الأمم المتحدة تحذر أمام مجلس الأمن: ضرورة إنهاء التصعيد المروع في الشرق الأوسط!
في إحاطته لمجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء، قال الأمين العام: “قبل أسبوع واحد بالضبط، أطلعتُ مجلس الأمن على الوضع المقلق في لبنان. ومنذ ذلك الحين، ساءت الأمور كثيرًا”. ونبه إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيدًا دراماتيكيًا “إلى الحد الذي يجعلني أتساءل عما تبقى من الإطار الذي أنشأه هذا المجلس بالقرار 1701″.
وشدد غوتيريش على أن ”المدنيين يدفعون ثمنًا باهظًا. وأنا أدين ذلك بشدة”. وأشار إلى أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قُتل أكثر من 1700 شخص في لبنان، بما في ذلك أكثر من 100 طفل و194 امرأة. وتأكد نزوح أكثر من 346 ألف شخص من منازلهم، وتشير تقديرات الحكومة إلى أن هذا العدد يصل إلى مليون شخص.
وأضاف أنه منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، أسفرت هجمات حزب الله على إسرائيل عن مقتل 49 شخصًا مع نزوح أكثر من 60 ألف شخص من ديارهم.
وشدد غوتيريش على أن حفظة السلام التابعين لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) يظلون في مواقعهم ولا يزال علم الأمم المتحدة يرفرف رغم طلب إسرائيل نقل قواتها.
إدانة الهجوم الصاروخي
وتحدث أمين عام الأمم المتحدة عن إطلاق إيران أمس الثلاثاء نحو مائتي صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل. وقال غوتيريش: ”كما فعلت فيما يتعلق بالهجوم الإيراني في نيسان/أبريل وكما كان واضحاً أمس في سياق الإدانة التي عبرت عنها، فإنني أدين بشدة مرة أخرى الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته إيران أمس على إسرائيل”.
وأوضح أنه من المفارقة أن هذه الهجمات لا تفعل شيئاً لدعم قضية الشعب الفلسطيني أو الحدّ من معاناته.
معاناة تتجاوز التصور
وقال الأمين العام إنه مر ما يقرب من عام منذ الأعمال المروعة التي ارتكبتها حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر واحتجاز رهائن. وأضاف أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي شنت إسرائيل حملة عسكرية ضد غزة تُعتبر ”الأكثر دموية وتدميراً خلال سنواتي كأمين عام”. إن المعاناة ال…تجاوزت المعاناة التي يتحملها الشعب الفلسطيني في غزة كل تصور. وأشار إلى استمرار تدهور الوضع في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، وبناء المستوطنات، وعمليات الإخلاء والاستيلاء على الأراضي، بالإضافة إلى تكثيف هجمات المستوطنين. كل هذه الأمور تقوض تدريجياً أي احتمال لحل الدولتين. وفي الوقت نفسه، استخدمت الجماعات الفلسطينية المسلحة العنف أيضاً.
الوقت ينفد
وشدد غوتيريش على أن أحداث الأسبوع الماضي والشهر الماضي وحتى العام الماضي تقريباً توضح أنه حان الوقت للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل فعال للفلسطينيين في غزة. كما دعا إلى إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين.
وأضاف أنه حان الوقت لوقف الأعمال العدائية في لبنان والعمل الجاد نحو التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1559 و1701، مما يمهد الطريق للجهود الدبلوماسية من أجل السلام المستدام.
وقال غوتيريش: ”حان الوقت لوقف هذه الدورة المروعة من التصعيد تلو التصعيد التي تقود شعوب الشرق الأوسط إلى الهاوية. لقد كان كل تصعيد بمثابة ذريعة للتصعيد التالي”. وشدد على أن ”الوقت ينفد”، مؤكداً أنه “لا ينبغي لنا أبداً أن نغفل عن الخسائر الهائلة التي يلحقها هذا الصراع المتنامي بالمدنيين”.
إلى جانب أعضاء المجلس الخمسة عشر، من المقرر أن يتحدث أمام مجلس الأمن: لبنان وإسرائيل وإيران وسوريا والعراق.
الولايات المتحدة
قالت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إن إيران “فشلت في تحقيق أهدافها” من الهجوم الذي شنه الحرس الثوري الإيراني، لكنها أكدت أن هذه النتيجة لا تقلل “من حقيقة أنها كانت تنوي”.تسبب في موت ودمار كبيرين وتمثل تصعيدا كبيرا من جانب إيران.
وقالت السيدة ليندا توماس غرينفيلد إن إيران “متواطئة” في هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل “بسبب تمويلها لحماس”، مؤكدة أنه لا شك في أن الدعم الإيراني “للوكلاء الإقليميين ساهم بشكل مباشر في الأزمة في غزة ولبنان”.
وشددت على أن الهجوم الإيراني على إسرائيل “لم يكن دفاعيا بأي حال من الأحوال”، وقالت إنها لا تستطيع أن تفكر في مثال أكثر وضوحا على “دعم الدولة للإرهاب من إطلاق الصواريخ الباليستية للانتقام لمقتل زعيم إرهابي. إنه أمر لا يمكن الدفاع عنه وغير مقبول”.
ودعت مجلس الأمن إلى فرض عقوبات إضافية على الحرس الثوري الإيراني “لدعمه للإرهاب”، وأعربت عن مخاوفها من أن ”الصمت والتقاعس لن يؤدي إلا إلى دعوة الحرس الثوري الإيراني إلى تكرار مثل هذه الهجمات مرة تلو الأخرى”.
وقالت ليندا توماس غرينفيلد إن أحداث الأسبوع الماضي يجب أن ترسل رسالة “لا لبس فيها” إلى قيادة حماس، التي تواصل الاختباء في الأنفاق تحت غزة. وأضافت: “لن ينقذكم حزب الله وإيران. الطريق الوحيد للمضي قدما هو اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأكدت السفيرة الأمريكية أن سكان إسرائيل وغزة والضفة الغربية ولبنان وجميع أنحاء المنطقة يستحقون السلام الدائم، مشيرةً إلى أنه “قد حان الوقت لهذا المجلس لمحاسبة إيران على تأجيج نيران الحرب”.
الجزائر
الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع أعرب عن تضامن بلاده التام وإعجابها ودعمها للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد ما وصفه بـ”القرار المدهش” الذي اتخذته السلطات الإسرائيلية بإعلانه شخصية غير مرغوب فيها. وقال السفير بن جامع:قرار يعكس ازدراء واضحاً للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره. وأشار إلى أن إسرائيل لا تقبل “أي رواية أو حقيقة سوى روايتها وحقيقتها”.
وأضاف بن جامع أن هذا الاجتماع يمثل المرة الثالثة التي يتحدث فيها الأمين العام عن الوضع في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن ذلك يعد “شهادة على خطورة الوضع”. وأوضح أن الوضع قد تدهور أكثر بسبب “العدوان الإسرائيلي على لبنان”، بدءاً من استهداف الأجهزة الإلكترونية المدنية ثم “القصف العشوائي والغزو البري” الذي قال إنه يُظهر تجاهلاً صارخاً للحياة البشرية وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني.
وقال السفير الجزائري إن مجلس الأمن عقد اجتماعًا بطلب من بلاده في أعقاب الهجمات باستخدام الأجهزة الإلكترونية المدنية. وأضاف: “سعينا جاهدين لجعل المجلس يرسل رسالة بسيطة وواضحة: نداء لوقف فوري لهذا التصعيد. وقد فشل المجلس في هذه المحاولة”.
ثم تابع قائلاً: “لقد منح تقاعسنا إسرائيل تفويضًا مطلقًا لمواصلة هجومها في غزة، وتصعيد الموقف ضد لبنان ومواصلة أجندتها الدموية المتمثلة في الموت والدمار”.
ونبه السفير الجزائري إلى أن البعض أصبح، على ما يبدو، غير مبالٍ بمحنة شعب غزة، مشدداً على أن أي جهد لمعالجة التصعيد الأوسع في المنطقة يجب أن يبدأ بوقف “الهجوم الوحشي في غزة”. وأكد الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار هناك.
واختتم السفير عمار بن جامع حديثه بالقول: ”الوضع في الشرق الأوسط يتطلب بشكل عاجل إجراءات متضافرة منا جميعًا لإيجاد حل مستدام، وتتطلب هذه الحلول إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في لبنان وسوريا وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف”.
لبنان
القائم بأعمال المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة، هادي هاشم قال إن بلده “عالق بين مطرقة آلة التدمير الإسرائيلية وبين طموحات البعض في المنطقة”، واللبنانيون يرفضون…المعادلة القاتلة
أشار هاشم إلى أن منطقة الشرق الأوسط مشتعلة من كل حدب وصوب، مضيفًا: “فلا لبنان بخير، ولا غزة بخير، والحشود العسكرية الإسرائيلية، وأرتال الدبابات والمصفحات على طول الحدود الجنوبية للبنان”.
كما أشار إلى إقرار الحكومة الإسرائيلية بـ”اجتياح بري للبنان”، مضيفًا أن “كل ما تقوله إسرائيل عن عمليات عسكرية جراحية ومحدودة هو غير صحيح. فالأضرار هائلة في صفوف المدنيين وفي البنى التحتية”.
وقال إن الاجتياح اليوم ستكون نتيجته “هزيمة أخرى تضاف إلى سجل إسرائيل في لبنان”. وأضاف: “لم يعد للكلام من معنى ولا للشكاوى من فائدة، فكم من مرة جئناكم إلى هذا المجلس وحذرنا من الوضع الكارثي على طول الحدود الجنوبية؟”
وأكد هاشم: ”ها نحن اليوم نتجه أكثر وأكثر نحو حرب إقليمية مفتوحة وبلا ضوابط. والحل يبقى بالعودة إلى الحلول السياسية المبنية على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.
كما كرر الموقف الرسمي لرئيس الحكومة اللبنانية بما في ذلك الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الرئيسين الأمريكي والفرنسي، والتعهد بتطبيق جميع النقاط التي وردت فيه ومنها وقف إطلاق النار فورًا لبدء البحث في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل.
ونبه إلى أن لبنان يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة وهو بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية عاجلة، مشددًا على أن لبنان واللبنانيين “يستحقون الحياة”.
إسرائيل
قال السفير الإسرائيلي داني دانون إن العواقب التي ستواجهها إيران بسبب أفعالها “ستكون أعظم بكثير مما يمكن أن تتخيلوه”.
وأضاف أن ملايين الإسرائيليين أجبروا على دخول الملاجئ نتيجة “أكبر هجوم صاروخي”.بالعربية:
في السياق التاريخي، مُصطلح أن هذا المشاهد لم يشهدها العالم “منذ القرارات الجويّة على الندين”.
وقال دانون إن الدفاع الجوي الإسرائيلي “حقق شبهه معجزات الليلة الماضية، وأنه أراح أرواحاً لا حصر لها”، إلا أن ذلك لا يمكن أن يُكلل من ”الشر المطلق الجامح” ورأى تصرفات إيران. وأضاف: “الآن يجب على العالم أن يتدخل. يجب أن تدفع إيران ثمن هذه الهجمات. أي شيء أقل من ذلك هو تواطؤ”.
وقال دانون إن إيران ليست عدوة إسرائيل فحسب، بل هي عدوة لكل الدول المتهددة. وأكد أنه كانت حتى الآن الأنظمة التي تعمّل على حد كبير كالأنيكاريين الذين يرتدون قادة في هذه القضايا.
وقال السفير دانون إن إسرائيل ستستمر في شجبها وتعمل على تحقيق أهدافها الاستراتيجية ضد التهديدات الإيرانية.
إيران