الشرق الأوسط

الأمم المتحدة: تأثير الأزمة الإنسانية في السودان على النساء والفتيات – كارثة تتطلب الانتباه!

جاء ذلك في تقرير صدر عن الهيئة ⁢بعنوان “النساء والفتيات في السودان: الصمود وسط ​لهيب الحرب”، والذي سلط الضوء على التأثيرات غير المتناسبة⁢ للصراع⁤ المتصاعد⁢ على النساء⁢ والفتيات السودانيات.

وبحسب ​التقرير،​ زاد عدد المحتاجين إلى​ خدمات متعلقة بالعنف القائم⁢ على النوع الاجتماعي بنسبة 100% منذ ‍بداية الأزمة، ليصل إلى 6.7⁢ مليون شخص – الغالبية العظمى ⁤منهم​ من النساء والفتيات ‌- ‌بحلول ​كانون الأول/ديسمبر​ 2023، ومن المتوقع أن يكون هذا الرقم أعلى اليوم.

وأشار التقرير إلى أن⁢ العنف​ المستمر، وخاصة في الخرطوم ودارفور وكردفان، ⁤أدى إلى ‍تفاقم المخاطر التي ⁤تواجهها⁣ النساء والفتيات، وسط ⁢تزايد التقارير ‌عن حالات عنف واستغلال واعتداءات جنسية مرتبطة بالصراع.

وفي حين أدت الحرب‍ في السودان⁤ إلى أكبر أزمة نزوح داخلي‍ في العالم منذ الصراع السوري عام 2011، تتعرض النساء والفتيات النازحات داخليا- والبالغ عددهن 5.8 مليون امرأة وفتاة- للخطر ⁢بشكل خاص،‍ حيث لا يتم ‍الإبلاغ عن العديد من حالات الإساءة بسبب الافتقار إلى الدعم الكافي والخوف من الوصمة والانتقام.

وأكد التقرير أن⁤ الأسر التي⁤ تعولها ‍نساء تعاني بشكل‍ أكبر من أزمة⁢ انعدام الأمن الغذائي الحاد التي تواجهها البلاد، وهي ‌الأسوأ ⁣التي تم‍ تسجيلها على الإطلاق في السودان. مضيفا أن النساء ⁢والفتيات “يأكلن أقل​ من غيرهن ويكن آخر من يأكل”.

وقال التقرير إن الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية يشكل تحديا‌ آخر، وخاصة للنساء الحوامل اللواتي ​يتعدى عددهن الـ 160 ألف امرأة. ومن المتوقع ‌أن يولد ما‌ يقدر بنحو ‌54 ألف طفل في الأشهر الثلاثة المقبلة.

هذا وتتأثر النساء والفتيات بشكل غير متناسب بنقص المياه⁣ والصرف ‍الصحي والنظافة الصحية ⁤الآمنة. حيث ⁢لا تستطيع ما ⁤لا يقل عن 80% من ​النساء النازحات داخليا تأمين المياه النظيفة.‌ كما ​أن ​74% ‍من الفتيات في سن المدرسة – أي حوالي 2.5 مليون فتاة – خارج​ المدرسة حاليا​ مما يزيد من خطر تعرضهن لممارسات ضارة مثل زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.

وقالت هودان أدو، ⁣القائمة⁢ بأعمال المديرة الإقليمية لمكتب هيئة الأمم المتحدة​ للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا: “تواجه​ النساء والفتيات‍ في السودان تحديات لا يمكن تصورها ومع ذلك فإن قوتهن وقدرتهن على الصمود لا ​تزال تلهمنا.⁣ لا يمكننا ⁤أن نسمح⁤ للسودان​ بأن يصبح أزمة منسية. والآن أكثر من أي وقت مضى يجب على‌ المجتمع ‌الدولي⁣ أن يتكاتف لدعم النساء في السودان‌ وضمان حصولهن على الموارد والحماية التي يحتجن إليها للبقاء⁣ على قيد الحياة وإعادة بناء حياتهن”.

وشددت ⁤الهيئة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية النساء والفتيات وتأمين وصولهن إلى الغذاء والمياه النظيفة وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية خاصةً عبر زيادة ​التمويل⁢ للمنظمات المحلية⁢ التي تقودها ⁣نساء والتي لم تتلق سوى 1.63% فقط من موارد‍ الصندوق​ الإنساني ⁤للسودان عام 2023. ودعت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى وقف الحرب فوراً⁣ والعودة لطاولة المفاوضات لإجراء محادثات سلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى