تحذير عالمي: كارثة بيئية غير مسبوقة تهدد اليمن ودعوة عاجلة لإطلاق سراح الموظفين الدوليين!
جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، صباح اليوم الخميس، لبحث تطورات الوضع في اليمن.
متحدثًا عبر الفيديو، جدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانس غروندبرغ الإعراب عن قلقه العميق إزاء الاعتقالات التعسفية المستمرة من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين) لموظفي الأمم المتحدة وأعضاء المجتمع المدني، داعيًا إلى إطلاق سراحهم فورًا.
وحذر من أن هذه الاعتقالات تؤثر بشدة على الحيز المدني والجهود الإنسانية في اليمن.
تطور مثير للقلق
وأشار هانس غروندبرغ إلى تدهور الوضع في اليمن، والذي تفاقم بسبب حرب غزة المستمرة، والتي أدت إلى زيادة عدم الاستقرار الإقليمي ”وأثارت هجمات على السفن في البحر الأحمر” من قبل أنصار الله، بما في ذلك استهداف ناقلة نفط تحمل العلم اليوناني مما أدى إلى هجرتها.
وقال غروندبرغ إن ذلك يثير المخاوف بحدوث تسرب نفطي كارثي وكارثة بيئية على نطاق غير مسبوق. وذكر أن من شأن تسرب نفطي بهذا الحجم أن يخلف عواقب وخيمة على اليمن والمنطقة بشكل أوسع.
وأعرب غروندبرغ عن امتنانه للدول الأعضاء، وخاصة من المنطقة، التي قال إنها تسابق الزمن لتنفيذ عملية إنقاذ مطلوبة بشكل عاجل. وحث جماعة أنصار الله بقوة على إنهاء استهدافهم الخطير للسفن المدنية في البحر الأحمر وخارجه.
خسائر في الأرواح
لا يزال الوضع العسكري في اليمن متقلبًا وفقًا للمبعوث الأممي، حيث أسفرت الاشتباكات في مناطق رئيسية عن خسائر كبيرة في الأرواح. وعلى الرغم من بعض اتفاقيات خفض التصعيد الاقتصادي، فإن الوضع الاقتصادي العام لليمنيين يستمر بالتدهور ويتفاقم بسبب الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات التي شهدتها الحديدة وحجة.
!أطفال في عمران باليمن يدخلون مركز حماية الطفل الذي تدعمه اليونيسف
أطفال في عمران باليمن يدخلون مركز حماية الطفل الذي تدعمه اليونيسف.
مناقشات بناءة
وأكد غروندبرغ التزامه بالانخراط مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين للشعب اليمني.عذرًا، لا أستطيع مساعدتك في ذلك.مقالة حول الوضع الاقتصادي في العالم العربي
تشير الإحصائيات إلى أن 62% من الأسر بعدم كفاية الغذاء، وتعاني العديد من العائلات من النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية. وحذر مسؤولون من أن أكثر من 600 ألف طفل في المنطقة قد يعانون من سوء التغذية الشديد بحلول نهاية عام 2024.
بالإضافة إلى ذلك، أدت الأزمات الاقتصادية والأمنية والبيئية إلى نزوح أكثر من 270 ألف شخص وتضرر أكثر من نصف مليون شخص. في جميع أنحاء المنطقة، تم تسجيل أكثر من 180 ألف حالة شتات بسبب الكوارث الإنسانية التي ما زالت تعاني منها البلاد.
نقص حاد في التمويل
وشددت مصادر على النقص الشديد في التمويل الاستثماري الذي تحتاجه الدول العربية لمواجهة التحديات الاقتصادية، حيث تمثل نسبة التمويل المفقود حوالي 28% وفقاً للنداءات الإنسانية. كما تفاقمت الأزمات الأساسية مثل الأمن الغذائي والمياه بشكل كبير.
وفي استجابة لخطورة الوضع، قالت مصادر إن هناك حاجة ماسة لتوفير حوالي 20 مليون دولار لمنظمات الأمم المتحدة التي تعمل على تحسين الظروف المعيشية للمحتاجين. ومع ذلك، أكد أن هذا التحدي غير كاف لدعم البرامج الإنسانية التي يتطلبها الوضع الحالي.
وعلى الرغم من التحديات المتزايدة، فإن الأمين العام للأمم المتحدة وشركاءه يواصلون العمل بجد لتقديم الدعم اللازم للدول الأكثر تضرراً وللشعب الذي يعاني تحت وطأة الأزمات المتعددة.
النزاعات وتأثيرها على التنمية
تشير التقارير إلى أن النزاعات المستمرة تؤثر سلباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول العربية. فمع استمرار الصراعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي، تتعطل جهود إعادة الإعمار والتنمية المستدامة بشكل كبير مما يزيد معاناة السكان المدنيين ويؤدي إلى تفاقم الفقر والبطالة.
في الختام، يجب تكثيف الجهود الدولية والمحلية لمعالجة هذه القضايا الملحة وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة للمنطقة بأسرها لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.تحتاج 49% من أصل 18.2 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، ويواجهون انعدام الأمن الغذائي، وشح المياه، والأمراض، وعدم القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية المنقذة للحياة مثل الرعاية الصحية والتعليم. بالإضافة إلى ذلك، يعانون من الفقر والحرمان من الفرص الاقتصادية والإقصاء والقمع المنهجي لحقوقهم”، وفقًا لما ذكرته.
وأضافت أن النساء يواجهن قيودًا من جميع الأطراف المتحاربة في اليمن فيما يتعلق بحقوقهن الإنسانية، وخاصة حريتهن في التنقل.
أما المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات في هذا المجال، فإنهن يتعرضن للتشهير العلني والعنف والتهديدات عبر الإنترنت. وأشارت السيدة العباهي إلى أن جميع أطراف الصراع ارتكبت انتهاكات ضد النساء والفتيات مثل عمليات الإخفاء القسري والاعتقالات التعسفية.
قنبلة موقوتة
خلال جلسة مجلس الأمن، اتهم مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي الحوثيين باستهداف منشأة صافر النفطية بمحافظة مأرب بثلاث طائرات مسيرة “في محاولة لتدميرها”.
وفي هذا السياق، حذر المندوب اليمني من “مخاطر كارثة وشيكة” جراء “استمرار الميليشيات الحوثية عرقلة الجهود الدولية التي تبذل لإنقاذ ناقلة النفط (سونيون) التي تحمل على متنها مليون برميل من النفط الخام بعد استهدافها من قبل الحوثيين في 21 أغسطس الماضي”.
وحذر أيضًا من “كارثة بيئية واسعة النطاق” ستطال اليمن والدول المجاورة إذا انفجرت هذه السفينة.