السودان يواجه أزمة صحية: تفشي وباء الكوليرا يثير القلق!
قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، يوم الخميس، إن قرار القوات المسلحة السودانية فتح معبر أدري الحدودي يُعتبر خطوة حاسمة لإنقاذ الأرواح ومنع انتشار المجاعة. وأكد بيرييلو أن الوفود المشاركة في المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة في جنيف لإيقاف الحرب في السودان ترحب بهذا القرار وتتطلع إلى رؤية القوافل الأولى تعبر الحدود في الأيام المقبلة.
ودعا المبعوث الأميركي قوات الدعم السريع إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان توفير الأمان لمجموعات الإغاثة التي تدخل عبر حدود أدري، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق واستقلال عملها عن الجهات الفاعلة المسلحة والسياسية. وشدد بيرييلو على ضرورة اتخاذ الجميع لخطوات عاجلة لنقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور وعبر السودان بشكل آمن ودون عوائق للمحتاجين، بغض النظر عن الطرف الذي يسيطر على الأراضي.
ويمثل توسيع نطاق المساعدة الإنسانية أولوية قصوى لأعضاء المجتمع الدولي المجتمعين في سويسرا، وفقًا للمبعوث الأميركي. وأضاف أن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين يتماشى مع التزامات الأطراف بموجب إعلانات جدة والتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
وفي يوم الخميس أيضًا، أكد بيرييلو أنه يرغب في رؤية “نتائج ملموسة” خلال محادثات وقف إطلاق النار التي انطلقت في سويسرا مع قوات الدعم السريع ولكن غاب عنها الجيش السوداني الذي رفض المشاركة فيها. وكتب بيرييلو على منصة إكس: “تتواصل محادثاتنا الدبلوماسية بشأن السودان لليوم الثاني ونحن نعمل بلا هوادة مع شركائنا الدوليين من أجل إنقاذ الأرواح وضمان تحقيق نتائج ملموسة”.
ورفض السودان بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الدعوة للمشاركة في المحادثات يوم الخميس عبر وزير المالية جبريل إبراهيم. وكتب على إكس: ”طبيعة الشعب السوداني ترفض التهديد والوعيد”. وأضاف أن الحكومة السودانية “لن تقبل وساطة مفروضة ولن تكون طرفًا في مباحثات هدفها تشريع احتلال الميلشيات الإجرامية للمنشآت المدنية وضمان مكانتها مستقبلاً على الساحتين السياسية والأمنية”.
انطلقت المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة لإيقاف الحرب في السودان يوم الأربعاء الماضي بمشاركة عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية وسط تحذيرات متزايدة من خطر المجاعة الذي يهدد ملايين السودانيين. وقد فشلت جميع جولات التفاوض السابقة التي أجريت في جدة، وفي نهاية يوليو دعت واشنطن الطرفين المتحاربين لجولة جديدة من المفاوضات أملاً منها لوضع حد للحرب المستمرة منذ ما يقرب من 16 شهرًا.
تهدف المناقشات إلى توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية وإيجاد آلية مراقبة وتدقيق لضمان تطبيق أي اتفاق يتم التوصل إليه. وترغب واشنطن أيضًا بإشراك الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة كمراقبين خلال محادثات جنيف التي تُرعى بالتعاون مع السعودية وسويسرا والتي يُفترض أن تستمر لعشرة أيام كحد أقصى.
لكن الحكومة السودانية بقيادة الجيش اعترضت على إشراك الإمارات بينما تعتبر الولايات المتحدة أن أبوظبي والقاهرة يمكنهما أن يكونا “ضامنتين” لعدم تحول أي اتفاق إلى مجرد حبر على ورق. والسودان غارق منذ أبريل 2023 بحرب بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو مما وضع البلاد على شفير المجاعة.