تصعيد خطير: غارات جوية إسرائيلية على جنوب لبنان وسط تحذيرات من هجوم وشيك!
ارتفعت عمليات التجنيد لصالح حركة حماس وجناحها المسلح، كتائب القسام، بشكل ملحوظ في مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين المنتشرة في لبنان، وفقًا لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين لبنانيين وآخرين من حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأكد هؤلاء المسؤولون أن مئات المجندين الجدد انضموا إلى صفوف حماس في الأشهر الأخيرة، داخل المخيمات الـ12 المنتشرة في لبنان، ومنها مخيم عين الحلوة الذي يُعتبر واحدًا من أكبر المخيمات للاجئين الفلسطينيين في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن صحفييها، خلال زيارة نادرة إلى عين الحلوة، لاحظوا انتشار ملصقات تحمل صورة الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في كل مكان.
وتبين الصحيفة أن العديد من شبان المخيم قالوا إن هذه هي المرة الأولى التي يشعرون فيها بالأمل. وأشارت إلى أن الكثير منهم يعرف العشرات من أفراد الأسرة أو الأصدقاء الذين انضموا إلى حماس منذ بداية الحرب في أكتوبر.
وعلى الرغم من أن عمليات التجنيد هذه لن تؤثر كثيرًا على الوضع في غزة لأن دخول الأراضي هناك صعب للغاية، إلا أنها تعزز فرص حماس في لبنان بحسب الصحيفة.
وأضافت أن المجندين عادة ما يبقون داخل مجتمعاتهم ليساعدوا في إدارة الشؤون المحلية وأحيانًا يقتربون من الحدود الجنوبية للبنان لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
في لبنان، مُنع الفلسطينيون من الحصول على الجنسية أو العمل في مجموعة واسعة من الوظائف. وفي مخيم عين الحلوة الذي يقدر عدد سكانه بـ 80 ألف نسمة متواجدون داخل منطقة مساحتها أقل من كيلومتر مربع بمدينة صيدا؛ تبين الصحيفة أنه يوجد الكثير من الرجال المستعدين للعمل ضد إسرائيل وفقًا للمسؤول السياسي لحركة حماس بصيدا أيمن شناع الذي رفض الكشف عن عدد الذين تم تجنيدهم حتى الآن.
لسنوات طويلة منع الجيش اللبناني دخول الصحفيين إلى عين الحلوة حيث تتقاتل الفصائل المسلحة مع بعضها البعض ومع الجيش اللبناني للسيطرة على المنطقة. وبموجب اتفاق دولي سابق يبقى الجيش اللبناني عمومًا بعيداً عن الأحياء الفلسطينية التي تعمل شبه مستقلة.
لكن داخل الأحياء الفلسطينية مثل عين الحلوة تعمل مجموعات فلسطينية متعددة ولها تأييدها؛ بعضها علماني والبعض الآخر بما فيها حماس يتبنى أيديولوجية إسلامية.
تمكن صحفيو “نيويورك تايمز” من دخول المخيم محاطين بحشد كبير خلال جنازة المسؤول بحركة حماس سامر الحاج الذي قُتل هذا الشهر جراء غارة جوية إسرائيلية.
بالإضافة لصور أبو عبيدة كان هناك انتشار واضح لصور قائد حركة حماس السابق إسماعيل هنية الذي اغتيل مؤخرًا وكذلك القائد الجديد يحيى السنوار؛ وفقاً للصحيفة التي أشارت إلى تراجع شعبية الجماعات العلمانية التي هيمنت لفترة طويلة على الحركة الفلسطينية.
فبعد نحو عقدين على وفاته أصبحت صور رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات نادرة ومهترئة عبر أنحاء عين الحلوة بينما كانت صور خليفته رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أكثر ندرةً أيضًا.
وأدى الصراع بين السلطة الفلسطينية والجماعات المسلحة مثل حماس إلى اشتباكات عنيفة بغزة والضفة الغربية ومخيمات اللاجئين مما أضعف قدرة الفلسطينيين على مواجهة إسرائيل سياسيّاً كما تبينه الصحيفة.
يقول الزميل البارز بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن خالد الجندي إن “عدم وجود عنوان مركزي بفلسطيني للتفاوض حول السلام أضعف القضية الفلسطينية وزعزع الاستقرار بالمنطقة”. وأضاف: “أي اتفاق قد يبرمه عباس مع إسرائيل يمكن لحركة حماس عرقلته وليس لدى أي مجموعة احتكار للتفاوض حول السلام أو خوض الحرب وهذا أضعفهم وسيساهم باستمرار إضعافهم بالمستقبل”.
ومنذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل وسط الحرب المستمرة بغزة لأكثر من عشرة أشهر استهدفت إسرائيل مراراً قياديي حركة حماس أو متعاونيين معها بلبنان.
ويُعرف مخيم عين الحلوة بإيوائه مجموعات إسلامية متشددة وخارج القانون ويقطنه أكثر 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأمم المتحدة وقد انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين بسبب النزاع بسوريا.
وغالبا ما يشهد المخيم عمليات اغتيال وأحياناً اشتباكات خصوصا بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة.