حكم بالسجن 10 سنوات على سوري في بريطانيا بتهمة الاتجار بالبشر: تفاصيل صادمة!
سلط تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الجمعة، الضوء على “النفوذ” الذي تمتلكه قطر لدى حماس من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة مع إسرائيل ينهي ولو بشكل مؤقت الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من 11 شهرا.
تقول الصحيفة إنها استقت معلوماتها هذه من مقابلات مع أكثر من عشر مسؤولين مطلعين على المفاوضات، بمن فيهم مسؤولون من المنطقة والولايات المتحدة، وتحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هوياتهم ليتمكنوا من مشاركة تفاصيل المناقشات التي تجري خلف أبواب مغلقة.
تنقل الصحيفة عن مسؤول عربي وآخر أميركي القول إنه وبعد اغتيال الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في أواخر يوليو، أبلغ مسؤولو حماس الوسطاء القطريين بأن لديهم مطالب جديدة للمحادثات المتعثرة بالفعل بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وذكر مسؤولون أن هذه المطالب أثارت قلق رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي أمضى شهورا يحث حماس على التوصل لتسوية.
وأشار المسؤولون إلى أن رئيس الوزراء القطري وبدعم من فريقه رد بقوة خلال الاجتماعات والمكالمات الهاتفية مع مسؤولي حماس ليتراجعوا في النهاية عن تلك المطالب.
لكن ومع تعثر المحادثات الرامية لوقف الحرب في غزة في الأشهر الأخيرة، استغلت قطر نفوذها مع حماس في محاولة لكسر العديد من العقبات وفقاً لهؤلاء المسؤولين.
تنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين اثنين القول إن حماس أضافت مؤخراً مطالب جديدة مقابل الإفراج عن الرهائن حيث طلبت المزيد فيما يتعلق بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين في المرحلة الأولى من الاتفاق.
وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين يأملون أن تتمكن قطر من إقناع الجماعة المسلحة بالتخلي مرة أخرى عن هذه المطالب وحتى تقليص طلبها بشأن إطلاق سراح المعتقلين خاصة بعد مقتل ستة رهائن في غزة.
وأفاد أربعة من المسؤولين بأن قطر نجحت في إقناع حماس بالعودة إلى طاولة المفاوضات بعد أن اجتاحت إسرائيل رفح جنوبي غزة في مايو الماضي.
وفي الأسابيع التي تلت ذلك ضغطت قطر على حماس لقبول صيغة تسوية وأقنعتها بالبقاء في المحادثات حتى رغم إعلان الحركة أنها لم تعد ترغب بالتفاوض وفقاً للصحيفة.
وقال مسؤول عربي ومسؤولان أميركيان إن حماس شاركت بشكل غير مباشر…في مناقشات أقل رسمية مع مسؤولين قطريين ومصريين، قدمت ملاحظات حول نقاط محددة، على الرغم من إعلانها أنها لم تشارك في آخر جولتين من المحادثات الرسمية في القاهرة والدوحة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قوله إن قطر تضغط على كلا الجانبين للالتزام بالاتفاق واتخاذ قرارات صعبة خلال المفاوضات للتوصل إلى هذا الاتفاق.
وأكد ثلاثة مسؤولين مطلعين على المحادثات أن رئيس الوزراء القطري، ومنذ بداية الحرب قبل 11 شهراً، كرّس وقتاً طويلاً من جهوده لمحاولة التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار، حتى على حساب مشاريع حكومية أخرى.
وذكر المسؤولون أن رئيس الوزراء القطري عقد اجتماعات متكررة مع ممثلي حماس، وفي بعض الأحيان مرتين في اليوم.
وبحسب الصحيفة فقد تدخلت قطر في يونيو الماضي عندما بدا أن محادثات وقف إطلاق النار وصلت مرة أخرى إلى طريق مسدود.
في تلك الفترة كانت إسرائيل تصر على أن تشمل المرحلة اللاحقة من المفاوضات عدة قضايا، بينما كانت حماس تريد حصر النقاش في تبادل الرهائن والمعتقلين.
وبالتعاون مع الولايات المتحدة، قدمت قطر لحماس ثلاث خيارات كمقترحات للتسوية، وفقاً لحسام بدران، المسؤول الكبير في حماس والمقيم في قطر.
وأضاف أن ممثلي حماس اختاروا أحد هذه الخيارات حيث وافقوا على أن تركز المرحلة اللاحقة بشكل خاص على قضية تبادل الرهائن، وهي صيغة تركت الباب مفتوحاً لمناقشة بعض القضايا الأخرى.
وتابع بدران: “لقد فعلنا ذلك لأننا مهتمون بقضية وقف إطلاق النار.. إذا كانت هناك بعض العبارات التي ستجعل المفاوضات أسهل وتؤدي إلى نفس النتيجة والمتمثلة بإنهاء الحرب فلا مشكلة لدينا”.
وقال ثلاثة من المسؤولين المطلعين على المفاوضات إن قطر اضطرت إلى الضغط بشكل كبير لإقناع حماس بالموافقة على صيغة التسوية.
وقال الأنصاري إن قطر كانت تمارس الضغط من خلال تقديم أفكار جديدة وتحديد مواعيد نهائية للردود وتذكير كلا الجانبين بخطورة الوضع.
ويرى أستاذ السياسات العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا تامر قرموط أنه “قطر قادرة على التفاعل مع حماس بطريقة جادة ومفتوحة بسبب علاقتها الطويلة معها وبسبب دعمها لغزة”.
وأضاف: “تدرك حماس أنه إذا ضغط القطريون عليهم فإن عليهم الانخراط معهم والرد بشكل إيجابي”.ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن نفوذ قطر له حدود، حيث تظل كل من إسرائيل وحماس متمسكتين بمواقف تبدو غير قابلة للتوافق.
بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بتبادل الرهائن، تعثرت المفاوضات جزئيًا بسبب مصير محور فيلادلفيا. يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على ضرورة بقاء الجيش الإسرائيلي في الممر، بينما تؤكد حماس أن أي اتفاق يتطلب انسحاب إسرائيل من غزة بما في ذلك محور فيلادلفيا.
أعرب عدد من المسؤولين المطلعين على المفاوضات عن قلقهم من أن نتانياهو قد طرح مؤخرًا مطالب جديدة قد تؤدي إلى مزيد من التأخير أو حتى إفشال الاتفاق، بما في ذلك إبقاء القوات الإسرائيلية في المحور الحدودي.
كما وضعت حماس عراقيل طوال العملية. ففي اجتماع عُقد هذا الصيف مع مسؤولي حماس، ضغط الوسطاء القطريون على الجماعة الفلسطينية المسلحة للموافقة على النسخة المقترحة من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
في تلك الأثناء، رد مسؤولو حماس بأنهم حتى لو كانوا مستعدين للقيام بذلك، فإنهم لا يستطيعون إعطاء الضوء الأخضر دون موافقة القيادة داخل غزة، وخاصة يحيى السنوار الذي يُعتبر الشخصية الأقوى في القطاع.
أقر القطريون بهذه النقطة وانتهى الاجتماع دون تحقيق اختراق وفقًا لعدة مسؤولين مطلعين على المحادثات.
ويبين قرموط أن “الكلمة الأخيرة هي لأولئك الموجودين في ساحة المعركة”.
تسعى دول الوساطة المتمثلة بالولايات المتحدة ومصر وقطر لإبرام وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل.
وباستثناء هدنة لأسبوع واحدة أُعلنت أواخر نوفمبر الماضي، لم يتم التوصل إلى أي تفاهم مع تمسك كل طرف بمطالبه.