السويد: حكم مثير على من أضرم النار في المصحف وألقى عليه لحم الخنزير!
تتجه أنظار التونسيين إلى الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، حيث يتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد. وفي انتظار نتائج الانتخابات بين الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالية ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، تختلف توقعات وآمال التونسيين بشأن مستقبل العلاقات بين تونس والولايات المتحدة.
ترتبط تونس والولايات المتحدة بعلاقات دبلوماسية تعود لأكثر من 200 عام، وتحديداً منذ عام 1799 عندما وقع البلدان أول اتفاق صداقة وتجارة، مما أدى إلى تأسيس أول قنصلية أميركية في تونس في عام 1800.
دعم العمل الدبلوماسي
وفي حديثه عن آفاق العلاقات السياسية بين تونس والولايات المتحدة، يؤكد الأمين العام لحزب “مسار 25 جويلية” الداعم للسلطة، محمود بن مبروك، أن علاقات البلدين عريقة وقديمة تمتد لأكثر من 227 عاماً وتميزت بدعم التعاون المشترك. ويضيف بن مبروك لـ”الحرة” أن تونس “تسعى لدعم العمل الدبلوماسي مع أميركا في إطار الاحترام الكامل للسيادة الوطنية لكل بلد”، بالإضافة إلى “تعزيز العلاقات الاقتصادية ودعم الانتقال الديمقراطي” الذي شهدته تونس بعد الثورة في عام 2011.
وشدد على أهمية فتح آفاق جديدة بين البلدين تقوم على دعم جهود تونس الرامية لتطوير الحوكمة الشاملة والأمن والازدهار وحقوق الإنسان وتعزيز العلاقات مع شركائها في المنطقة. وأكد أن هذه السياسة ترتكز على “احترام إرادة الشعوب في تقرير مصيرها ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية”.
وقد أشاد السفير الأميركي بتونس جوي هود سابقاً بالعلاقات بين تونس وأميركا خلال حوار أجراه مع صحيفة “الشارع المغاربي” التونسية بتاريخ 30 أغسطس، مؤكداً أن الإدارة الأميركية “تفهم وتدعم أي حكومة تصر على سيادتها وتجعلها أولوية مطلقة من منطلق الحفاظ على مصالحها”.
رهان اقتصادي
أما بالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين تونس والولايات المتحدة، فتشير إحصائيات رسمية إلى أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين تجاوز مليار و300 مليون دولار في عام 2023. وبذلك تحتل الولايات المتحدة المرتبة الخامسة ضمن قائمة المستثمرين في تونس خلال نفس العام.تستضيف تونس، بداية من الثلاثاء وحتى منتصف نوفمبر، التمرين البحري “فينكيس إكسبرس 24″، بمشاركة حوالي 1100 عسكري ومراقب من الولايات المتحدة والدول المغاربية الخمسة بالإضافة إلى دول إفريقية وأوروبية.
في هذا السياق، يرى الخبير الاقتصادي ماهر بالحاج أنه بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن ما يطمح إليه التونسيون هو تعزيز التبادل التجاري وزيادة الاستثمار وتسهيل وصول المنتجات التونسية إلى الأسواق الأميركية.
ويشير في حديثه مع “الحرة” إلى أن الولايات المتحدة أصبحت واحدة من أكبر الأسواق المستوردة للمنتجات التونسية، بما في ذلك الحرف اليدوية وزيت الزيتون والمواد الإلكترونية والملابس. وهذا الأمر يمكن أن يخلق آلاف فرص العمل في تونس ويدعم المبادرات الخاصة ويحفز الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقد أكد السفير الأميركي بتونس جوي هود سابقًا، في تصريح لوسائل الإعلام المحلية خلال أغسطس الماضي، أن المبادرات الأميركية ساعدت على خلق أكثر من 80 ألف فرصة عمل في تونس على مدى العقد الماضي. كما تواصل الجهود مع الشركات الصغيرة للاستثمار في تحول البلاد نحو الطاقة وتنمية القطاع الخاص.
وفيما يتعلق بالقطاع السياحي، يؤكد الخبير الاقتصادي ماهر بالحاج أن تونس تتطلع إلى زيادة عدد السياح الأميركيين الذين بلغ عددهم 22 ألف سائح خلال النصف الأول من هذا العام. ويضيف أن قطاعات أخرى مثل الصناعة والزراعة تحتاج إلى مزيد من الدعم لمواجهة الصعوبات التي واجهتها بعد الثورة التونسية عام 2011. ويمكن للحكومة التونسية التعاون مع الجانب الأميركي لدعم هذه المجالات.
دعم أمني وعسكري
يقول الخبير الأمني علية العلاني: “على الرغم من تقليص المساعدات الاقتصادية، فإن الدعم الأميركي لتونس على المستويين الأمني والعسكري يشهد تصاعدًا يعكس العلاقات المتميزة بين البلدين”. ويعتبر استضافة تونس لفعاليات تمرين “فينيكس إكسبرس 24″، بقيادة أميركية والذي انطلق يوم الثلاثاء الخامس من نوفمبر دليلًا واضحًا على ذلك.
يقول العلاني لـ”الحرة” إن “تغير القيادة الأمريكية في أعقاب الانتخابات الرئاسية لن يغير من سياستها الخارجية تجاه تونس، حيث ستواصل دعمها في مواجهة العديد من التحديات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الحدودي ومقاومة الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجال الأمن السيبراني”.
ويذكر أن واشنطن كانت قد منحت تونس في عام 2015 صفة “حليف أساسي خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)”، وذلك ضمن إطار تعزيز التعاون العسكري لمكافحة الإرهاب.
وعن آفاق هذا التعاون وتوقعاته منه، يؤكد المتحدث أن “حالة الاستقرار العام التي أصبحت عليها تونس في عهد الرئيس قيس سعيد، فضلاً عن الموقع الاستراتيجي الذي تتميز به كبلد مغاربي يجعلها بوابة لأفريقيا، تجعلها محل اهتمام أمريكي ومن المتوقع أن يتم تعزيز التعاون من خلال دعم المؤسستين العسكرية والأمنية التونسية لوجستياً”.
كما يشير إلى تطلع تونس نحو التركيز على الإصلاحات الاقتصادية بدلاً من الإنفاق العسكري لزيادة حجم المساعدات التكنولوجية والمالية التي كانت تخصصها الولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة.
وبحسب معطيات صادرة عن السفارة الأمريكية بتونس، فإن المساعدات العسكرية والأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة لتونس السنة الماضية بلغت قيمتها 160 مليون دولار. كما ساعدت على إنشاء مركز تكوين بمحافظة بنزرت (شمال) بقيمة حوالي 20 مليون دولار، بالإضافة إلى تقديم ما قيمته 110 ملايين دولار للقوات المسلحة التونسية على شكل مراكب بحرية بطول 65 قدماً و6 طائرات شحن.