم الخميس: “الأساس هو أنه يجب توفير المساحة والظروف الآمنة للعاملين في المجال الإنساني على الأرض لتوزيع اللقاحات وإعطائها للمعرضين للخطر والقيام بذلك بأمان. حياة الأطفال تعتمد على نجاحهم”.
وأكدت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة أن نحو 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال قد تم تسليمها بالفعل إلى قطاع غزة قبل بدء الحملة وهناك 400 ألف جرعة أخرى في الطريق إلى الأراضي الفلسطينية.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إنها ستنسق وقف القتال ضمن سلسلة من الهدن الإنسانية التي تُنفذ بشكل دوري منذ بدء الحملة الإسرائيلية على غزة في أكتوبر.
كما وافقت حماس أيضًا على وقف القتال.
ويشارك في تنفيذ الحملة منظمة الصحة العالمية و”يونيسف” ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين.”الأونروا” توفر لقاحات للأطفال الفلسطينيين
قال بيبركورن إنه سيتوفر نحو 400 مكان يمكن للآباء إحضار أطفالهم إليها لتلقي اللقاح. وأضاف أنه سيكون هناك أيضًا 300 فريق متنقل للوصول إلى الأطفال في الأماكن التي تزداد فيها صعوبة إحضار الأبناء للتطعيم.