برنامج الأغذية العالمي: العنف ضد عمال الإغاثة في غزة يهدد جهود مكافحة المجاعة!
خلال مؤتمر صحفي عُقد في نيويورك اليوم الثلاثاء، ذكرت السيدة فلايشر بعض العقبات التي تواجه العاملين في المجال الإنساني، والتي تشمل “ساعات لا نهاية لها للحصول على الضوء الأخضر للتحرك”، والطرق المدمرة التي ستصبح غير سالكة في أشهر الشتاء.
وتطرقت إلى الازدحام الشديد حيث إن نحو مليوني شخص يعيشون الآن على حوالي 11 في المائة من مساحة القطاع المكتظ بالسكان بالفعل. وقالت إنها رأت خلال رحلتها إلى غزة في يوليو/تموز الناس مكتظين في مخيمات مؤقتة على الشواطئ وفي ملاجئ الأونروا حيث “يعيش 60 إلى 70 شخصا في فصل دراسي يتسع عادة لـ 20 إلى 30 شخصا”.
تأثير أوامر الإخلاء
وأضافت أن الشهر الماضي شهد زيادة في أوامر الإخلاء والتدهور الهائل في البيئة الأمنية لموظفي المنظمات الإنسانية، مما كان له تأثير عميق على قدرة البرنامج على الوصول إلى الناس. وقالت: “لقد فقد برنامج الأغذية العالمي الوصول إلى مستودعه الثالث والأخير العامل في غزة، في المنطقة الوسطى بموجب أوامر الإخلاء. لقد فقدنا خمسة مطابخ مجتمعية يدعمها برنامج الأغذية العالمي كان لا بد من إخلائها، وفقدنا ما يقرب من 20 نقطة توزيع عبر القطاع. لذا، بينما نتمكن من إدخال الطعام – بشكل ما وهو ليس كافياً – إلا أننا لا نستطيع توزيعه الآن. لذلك، فإننا نصل إلى عدد أقل من الناس. لقد وصلنا إلى عدد أقل من الناس الشهر الماضي مقارنة بما نفعله عادة”.
تعرض فريق تابع لبرنامج الأغذية العالمي لإطلاق نار مساء يوم 27 آب/أغسطس بالقرب من نقطة تفتيش إسرائيلية.
أساسيات العملية الإنسانية
وشددت السيدة فلايشر على الحاجة إلى زيادة نقاط العبور وتبسيط الإجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل أسرع وأكثر فعالية للمتضررين.سيط العمليات الإنسانية للسماح للبرنامج بالقيام بعمله. وأشارت أيضًا إلى ضرورة استعادة النظام وحكم القانون في غزة، والسماح بإدخال الأموال إلى القطاع حتى يتمكن الناس من البدء في الشراء مجددًا من المحلات التجارية.
ورداً على أسئلة متعلقة بالحادث الذي تعرضت فيه سيارة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، أكدت السيدة فلايشر أن البرنامج اضطر إلى تعليق عملياته لبضعة أيام، وأنه استأنفها فقط بعد “تأكيدات من السلطات الإسرائيلية بأنها ستقدم لنا تقرير تحقيق في الحادث وأنه ستكون هناك مراجعة لآلية التنسيق”. وأضافت أن هذه المراجعة جارية، إلا أن البرنامج لم يتلق تقرير التحقيق.
الوضع في أوكرانيا
وبالانتقال إلى الملف الأوكراني، قالت مسؤولة برنامج الأغذية العالمي إنها كانت في منطقة سومي قبل أسبوعين فقط حيث رأت وضعًا دراماتيكيًا للغاية. وقالت إن البرنامج يشتري معظم الأغذية التي يستخدمها داخل أوكرانيا من الأسواق المحلية ويرسل مليون طن من الأغذية من البلاد إلى البلدان المحتاجة.
وقالت إن البرنامج يعمل بشكل وثيق مع الحكومة لتكملة نظام الحماية الاجتماعية الخاص به ويجلب الغذاء إلى الخطوط الأمامية حيث يتم تدمير سلاسل التوريد.
الشرق الأوسط منذ الربيع العربي
وقالت المسؤولة في برنامج الأغذية العالمي إن الناس في الشرق الأوسط ”لم يحظوا باستراحة” منذ الربيع العربي قبل حوالي 13 عامًا، حيث شهدت المنطقة أزمة لاجئين مطولة، وانهيارًا اقتصاديًا شبه كامل في بعض البلدان، وتضخمًا غذائيًا مرتفعًا للغاية مرتبطا بالحرب في أوكرانيا.
وأضافت: “في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية، يعاني ما يقرب من 50 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي. وهذا ضعف ما كان عليه قبل الربيع العربي، والآن يتعين على برنامج الأغذية العالمي إطعام ستة أضعاف عدد الأشخاص الذين كانوا قبل الربيع العربي. والآن بالطبع نستعد لحرب إقليمية. يجب أن يتوقف هذا لأن الأسر لا تستطيع حقاً التأقلم”.نزح مئات الآلاف من الأشخاص في سوريا بسبب الصراع هناك.
وقالت السيدة فلايشر إن التبرعات لعمليات برنامج الأغذية العالمي عادت إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد، لكن احتياجات الناس وأسعار المواد الغذائية زادت بشكل كبير. وأوضحت أن هذا أجبر البرنامج على خفض عملياته “بشكل كبير جداً”، مشيرة إلى أن البرنامج كان قد اعتاد الوصول إلى ستة ملايين شخص كل شهر، والآن يصل إلى حوالي مليون شخص فقط.
وأكدت على ضرورة حماية تمويل البرنامج من الجهات المانحة الحالية، بما في ذلك زيادة المساهمات التي يقدمها القطاع الخاص، والاستمرار في البحث عن جهات مانحة جديدة. وفي الوقت الراهن، يضطر البرنامج إلى تحديد “الأكثر ضعفاً بين الأكثر ضعفاً” والتأكد من وصوله إلى هذه الفئة على الأقل. ومع ذلك، قالت السيدة فلايشر: “بالنسبة لزملائنا على الأرض، فإن تحديد من يحصل ومن لا يحصل (على المساعدات) هو الخيار الأصعب على الإطلاق”.