العلوم

جمع الضباب: حل مبتكر لتخفيف أزمة المياه في المدن الصحراوية

تجمع المجتمعات الريفية في المناطق الجافة قطرات صغيرة من الضباب منذ‍ سنوات كمصدر للمياه العذبة. والآن،‍ يقول الباحثون إن مياه​ الضباب يمكن أن تكون مكملًا عمليًا للتخفيف من ضغط المياه في المدن الصحراوية الكبرى.

أظهرت ​تقييمات استمرت عامًا كاملًا لحجم مياه الضباب ‍التي يمكن ⁣جمعها بالقرب من ⁤مدينة ‍في صحراء أتاكاما بشمال تشيلي أنه من⁢ الممكن جمع⁣ ما يصل‍ إلى 5 لترات لكل متر مربع⁣ يوميًا، ⁤وفقًا لما ‍أفاد⁤ به العلماء في​ 20 فبراير في مجلة‌ “Frontiers in Environmental Science”.

لقد وضعت موجة جفاف شديدة وسوء إدارة المياه في بعض مناطق تشيلي ⁢أكثر ​من 8 ملايين ‍شخص تحت ضغط مائي. ويواجه البلد تهديد نقص متكرر بحلول عام ⁢2050، كما تقول فرجينيا كارتر غامبريني، عالمة الجغرافيا بجامعة مايور في سانتياغو بتشيلي ⁢وزملاؤها.

الأشخاص الذين يعيشون في ⁢مدن سريعة النمو وكثيفة السكان داخل صحراء أتاكاما معرضون بشكل ‍خاص للخطر. يتم سحب ⁤الكثير من المياه الجوفية في المنطقة لأغراض‌ التعدين والزراعة. ركزت غامبريني وزملاؤها تحليلهم على “ألتو هوسبيسيو”، وهي مستوطنة⁤ تتوسع‌ بسرعة ⁤تضم أكثر من 100,000 شخص⁤ على أطراف ‍العاصمة الإقليمية إكيكي.

تقريباً جميع ‌مياه الشرب في ألتو هوسبيسيو ⁣تُنقل بواسطة الشاحنات‍ من مواقع حفر الآبار التي تبعد حوالي 70 ⁢كيلومترًا، عند ⁣سفح جبال الأنديز. خلال⁤ فصل‍ الشتاء والربيع، تستقبل المنطقة أيضًا نفحات مرطبة من‌ الضباب الساحلي ‌المعروف محلياً باسم “كامانشاك”​ أو الظلام بلغة‍ الأيمارا ‌المحلية. تتشكل ​السحب المنخفضة عندما تلتقي كتل الهواء الرطبة المتجهة جنوباً القادمة من الأمازون مع الهواء البارد‍ فوق المحيط الهادئ. يغذي الضباب الحياة الصحراوية القاسية بما فيها الصبار ‌والطحالب والأشنات التي ‌تغطي التربة الصخرية.

جمع الضباب ​عملية بسيطة‍ رغم أنها عادةً ⁤ما تُنفذ على نطاق أصغر بكثير: يتم تعليق شبكة مربعة بمساحة متر⁤ واحد عموديًا ⁤مواجهة للرياح⁤ المحملة بالضباب. يتجمع الماء على الشبكة ⁤ويتقطر إلى مجرى مائي. وجد ⁤الباحثون أنه يمكن جمع بين 0.2 و5 لترات من مياه​ الضباب لكل متر مربع يوميًا في المواقع حول المدينة خلال الأشهر الملبدة بالضباب، مع وجود ⁢إمكانيات أكبر في المناطق ذات الارتفاع العالي.

لكن هذا‍ الحجم لا ‍يكفي⁣ بمفرده‍ لتلبية الاحتياجات الكلية لمياه​ الشرب‌ لألتو ​هوسبيسيو والتي تبلغ حوالي 300,000 لتر‌ أسبوعيًا، وهو مقدار‌ يتطلب⁢ جمعه استخدام شبكة⁣ مشابهة بمساحة تصل إلى 17,000 متر​ مربع. ومن المتوقع‌ أن تزداد هذه الحاجة مع نمو المدينة. لكن ⁣مع ارتفاع ضغط المياه، يقول الفريق ⁣إن حصاد الضباب قد يقدم بصيص أمل صغير وسط الصحراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى